من المنتظر أن يحصل تطبيع في العلاقات بين المغرب وكوبا بعد قطيعة دامت دامت 28 سنة، تعود إلى تاريخ قرار البلدين قطع العلاقات الدبلوماسية بسب الخلاف الحاد بينهما في ملف الصحراء المغربية، حيث اعتبر المغرب حينها أن هافانا تقوم بتسليح جبهة انفصاليي البوليزاريو وتدريب مقاتليها. ونسبت جريدة الشرق الأوسط، التي أودت الخبر أمس، لمصدر قيادي مسؤول داخل حزب التقدم والاشتراكية، نظرا للعلاقة التاريخية التي تربط هذا الحزب بالحزب الشيوعي الكوبي قوله إن اتصالات سياسية مكثفة تمت بين مسؤولين كوبيين وزعماء الأحزاب اليسارية المغربية، وفي مقدمتها حزب التقدم والاشتراكية، الذي تربطه علاقات تاريخية مع الحزب الشيوعي الكوبي من أجل تطبيع قريب في العلاقات بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن لويس موريخون سوتو مدير المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب قوله إنه اتفق مع شخصيات سياسية ونقابية وممثلين عن المجتمع المدني في المغرب، على إنشاء جمعية للصداقة الكوبية المغربية، وإنه يتوقع أن ترى النور قريبا، وإن إنشاءها يهدف إلى تمتين روابط الصداقة بين الشعبين وتجسيد التضامن بينهما في مختلف الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية. وفي موضوع الصحراء المغربية قال مدير المعهد الكوبي في لقاء مع الصحافيين في الرباط إن هافانا تقبل أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان المعنيان بنزاع الصحراء، في إطار الأممالمتحدة ممتنعا عن إعطاء تفاصيل أكثر في الموضوع، وحول وجود تحول في موقف هافانا من ملف الصحراء المغربية، من موقف مؤيد لجبهة البوليزاريو الى موقف يتوخى الحياد. وأجرى المسؤول الكوبي اتصالات عديدة مع مسؤولين مغاربة، ضمنهم عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، ومسؤولين في وزارة الخارجية المغربية، وزعماء أحزاب يسارية مغربية، أبرزهم إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية. ووصفت المصار هذه المحادثات بالبناءة والهادفة إلى إعادة تطبيع العلاقة بين البلدين. وعلى خلفية العلاقة التاريخية التي تربط بين الحزب الشيوعي الكوبي وحزب التقدم والاشتراكية، أفادت الشرق الأوسط أن قياديين في حزب التقدم والاشتراكية، حضروا اللقاء، وعبروا عن تفاؤلهم بمستقبل العلاقات بين البلدين، وأضافوا أن وفدا سياسيا من الحزب قام منذ شهرين بزيارة إلى العاصمة الكوبية هافانا وشعر بوجود تطور ملموس في مواقف كوبا من القضايا المغربية. وأضافت الجريدة على لسان مسؤول من الحزب السالف ذكره أن حزب التقدم والاشتراكية لا ينتظر تحولا جذريا في موقف كوبا من ملف الصحراء المغربية، ولكنه واثق من أن الكوبيين سيأخذون بعين الاعتبار معطيات الوحدة الترابية للمغرب والإجماع الوطني حول هذا الموضوع. جدير بالذكر أن هذا الانقلاب الحاصل في الموقف الكوبي من الصحراء المغربية، في إطار سلسلة من تراجع الاعترافات الدولية بجبهة انفصاليي البوليزاريو، يعتبر مكسبا لقضيتنا الترابية، قد يتطور في المستقبل من اعتماد الحياد إلى دعم الموقف المغربي في موقفه وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. يشار إلى أن عدة دول افريقية وجنوب أمريكية سحبت اعترافها بما يسمى الجمهورية الصحراوية منها البيرو والسيراليون.