نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية الأحد الماضي بالرباط، في إطار أنشطته الرامية إلى توعية النسيج الجمعوي والمهتمات بقضايا الحركة النسائية المغربية، يوما دراسيا حول ثقافة النوع، وفي تصريح ل"التجديد" قالت الأستاذة جميلة مصلي عضو المكتب الإداري للمنتدى إن: المقاربة حسب النوع من أهم المقاربات المفروضة في البرامج التنموية والسياسات الحكومية في العالم وأضافت أن هذا المفهوم عرف تطورا منذ مؤتمر السكان بالقاهرة سنة ,1994 ونوقش بعد ذلك في مؤتمر بكين سنة ,1995 وتطور في بكين +5 وسيعرف تطورا في مؤتمر بكين +.10 وبينت مصلي أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي هو الوقوف على دلالات المصطلح وتطوره عند الأممالمتحدة وانعكاسه على الأسرة والمجتمع. ودعا الأستاذ محمد يتيم الحركة النسائية المغربية إلى الإنتاج الفكري والتنظيري الذي يعكس القضايا والاهتمامات والمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المرأة المغربية بعيدا عن منطق الاستهلاك. وأبرز يتيم، في عرضه الذي عنونه بالأسس الفلسفية والمعرفية لثقافة النوع، أن ثقافة النوع أنتجتها الحضارة الغربية القائمة على التصور المادي للكون والإنسان والمجتمع. وأشار إلى أن الذكورة والأنوثة وما يرتبط بهما وما يترتب عنهما من حقوق وواجبات هي في منظور القائلين بمفهوم النوع تصورات اجتماعية وثقافية وليست معطيات بيولوجية وطبيعية. كما أكد أن الجندر يدعو إلى التماثلية في الأدوار ومهاجمة فكرة الأمومة وتصوير مؤسسة الأسرة أنها وسيلة للسيطرة على النساء واستغلالهن. وتحدثت الأستاذة خديجة أولاد عدي من جهتها عن دور ثقافة النوع في البرامج التنموية، ومثلت على ذلك بتجربتها في الدول الإفريقية. واعتبرت أولاد عدي، خلال عرضها ثقافة النوع الآليات والتطبيق وفي البرامج التنموية، أن المقاربة حسب النوع هي اجتهاد بشري شأن باقي الاجتهادات الأخرى، تستدعي قراءة علمية رزينة موضوعية والمساهمة الفعالة في إغنائها وملاءمتها لكل واقع. أما الأستاذ الخلفي، فتحدث عن مفهوم الجندر: التطور والدلالة عند الأممالمتحدة، إذ أوضح أن مصطلح الجندر عرف ثلاث مراحل، إذ انتقل من مجرد آلية إحصائية، معتمدا في وضع السياسات والخطط والبرامج بين سنة 1995و,2000 إلى اعتباره مقياسا للنظم المعيارية الدولية، مبينا أن المرحلة الثالثة يحضر لها الآن، وهي التي سيصبح فيها الجندر هو المساواة المثلية، وهذا ما سيعرفه تنظيم مؤتمر بكين +.10 يشار إلى أن منتدى الزهراء للمرأة المغربية هو جمعية ذات طابع حقوقي وثقافي تأسست في ماي ,2002 ومن ضمن اهتماماته قضايا المرأة والأسرة، ويضم ممثلات عن مجموعة من الجمعيات النسوية ذات الأهداف المشتركة بهدف التعاون وضم جهود العاملات وتفعيلها من أجل المعالجة الشمولية لقضايا المرأة والأسرة، والنهوض بأوضاع المرأة المغربية في إطار الالتزام بالثوابت الحضارية والتشبث بهويتنا الإسلامية، كما يهدف المنتدى لتقوية نسيج الأسرة المغربية باعتبارها المؤسسة التي تقوم بدور التنشئة الحضارية وترعى وتحفظ مصالح ومستقبل الأجيال. خ.ع