أوضح الدكتور إدريس خليفة وعضو المجلس العلمي الأعلى، أن المغرب يمر بمنعطف تاريخي هام، فهو بصدد تأكيد هويته وبيانها والعناية بها، رغم محاولات اختراق الثقافة المغربية وهوية البلد ورغم تأثيرات جهات أخرى، لكن المذهب لا زال راسخا والهيئات العلمية بالمغرب والعلماء متشبثون به وهو يدرس في الجامعة والكليات، والطلبة يقبلون على وضع أطروحات علمية تناقش لنيل الشهادات الجامعية بتحقيق تراثه ومناقشة مقتضاياته، والجميع معني بتفعيل مقتضاياته، وأكد على أنه من الاختيارات الشرعية والوطنية بالمغرب. ودعا في حوار حي على موقع الرابطة المحمدية للعلماء، الباحثين لأن يعيدوا كتابة العقيدة الأشعرية بعيدا عن الأساليب المعقدة التي انتشرت في القرون الوسطى، حتى تقترب من أذهان عامة الناس وخاصتهم. وأكد خليفة على أن هناك اتجاه مشرقي للطعن في الأشعري وعقيدته، والحديث عما يسمى عقيدة أهل السنة والجماعة، حيث يذهب هذا الاتجاه إلى القول بأن العقيدة الصحيحة هي عقيدة السلف ويعنون بذلك عقيدة الأئمة الأربعة الذين كرهوا علم الكلام ووصفوا المتكلمين بالبدعة. ويطعن هؤلاء بهذا على الأشعري والأشاعرة ويغيب عنهم أن الأشعري في الحقيقة كان مدافعا عن عقيدة السلف كما تمسك بها الأئمة الأربعة، وكانت إضافته هي الرد على الفرق الضالة مثل الخوارج والمعتزلة وغيرهما، فهو موافق لهم واحتج لهم بالعقل دعما للنقل. وأشار الدكتور ادريس خليفة إلى أن كثيرا من العلماء في بعد كبير عن الناس وعن المجتمع وهمومه، ويظنون أن الدعوة إلى الله ليست بحاجة إلى جهودهم، ويوكلون أمر التعليم والتوجيه إلى غيرهم، ومرد هذا بحسبه قد يرجع إلى قصور في العلم أو إلى ضعف في الهمم أو إلى نقص في الوسائل وخاصة الوسائل الحديثة من تلفاز وشبكة عنكبوتية وغيرهما.