العبادة غاية ووسيلة الصيام فريضة مقدرة من الله على عباده (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) لغاية حددها الله في التقوى (لعلكم تتقون) وإن كان كثير من العلماء يعللون غاية الخلق بالعبادة انطلاقا من الآية الكريمة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فإن غاية العبادة هي التقوى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). رمضان والحضارة وكان الصوم مفروضا على الأمم السابقة في أيام معدودة (أياما معدودات) وحددها الله لهذه الأمة في شهر (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، بينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه) والشهود مقصود به الحضور لا الرؤية، فهو شهود حضاري، يساهم فيه الصوم والقرآن الذي أنزل في رمضان (هدى للناس) في عمارة الأرض. رخص رمضان فالمسافر والمقيم ليس لهما نفس الحكم (فمن كان منكم مريضا أو على سفر) أي مرض يمكن علاجه، أو عذر كالحيض والنفاس أو الإرضاع والحمل، فهؤلاء يجب عليهم أن يصوموا بعد ذلك في شهور لاحقة، بعد انتفاء العذر (فعدة من أيام أخر). أما المريض والشيخ والعجوز والميؤوس علاجهم أو الذين لا يرجى شفاؤهم كمرضى السكري فعليهم فدية طعام مسكين عن كل يوم (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فالله كان بنا رحيما (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر). وترك الله وقت القضاء (عدة من أيام أخر) في أي وقت. الغفلة عن التكبير وهنا أمر يغفل عنه كثير من المسلمين، وهو التكبير عند إكمال عدة رمضان، (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) هكذا يكون شكر الله بالتكبير عند إتمام عدة رمضان. ولهذا من لم يفطر في رمضان عليه بالتكبير يوم العيد، ومن أفطر يوما أو أكثر فعليه حين يتم العدة أن يكبر الله. وقد يكبر في رمضان من صام في بلد يختلف مطلعه عن البلد الذي أتم فيه رمضان، ولهذا عليه ألا يتجاوز 30 يوما عدة شهر رمضان لأن الشهر هكذا وهكذا (29 أو 30). تعريف الصيام جعل الله للصائم التمتع بالشهوات ليلا (أحل لكم ليلة الصيام) شهوة الفرج (الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وشهوة البطن (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) ويمتنع عن ذلك طيلة النهار من الفجر إلى غروب الشمس (ثم أتموا الصيام إلى الليل). الاعتكاف وينهى الله عن مباشرة النساء زمن الاعتكاف في رمضان (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) للذكر والدعاء والصلاة والتهجد وقراءة القرآن والاستغفار دون أمور الدنيا. الغاية: التقوى هذه حدود رسمها الله، على المؤمن ألا يقربها حتى لا يقع في الإثم (تلك حدود الله فلا تقربوها، كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) هكذا يختم الله بتقرير: أن غاية العبادات ومنها الصوم هو تقوى الله (لعلهم يتقون) نسأل الله أن يجعلنا من المتقين. خليل بن الشهبة