حرب شوارع .. مقاومة بطولية عنيفة ... فشل جديد لجيش دولة الإرهاب المنظم .. تلك عناوين المشهد الفلسطيني في مخيم البريج فجر اليوم الخميس . كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرا عندما تسللت جيبات صهيونية من نوع هامر لا تحدث صوتا –حتى لا يكتشفها أحد – من أحد الطرق الجانبية في الاتجاه الشمالي الشرقي لمخيم البريج بهدوء شديد . الدبابات الحربية الصهيونية انتظرت على أطراف المخيم في شارع صلاح الدين للتدخل عند الحاجة كما يبدو ، فيما تواصل تحليق المروحيات الصهيونية التي لم تفارق سماء المخيم منذ ساعات مساء الأربعاء . عيون الوطن الساهرة للحماية من أبطال الرصد و المتابعة اكتشفوا الإرهابيين الذين أرسلهم شارون و أجروا اتصالاتهم مع رجال المقاومة بوجود قوات خاصة متخفية تعززها جيبات عسكرية خلفها ، أخذ المقاومون استعداداتهم و ودع المجاهدون أحبابهم و خرجوا للقاء الغزاة . انتشر المجاهدون من كل فصائل المقاومة في شوارع البريج ... هذا يزرع عبوة ناسفة و آخر ينصب كمينا و ثالث يتخذ ساترا و غيرهم يتمركز لإطلاق الصواريخ .. و متطوعوا رجال الإسعاف أعدّوا أنفسهم ليوم طويل؛ لكن جيش الاحتلال لم يصل إلى داخل المخيم فماذا حدث ؟؟!!. مجاهدان من كتائب القسام و ثالث من سرايا القدس في بلوك 1 أذلوا جيشا كان العدو يزعم أنه لا يقهر ، أخذ المجاهدون استعدادهم و نصبوا كمينا لجيش الاحتلال و ما أن وصلت دفعة القوات الصهيونية الخاصة إلى أزقة المخيم و انتظروا عليها المقاومون قليلا حتى تطمئن ثم أمطروها بالقنابل اليدوية و فجروا عبواتهم الناسفة من تحتها ثم فتحوا نيرانهم الرشاشة باتجاههم . شهود العيان أكدوا أن القوة الصهيونية سقطت ما بين قتيل و جريح و تعالى صراخ أعضائها و بكاءهم و لولا تدخل المروحيات الصهيونية لتمكن المجاهدون من أخذهم أسرى أو القضاء عليهم تماما ، و تواصلت الاشتباكات من شارع إلى شارع و من زقاق إلى زقاق في مقاومة بطولية أذهلت العدو الصهيوني بل إن سكان الحي لم يصدقوا ما شاهدوه من رجال باعوا أنفسهم لله و صدقوا البيعة مع الله يتنسمون ريح الجنة مع ذكرى الإسراء و المعراج . ثلاث ساعات متواصلة من الجهاد و المقاومة و قوات الاحتلال لم تستطع أن تتقدم من بلوك 1 إلى داخل المخيم و فقط بثلاثة مقاومين أشاوس ، و تفيد مصادر مطلعة أن جيب من نوع هامر تم تدميره و شوهدت النيران تتصاعد منه . طائرة عمودية صهيونية هبطت قرب مكان الاشتباكات و نقلت الجنود الصهاينة القتلى و الجرحى و يؤكد رجال المقاومة و شهود العيان سقوط قتيل صهيوني على الأقل . جيش الاحتلال من جهته زعم أنه قتل الشخص المستهدف و هو فارس شاهين من الجهاد الإسلامي لكن مراسلنا كذب الخبر و قال إن شاهين تمكن من الانسحاب و اعترفت قوات الاحتلال أن ستة من جنودها أصيبوا في العملية . المقاومون الفلسطينيون مرة أخرى يثبتون قدرتهم على إلحاق الهزيمة بالعدو رغم قلة العدة و العتاد و الرجال و أكدت مصادر المقاومة أن المشكلة الحقيقية التي تعترضهم هي الطائرات فقط و قدرة العدو على السيطرة على الجو . و بالفعل لم يتمكن جنود الاحتلال من قتل الشهيدين محمد بشير عقل -25 عاما – أحد كوادر كتائب القسام من سكان مخيم النصيرات الذي حضر إلى مخيم البريج لنصرة إخوانه و نور الدين أبو عرمانة -19 عاما – من مخيم البريج و عضو سرايا القدس إلا بإطلاق الطائرات الصواريخ باتجاههم ثم الرصاص . أربعة فلسطينيين آخرين أصيبوا بجراح نتيجة إصابتهم برصاص جيش الاحتلال و نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج . حوالي الساعة السادسة إلا ربعا انسحب جنود الاحتلال من المخيم يجرون أذيال الخزي و العار و الفشل فلم يحققوا ما أرادوا رغم نزيف الدم الفلسطيني و بالمنطق العسكري العملية فاشلة !!. التصدي البطولي الذي أظهره المجاهدون الفلسطينيون اليوم في البريج يضاف إلى ما حدث قبل أيام في مخيم النصيرات مع المجاهد القائد جهاد أبو سويرح و قتله جنديا و إصابته ثلاثة جنود صهاينة قبل استشهاده تعطي رسالات واضحة لحكومة الإرهاب الصهيوني و جيشها المقهور عن صورتها إذا ما أقدمت على اجتياح غزة . المركز الفلسطيني للإعلام