ألقى الدكتور محمد بنشريفة الأربعاء الماضي بدار الحديث الحسنية محاضرة علمية في موضوععناية الأندلسيون والمغاربة بالأسانيد. وأوضح الدكتور بنشريفة، عضو أكاديمية المملكة المغربية، أن الغاية من معرفة المراحل التاريخية لاهتمام الأندلسيين بالفقه والرواية عن الإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل هو ربط الجيل المعاصر بما بذله السلف في الجمع والضبط والتوثيق، وقال: أخشى أن يكون تيسير الطباعة، والسرعة والقضاء بما تيسر عائقا أمام التحصيل الذي كان عليه الأقدمون والوقوف على المصادر، ونرجو ألا تنقطع الصلة بيننا وبين التراث، فبقربه منا أصبحت الصلة شبه منقطعة إلا من رحم الله. وأضاف عضو أكاديمية المملكة أن الأندلسيين من أمثال ابن مخلد وابن الوضاح والخشني وآبي علي القالي البغدادي والباجي الراوية، الذين تحملوا المشاق عبر الرحلات العلمية إلى المشرق، استطاعوا بعد نصف قرن من فتح الأندلس ودخول عبد الرحمان الداخل إليها من تأسيس مدرسة للسند انتشر إشعاعها في مختلف المدن الأندلسية خاصة قرطبة، وحصل تراكم علمي مكن رجال الطبقة الوسطى والصغرى من أمثال الحافظ بن عبد البر وأبي مروان الباجي وأبي الوليد الباجي وابن حزم والصدفي والقاضي عياض من النبوغ وإن لم يرحلوا إلى المشرق. وتلا المحاضر قصة أوردها الذهبي في الطبقات حول رحلة ابن مخلد ولقائه بأحمد بن حنبل وتلقيه الفقه عنه، مفيدا أن الأندلسيين تميزوا بالعناية بخدمة المتون الحديثية وشرح موطإ مالك وغريبه (ابن حبيب) والتعريف برجاله و دموا شروحا للصحيحين مبكرة سبقوا بها كثير من المشارقة (الحميدي، ابن أبي حجة، ابن البطال، أبو القاسم المهلب بن أبي صفرة). واقتصر بنشريفة في تناوله لاهتمام الأندلسيين بالأحاديث ومعرفة روادها على المنحى التاريخي دون المنحى الفني الخاص بمفهوم الإسناد وما يتعلق به من سماع وقراءة وإجازة، ولم يتم فتح باب لمناقشة المحاضرة رغم أن الدكتور بنشريفة أكد أن: المطلوب فتح حلقات نقاش لربط الصلة مع التراث. ع.ل