خلف إقدام فرد من الحرس المدني الإسباني على اغتيال مواطن مغربي في الحدود التي تفصل بين مدينة سبتة التي تحتلها إسبانيا وإقليم تطوان ردود فعل قوية أجمعت كلها على استنكار الحدث وتحميل السلطات المعنية مسؤولية حماية المنطقة من مثل هذه العمليات التي تتعرض لها بين الحين والآخر على يد سلطات الاحتلال الإسباني. وأكد مراسلنا من مدينة تطوان أن الأنباء الواردة من المنطقة الحدودية المتاخمة لسبتةالمحتلة تشير إلى تزايد وتيرة التحرشات والأعمال العدوانية تجاه المواطنين المغاربة داخل التراب المغربي ودون مبررات معقولة. وكانت سلطات الاحتلال الإسباني بمدينة سبتةالمحتلة قد فتحت محضر استنطاق للجندي الذي أطلق النار ورفيقه الذي كان معه في الدورية. كما قامت بتشخيص الجريمة في مكان وقوعها. وتحقق محكمة سبتةالمحتلة في هذه الجريمة في محاولة لتهدئة الأوضاع، خاصة وأن عددا من مغاربة المدينةالمحتلة احتجوا، بما في ذلك جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان و اتحاد مسلمي سبتة و فضاء المواطنة، على الحادث من خلال رجم دوريات الشرطة والحرس المدني الإسباني، التي حاولت احتواء الغضب، بالحجارة كما أنه من المنتظر أن يكون الجندي الإسباني الذي صوب رصاصته نحو الضحية مصطفي الأحرش الخمار (48 سنة) قد عرض أمس على القضاء للنظر في حيثيات الحادث الذي تصفه ساكنة الشمال المغربي بأنه لا مبرر له على الإطلاق. وأضاف مراسلنا من تطوان أن الهيآت الحقوقية والسياسية والمدنية بالإقليم تعتزم القيام بمسيرة احتجاجية إلى موقع الحادث يوم السبت المقبل للإعراب عن استنكارها لهذه الاعتداءات العنصرية التي تطال مواطنين اضطرتهم ظروف الحاجة إلى امتهان حرفة حمل الأثقال على الحدود المصطنعة. وتجدر الإشارة إلى أن إقدام سلطات الاحتلال الإسباني لمدينة سبتة المغربية على اغتيال مصطفي الأحرش الخمار يوم الجمعة الماضي تعتبر العملية الإجرامية الثانية بالمنطقة في غضون أسبوع واحد، حيث سبق لها أن أصابت شابا مغربيا برصاصة مطاطية، يوم 29 شتنبر الماضي، أفقدته البصر بشكل نهائي حسب شهادة طبيب للعيون بالمنطقة، والعملية الثالثة في ظرف الشهرين الأخيرين. كما أن هذا السلوك الإجرامي الإسباني في حق مواطنين مغاربة يأتي أياما قليلة على موعد انعقاد القمة المغربية الإسبانية بالمغرب التي ستجمع في 8 و 9 من أكتوبر الجاري الوزير الأول المغربي إدريس جطو ورئيس الحكومة الإسبانية خوسي ماريا أثنار، ويخشى أن تكون لحادث اغتيال مصطفى تداعيات على واقع العلاقة المغربية الإسبانية التي بدأت تعرف في الآونة الأخيرة نوعا من الانفراج الإيجابي. عبد الرحمان الخالدي