شكلت تصريحات جوان تاردا، زعيم الحزب الجمهوري الكتالاني, بشأن زوال آل دي بوربون، قنبلة مدوية تزامنت مع الذكرى الثلاثين لوضع إسبانيا لأول دستور ديمقراطي لها بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، وهو الدستور الذي يرى رئيس الوزراء الإسباني لويس رودريغيث ثباتيرو أنه لم يحن الوقت بعد لتعديله. تاردا يريد الجمهورية فجر تصريح زعيم الحزب الجمهوري الكتالاني جوان تاردا أمام حشد من شباب الحزب في برشلونة بضرورة زوال آل دي بوربون ورفع لواء الجمهورية نقاشا حادا في الأوساط السياسية الإسبانية التي استنكرت تصريحات تاردا المعروف بمعاداته للملكية في إسبانيا ورغبته في إرساء دعائم نظام جمهوري بشبه الجزيرة الإيبيرية. فخوصي بونو رئيس البرلمان قال إن تاردا ارتكب خطأ سياسيا وسيعرف كيف يصلحه، فيما استنكر الحزب الشعبي المعارض ما قاله تاردا وندد به عبر تصريحات عدة مسؤولين، وساهمت وسائل الإعلام الإسبانية بمختلف توجهاتها في إبراز الموضوع على الساحة السياسية بتخصيص حيز مهم له في نشراتها، كما أن النيابة العامة في كتالونيا حركت متابعة لمساءلة تاردا عن التصريحات التي أدلى بها. وأعادت تصريحات زعيم الحزب الجمهوري إلى الواجهة النقاشات التي اعتقد جزء من الإسبان أنه تم إقبارها بعد مرور ثلاثين عاما على إقرار دستور إسبانيا الذي يحدد نظام البلاد في كونه ملكية برلمانية يسود فيها الملك ولا يحكم، وعقب تاردا على النقاشات الثائرة بكونه لم يكن يقصد أي شخص عندما طالب بسقوط آل دي بوربون. وتكشف تصريحات تاردا أن جزءا من المجتمع الإسباني مازال يرى في خوان كارلوس صورة ملك للجمهوريين، ويحسب للديمقراطية الإسبانية أنه بالرغم من كون حزب تاردا يعبر صراحة عن نواياه الجمهورية، فإنه ممثل في البرلمان الوطني والمحلي ويمارس السياسة في إطار الديمقراطية التي تم إرساء دعائمها قبل ثلاثة عقود. وغطى هذا الحدث إعلاميا على احتفال إسبانيا بمرور ثلاثة عقود على تحرير دستور الديمقراطية الذي تنازل بموجبه الملك عن سلطه للحكومة، واكتفى بدور رمزي وتمثيل بلاده في بعض المناسبات والمؤتمرات الدولية. وبهذه المناسبة صرح رئيس الوزراء الإسباني رودريغيث ثباتيرو خلال الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة، أن تعديل الدستور ليس ضرورة ملحة في الوقت الراهن، وهي الإشارة التي تحاول وضع حد للنقاش القائم حول هذه المسألة، خصوصا أن العديد من الحكومات الإقليمية في إسبانيا باتت تطالب بصلاحية أكبر من تلك التي منحها لها الدستور الإسباني قبل ثلاثة عقود نظرا للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عرفتها البلاد. حوت كبير في سجون الإسبان سقط إيتزول إيريوندو في يد قوات الأمن الفرنسية بعدما تربع على كرسي قيادة المنظمة الانفصالية إيتا مدة 21 يوما، وهي المسافة الزمنية التي فصلت بين يوم اعتقاله والتاريخ الذي اعتُقل فيه الزعيم المفترض للتنظيم تشيروكي في يد قوات الأمن الفرنسية عندما كان يقضي عطلته في منتجع جبلي. وبمجرد اعتقاله، صرحت وزيرة الداخلية الفرنسية ميشال ألوي ماري أن إيريوندو هو خليفة تشيروكي في قيادة المنظمة الانفصالية، فيما قال وزير الداخلية الإسباني بيريث روبالكابا إن المعتقل يعد أكبر مشتبه فيه بخصوص عملية اغتيال كاب بريتون، بعد تشيروكي، فالأكيد، حسب وزير الداخلية الإسباني، أن أحدهما نفذ هذه العملية. وتشير السلطات الإسبانية إلى أن إيريوندو تدرج في سلم إيتا منذ كان مراهقا في سنوات التسعينيات من القرن الماضي حتى وصل إلى القيادة، كما أنه هرب إلى فرنسا عام 2002 والتي تعلم فوق أراضيها تركيب المتفجرات بسرعة فائقة، كما أنه وضع رهن إشارة إيتا جميع معارفه في مجال المعلوميات، وساهم في عدة عمليات اغتيال نظمتها إيتا، مثل قتل عمدة لاسارتي التابع للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في شهر مارس 2001 الذي عثر عليه مقتولا برصاصة في رأسه. ورجح الإسبان أن يكون صعوده إلى قيادة المنظمة مرتبطا بخبرته في الميدان وكذا السقوط المتوالي لقيادة إيتا بفضل التنسيق الأمني المكثف بين الأجهزة الاستخباراتية