تم إنشاء موقع "عقيدتي"، للتعريف بالعقيدة الأشعرية، التي اختارها أهل المغرب عقيدة رسمية لعلمهم أنها امتداد لعقائد أهل السنة والجماعة. ويشرف عليه الدكتور عبد القادر بطار، المتخصص في العقيدة الأشعرية، وفي هذا الحوار الذي أجريناه معه يتطرق إلى أهداف ورسالة الموقع، والبواعث على إحداثه. لماذا اخترتم اسم "عقيدتي" للموقع الذي تشرفون عليه؟ "عقيدتي" اسم لموقع علمي مغربي متخصص في عرض العقيدة الأشعرية عرضا علميا متميزا. فإضافة العقيدة إلى المتكلم المقصود منه أساسا أن العقيدة الأشعرية التي هي عقيدة سنية جماعية يجب أن يعتز بها كل مسلم، لما تمثله من وضوح في المنهج، وسمو في المقصد، ووسطية واعتدال في المضمون. ولذلك ندعو الجميع إلى أن يشد بقوة على هذه العقيدة ويضمها إلى قلبه وعقله ووجدانه. ما الباعث لكم على إحداث هذا الموقع؟ الموقع جاء في الحقيقة ليسد فراغا علميا ملحوظا في هذا الجانب. فكما ندرك جميعا أن أسئلة العقيدة الكثيرة والمتجددة والمتشعبة أحيانا أصبحت تفرض نفسها اليوم على المتلقي أكثر من أي وقت مضى. خصوصا مع انتشار المذاهب والعقائد التي تعرف منها وتنكر. ففكرنا بمعية بعض الإخوة الغيورين على الإرث العقدي الأشعري في إنشاء موقع علمي يسعى إلى تبسيط العقيدة الأشعرية والتعريف بها ونشرها على نطاق واسع. ما هي الأهداف التي تنشدونها؟ المقاصد أو الأهداف التي نسعى في موقع "عقيدتي" إلى تحقيقها تتمثل أساسا في نشر ثقافة التسامح الديني من خلال نشر العقيدة الأشعرية التي يعتبر الأشاعرة روادها الروحيين بامتياز، فضلا عن تحصين الإنسان المسلم من العقائد الفاسدة والمقالات الضالة التي يروم أصحابها هدم الدين من الداخل. ومن المقاصد الحسنة التي نريدها لهذا الموقع كذلك هو تبسيط العقيدة الأشعرية وجعلها تؤثر في السلوك ومصدر خير للقيم وبعث الطمأنينة في النفوس وبالتالي فضح ثقافة التيئيس والإحباط التي لا مكان لها في المذهب الأشعري. نريد باختصار شديد من إنشاء هذا الموقع جعل العقيدة الأشعرية تواكب المواطنة الصالحة. فكي تكون مواطنا صالحا يجب أن تكون متشبعا بعقيدة بانية تدفعك إلى العمل الصالح والحياة الكريمة الطيبة. فإذا كان مقررا عند علماء العقيدة أن أول واجب على المكلف (العاقل البالغ) هو معرفة الله تعالى معرفة صحيحة ومعرفة رسله عليهم الصلاة والسلام معرفة صحيحة أيضا... فإن موقع "عقيدتي" يتحرك في هذه الدائرة ويسعى إلى تقريب هذه المعرفة الشرعية من المتلقين بأسلوب مبسط. ما هي آفاق هذا الموقع؟ الموقع لا زال في بدايته، ونحن نعمل جاهدين في مرحلة أولى على تضمينه المادة العلمية الضرورية، في إطار البناء العام للعقيدة الأشعرية (الإلهيات، النبوات، السمعيات... ) وهذا الإجراء وحده ليس بالأمر الهين. كما سنعمل في مرحلة مقبلة إن شاء الله تعالى على تنظيم لقاءات علمية مباشرة تتناول قضايا عقدية مختلفة، فضلا عن نشر مؤلفات مبسطة تهم مجالات الاعتقاد على الطريقة الأشعرية طبعا. إضافة إلى هذه المعطيات سنعمل على تجميع التراث العقدي الأشعري المغربي من أجل تأليف موسوعة عقدية أشعرية تسد الفراغ الحاصل في هذا الباب. كيف يمكنكم عبر الموقع تصحيح معتقدات التي تجنح إلى الخروج عن العقيدة التي اختارها المغاربة؟ على كل حال فنحن في موقع "عقيدتي" لا ننصب أنفسنا لتصحيح عقائد الناس بنهج أساليب غير طبيعية. بل مهمتنا بالدرجة الأولى هي علمية وأخلاقية، تنبني على بيان العقيدة الأشعرية بأدلتها العقيلة والنقلية في نطاق بيان ما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به. وأملنا أن يفهم رواد الموقع والمتعاملين معه حقيقة المذهب الأشعري، وحقيقة العقيدة الأشعرية التي اجتمع عليها أصحاب المذاهب الأربعة كما يذكر العز بن عبد السلام. أجرى الحوار خليل بن الشهبة