أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس الإثنين أن المغرب يسجل بقلق بالغ التزايد الملحوظ في إسبانيا خلال الأيام الأخيرة للاعتداءات الخطيرة النابعة من العنصرية وكراهية الأجانب والتي تعرض لها أفراد الجالية المغربية. وأضاف البلاغ أن المغرب يندد بكل قوة بهذه الوضعية كما يستنكر بشدة مثل هذه الأعمال التي تمس بأمن وكرامة جاليته، ويدعو الحكومة والسلطات الإسبانية إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة والضرورية من أجل وضع حد لهذه الموجة من العنصرية. وخلص المصدر نفسه إلى أن للجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، والتي تتعرض من جديد لهذا النوع من الاعتداءات، الحق في الحماية ولا يمكن أن تكون هدفا لأي كان، وأكثر من ذلك لا يمكن أن تشكل رهانا سياسويا أو ذريعة انتخابية. وكانت الحرس المدني الإسباني اعتقل السبت الماضي في بلدة إيل إيخيدو الأندلسية (جنوب شرق إسبانيا) ثلاثة شبان إسبان متهمين بالاعتداء على مهاجرين أجانب من بينهم مغاربة. وأوضحت الصحف المحلية حينها أن هؤلاء الشبان البالغين من العمر 18 و20 و22 سنة اعتقلوا إثر شكايات تقدم بها المهاجرون الذين استهدفتهم هذه الاعتداءات سواء عند خروجهم من أماكن عملهم أو على مقربة منها. وقد غادر أحد ضحايا هذه الاعتداءات المغربي (ع.م) يوم الجمعة ما قبل الماضي مستشفى توريكاردينا الذي نقل إليه بسبب إصابته في الرأس وفي مواضع مختلفة من الجسم بضربات مسلحين بهراوات يتنقلون على متن سيارة، وتقع هذه الاعتداءات عادة في المساء بعد الخروج من المزارع بضاحية إيل ايخيدو خارج المدار الحضري، وكذا على الطريق الوطنية رقم 340 غير بعيد عن مقر الصليب الأحمر، ويقوم المعتدون بالهجوم غالبا على المهاجرين بقضبان حديدية قبل اللوذ بالفرار. وردا على هذه الاعتداءات كانت سفارة المغرب بإسبانيا قد وجهت يوم الجمعة الماضي مذكرة شفوية إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية تثير فيها الانتباه إلى الاعتداءات التي تستهدف منذ أسابيع مواطنين مغاربة بإيل إيخيدو. وقال سفير المغرب بإسبانيا عبد السلام بركة في تصريح لصحيفة (إيل باييس): لقد أبلغنا السلطات الإسبانية بانشغالنا الكبير إزاء كثرة هذه الاعتداءات الخطيرة والمتتالية ضد مغاربة في منطقة إيل ايخيدو، وطالبنا بحماية مواطنينا وممتلكاتهم ولنا الثقة في أنه سيكون هناك رد فعل صارم تحت سلطة القانون. وكانت منظمات غير الحكومية ك الميريا أكوخي ونقابة العمال الفلاحين وجمعية النساء التقدميات هي الأخرى أدانت الجمعة الماضي الاعتداءات المتكررة والتحرشات التي يتعرض لها المهاجرون من أصل مغاربي الذين يعملون بإيل إيخيدو من طرف منظمات عنصرية، وتجدر الإشارة إلى أنه لأفراد الجالية المغربية أن كانوا في شهر فبراير من العام 2000 ضحايا أعمال همجية بإيل إيخيدو نفسه، قام بها أشخاص عمدوا إلى تخريب بيوت المهاجرين ومتاجرهم. و.م.ع