الأحد, 16 أيلول/سبتمبر 2012 22:20 أصدرت رابطة "مجمع الصلاح" المغربية، يوم الخميس 25 شوال 1433ه موافق ل 13 شتنبر 2012، بيانا استنكرت فيه إساءة الفيلم الأمريكي "براءة" للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، معتبرة أن هذا "إنكار وتجاهل لكل قيم المحبة والتراحم والتسامح والتعايش والقبول بالاختلاف واحترام الأديان وتوقير المقدسات وعدم المساس بالمعتقدات". وأوضح البيان أن إقدام "شرذمة من صناع الكراهة على استغلال ذكرى الحادي عشر من سبتمبر لهذه السنة من أجل إطلاق فيلم سينمائي أمريكي تروم فيه الإساءة إلى الرسول الخاتم قدوتنا وأسوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم" هو عمل استفزازي واضح لمشاعر المسلمين في العالم. وقال أعضاء "الرابطة" في بيانهم إن وإننا مثل سائر المسلمين والنزهاء في العالم نسجل ما يلي: إننا، وبأعلى أصواتنا وبملء ما نكنه في صدورنا من محبة لنبينا وبسائر العبارات واللغات؛ ندين ونشجب ونستنكر بشدة هذا الفعل الاستفزازي الحاقد، والذي ينم عن منزع عنصري فاضح يروم إيقاع الحروب والفتن بين الديانات والملل التوحيدية؛ إن "رابطة مجمع الصلاح" تدعو كافة العلماء والحكماء والعقلاء من مختلف الأديان والثقافات إلى محاصرة هذا الفعل الإجرامي الذي يتذرع بالإبداع ويتقنع بالحرية من أجل تشويه وتسفيه الآخرين ظلما وحقدا وغلا وإثارة للنعرات والصراعات الدينية، والتي بذلت البشرية الدماء والتضحيات في سبيل التحرر من ويلاتها وآفاتها؛ إن "الرابطة" تؤكد على ضرورة تسييد قيم التعارف والتآلف والتفاهم والتراحم بين بني البشر كيفما كانت عقائدهم، وذلك في احترام متبادل لمختلف المعتقدات والرموز الدينية، بعيدا عن كل أشكال الإثارة أو الاستفزاز؛ إن الرابطة إذ تجدد إدانتها لهذا الجرم المشين والذي يشين أصحابه لا المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد على ضرورة تبني مختلف أشكال الاحتجاج ضد هذا الجرم بشرط أن يظل احتجاجا ينضبط بضوابط الشرع القائمة على الغضب لله بما يرضي الله؛ وهنا تسجل "الرابطة" رفضها القاطع واستنكارها الصريح لذاك الأسلوب الدموي في الاحتجاج الذي سلكه بعض الغلاة في ليبيا، إذ احتجوا على جرم بجريمة أخرى (قتل السفير الأمريكي وأربعة من الديبلوماسيين الأمريكيين بليبيا)، وهو ما يخالف النهج المحمدي في الغضب لله وفي النهي عن المنكر، فضلا عن الآثار السلبية البليغة لمثل هذا الفعل في إذكاء وتغذية الإسلاموفوبيا في الغرب، وإنعاش التيارات اليمينية المتطرفة التي ما تفتأ تعمل على محاصرة الإسلام والتضييق على المسلمين؛ إن الرابطة تدعو علماء الأمة الإسلامية وسائر مؤسساتها الدينية والثقافية والعلمية والإعلامية، إلى بذل مزيد من الجهود من أجل التعريف بكمالية وجمالية النموذج المحمدي في الفهم والسلوك والحياة؛ وكذا العمل على دفع مختلف الشبهات الملصقة ظلما وجورا بنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، والاجتهاد بمختلف أدوات العصر لتقديم الصورة الحقيقية المشرقة لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم عبر الكتابة بمختلف اللغات واستعمال شتى وسائط الاتصال الحديثة، فضلا عن الإعلام بمختلف أطيافه وألوانه. علينا أن نهب إلى نصرة نبينا بالقول والعمل، وأساسا بالتخلق بأخلاقه العظيمة في حياتنا الفردية والجماعية. إن الرابطة، تتعهد أن تسير في هذا المسار التصحيحي والتوضيحي مع العمل على تبني وابتكار مختلف الطرائق والأساليب التي من شأنها خدمة هذه المقاصد النبيلة في الذود عن معتقدات المسلمين ورموزهم الدينية، والتعاون مع مختلف الجهات الإسلامية والدولية لإشاعة قيم السماحة والرحمة والاحترام المتبادل بين الأديان والحضارات.