توم فولي مسؤول الاستثمارات الأجنبية في الإدارة المحلية الأمريكية في العراق صرّح أخيرا أن لإسرائيل الحق في الاستثمار داخل العراق شأنها شأن أي دولة أخرى دون أية حساسية. طبعا هذا التصريح يؤكد الأنباء التي تتردد هذه الأيام في العاصمة العراقية عن وجود شركات إسرائيلية وعناصر من جهاز الاستخبارات (الموساد) تتخذ من فندق (بغداد) مقرا لمكاتبها وتفيد المعلومات التي تتوافر لدى المتردّدين على العاصمة العراقية أن الفندق الأخير بالإضافة إلى فندق (الرشيد) تخضع لحراسة مشددة وأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استأجرت الفندق بالكامل مع بعض الشركات الأمريكية المتعاقدة مع إدارة الاستثمار الأجنبي في الإدارة الأمريكية المحلية. حديث الشارع في بغداد هو نشاط الاسرائيليين هذه الأيام بحماية الأمريكان بشراء البيوت والأراضي خاصة في منطقة (الكرّاده والصّليخ) وتوثيق عمليات الشراء بأثمان باهظة لدى قوات الاحتلال. أورد موقع (إسلام أون لاين) أن أحد موظفي فندق بغداد قال: فوجئنا بأشخاص أجّروا الفندق بالكامل (فندق بغداد) وأبلغونا أن هذه جهة أمنية أمريكية وبعدها قالوا لنا بأن هذا الفندق سيفرغ بالكامل لهم وبعض الأجهزة الأخرى المرتبطة بهم.. ويوم أمس لاحظنا ازدياد النزلاء الأجانب غير العرب ربما أمريكان أو أوروبيين او غيرهم ودخول أشخاص مدنيين مسلحين وكان الهمس يدور في أروقة الفندق بان هناك شركات إسرائيلية قد أجّرت بعض الغرف والأجنحة في الفندق وأن هؤلاء المسلحين هم لحماية هذه الشركات الاسرائيلية حتى أن بعض الأسلحة الخفيفة التي رأيناهم يحملونها كانت غريبة وليست كالبنادق الأمريكية بل هي رشاشات عوزي الاسرائيلية المعروفة. وأضاف أن جميع النزلاء جاؤوا من فندق (إيكال) الذي يبعد دقائق عن فندق بغداد نتيجة اكتشاف سيارة مفخخة قرب الفندق وهو ما دفعهم لمغادرة المكان. ويضيف موقع (إسلام أون لاين) أن الأنباء عن انتقال الاسرائيليين من فندق إيكال الى فندق بغداد تزامنت مع منشورات وزعت في جميع أنحاء بغداد تحذر المواطنين من التعامل مع هذا الفندق وتصفه بأنه منطلق لفساد الاسرائيليين وجهاز استخباراتهم الموساد وحذّر المنشور العراقيين من أشخاص يشترون البيوت بأغلى الأسعار وخصوصا في منطقتي (الكراده والصّليخ) وأكد المنشور أنهم تحت أي اسم يشترون به فهي للاسرائيليين واليهود، روائح الأنباء فاحت من فندق بغداد يقول الموقع وهو فندق يعتبر من أقدم الفنادق وأكبرها خصوصا بعد أن طرد النزلاء الجدد جميع أصحاب المحلات الموجودة داخل أروقة الفندق دون تعويض كما هو حال حميد العزّاوي الذي قال: (عندنا محلات داخل الفندق بلّغونا ان نخليها خلال ساعتين ولا يجوز دخول الفندق بعدها وقلنا لهم اننا مستأجرون منذ اكثر من 26 عاما فرفضوا ولم يعطونا تعويضا عن إيجاراتها التي دفعناها مقدما حتى نهاية هذه السنة 2003 والآن لا يسمحون لأي شخص منا بالدخول). وتقول جريدة (الأمان) البيروتية إن أئمة وخطباء المساجد في بغداد هذه الأيام يحذرون العراقيين ويحرمون عليهم، بيع أو تأجير أملاكهم لالاسرائيليين المتسللين تحت أسماء وجنسيات وهمية وتسري معلومات في بغداد عن سعي إسرائيلي دؤوب لشراء مؤسسات وعقارات في أماكن حساسة في العاصمة العراقية، يقول الشيخ محمد عبد الله إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب . إن شراء الأملاك في العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص أمر يهم اليهود جدا. لكن لن يكون هذا سهلا بإذن الله. لقد دعونا العراقيين إلى الانتباه لهذه الأفعال، لن نسمح أن تتكرر مأساة فلسطين هنا على أرض العراق. اللافت أن هذه الأنباء عن وجود إسرائيلي في العراق تأتي بعد أيام من دعوة جون تيلور نائب وزير المالية الأمريكي في مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية دعوته الاسرائيليين الاستثمار في العراق. هذا التداخل الأمريكي مع التسلل الاسرائيلي إلى العراق وحمايته سوف يزيد من حدة المأزق والتورط الأمريكي في العراق ويقوّي مشروعية مقاومة الأمريكان في العراق. عبد الله النفيسي