الإسبانية والفرنسية، والتي تمكنت من اصطياد آخر حيتان إيتا (إيريوندو)، الذي كان عام 2007 أهم مدرب لنشطاء إيتا على استخدام الأسلحة وتركيب المتفجرات والولوج إلى عالم المعلوميات باعتباره خبيرا في أجهزة الكمبيوتر، وهي المكانة التي ارتقى إليها بعد سقوط القائد العسكري لإيتا في يد الأجهزة الأمنية صيف عام 2007 خوسي أنطونيو ألمندوز الذي القي عليه القبض عندما كان يحاول تسليم سيارة تحمل 165 كيلوغراما من المتفجرات، وهو ما جعل إيريوندو يخلفه بطريقة أوتوماتيكية بفضل المؤهلات التي تم ذكرها آنفا إضافة إلى قيامه بتنفيذ كل الأوامر الصادرة عن تشيروكي، خصوصا منها المتعلقة بربط الاتصالات بالكومندوس الذين يعهد إليهم بتنفيذ بعض العمليات وتسليمهم المتفجرات التي يدخلونها إلى إسبانيا للقيام بتسديد ضربات موجعة إلى ساكني قصر المونكلوا بمدريد، كما أن الأجهزة الأمنية الإسبانية عثرت على بصماته في السيارة المفخخة التي تم وضعها أمام إدارة تابعة لوزارة الدفاع الإسبانية في شهر شتنبر الماضي ولم تنفجر. وتشير تحليلات المختصين الإسبان في تاريخ إيتا إلى أن المنظمة ستعيش بعد هذه السلسلة من الاعتقالات فراغا في القيادة لمدة من الوقت، خصوصا في جانبها العسكري، بحكم أن أهم خبرائها في هذا المجال يوجدون خلف القضبان، ويجري المحققون تحقيقات ماراثونية معهم من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات يمكنهم من فك بعض الألغاز التي مازالت عالقة بخصوص بعض العمليات التي قامت إيتا بتنفيذها خلال العامين الأخيرين، لاسيما اغتيال عنصري الحرس المدني الإسباني في الجنوب الإسباني أواخر عام 2006. أرخبيل الكناري قبل القمة يمثل أرخبيل الكناري منطقة استراتيجية للشراكة بين المغرب وإسبانيا لا يعادلها إلا قربه من منطقة الأندلس بالجنوب الإسباني، حيث تطفو مشاكل الهجرة السرية والشرعية وتجارة المخدرات وغيرها من المشاكل التي يمكن أن تقع بين بلدين تفصل بينهما حدود تقع في منطقة استراتيجية من العالم، ويتوقع أن تشكل زيارة باولينو ريبيرو رئيس حكومة أرخبيل الكناري، غدا الجمعة، للرباط دفعة في العلاقات بينهما من أجل التنسيق لمواجهة مافيات التهجير السري التي تغرق الأرخبيل بالآلاف من المهاجرين السريين الأفارقة الذين تنطلق قوارب تهجيرهم في عدة أحيان من الجنوب المغربي، مثلما ينتظر أن يتطرق الطرفان إلى مشاكل مرتبطة بالنقل والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بينهما في أفق التحضير للقمة المشتركة المغربية-الإسبانية التي ستستدعى إليها حكومة أرخبيل الكناري وحكومة الأندلس باعتبار حجم الملفات التي تجمعهما مع الحكومة المغربية. وحسب برنامج الزيارة، فإن ريبيرو سيقوم بزيارة منطقة سوس-ماسة-درعة قبل توجهه إلى الرباط للقاء المسؤولين المغاربة، بحكم أن هذه المنطقة تعرف أكبر تمركز للاستثمارات القادمة من الأرخبيل وأكبر شبكة للمصالح مع المغرب، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات 800 ألف أورو موزعة على مشاريع لتجديد الطاقة والتكوين والتعاون الجامعي، إضافة إلى ستين مقاولة تعمل في مجالات الصيد البحري، لذلك يعول المسؤولون في حكومة الأرخبيل على الزيارة من أجل حل بعض المشاكل المرتبطة بالنقل والتي أثارها إلغاء الخطوط الملكية المغربية وشركة إيرلاينز لرحلاتهما المنظمة انطلاقا من جزر الخالدات، مما أثر على العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الأرخبيل والأراضي المغربية، كما سيحاول اللقاء البحث عن الاستفادة من الفرص الجديدة التي يمنحها برنامج النقل الحدودي الموقع بين المغرب وإسبانيا، والذي يعد الأرخبيل إحدى ركائزه الرئيسية بحكم عامل الجوار والشراكة مع المغرب. ويأتي هذا اللقاء قبل أيام قليلة فقط من انعقاد القمة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا في 16 دجنبر الجاري، وهي القمة التي تأخرت عن موعدها بسبب الأزمة التي طالت العلاقات بين البلدين إثر الزيارة التي قام بها عاهلا إسبانيا إلى مدينتي سبتة ومليلية، قبل أن تعيد زيارة ثباتيرو للمغرب في يوليوز الماضي المياه إلى مجاريها نسبيا.