بانتخاب عمر البحراوي عن الحركة الشعبية بعد زوال أمس عمدة لمجلس مدينة الرباط يفقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثالث مدينة من المدن الست المعنية بنظام وحدة المدينة، وذلك كل من مراكش وسلا، فيما تتجه مؤشرات أخرى إلى احتمال فقدانه لمدينتي الدارالبيضاء وفاس، وهو ما شكل هزيمة قاسية له بالنظر لكونه تحمل مسؤولية التسيير لأهم جماعات المدينة منذ انتخابات 1977. وشهدت جلسة انتخاب رئيس مجلس مدينة الرباط مواجهات حقيقية اصطدم فيها عدد من رموز الاتحاد الاشتراكي، وعلى رأسهم إدريس لشكر وعبد الهادي خيرات اللذين أخذا الكلمة للتعقيب، فإذا بهما يطيلان فيما يشبه السب والقدح في حق كثير من أطراف التحالف الذي مكن عمر البحراوي من رئاسة المجلس. وكثيرا ما قاما من مكانهما وسارا في اتجاه رئيس الجلسة، مطالبين بإزالته وتعويضه بآخر بدعوى عدم حياده. وكذلك فعل وزير الاتصال نبيل بنعبد الله بعد أن نودي بالرفيق. وحصل عمر البحراوي في الجلسة العلنية وبحضور كافة أعضاء المجلس، البالغ عددهم 81 مستشارا، على 60 صوتا مقابل 21 لمنافسه أحمد الريح عن حزب الاتحاد الاشتراكي. وتميزت الجلسة منذ البداية، كما سلف، بتدخلات متوالية من أعضاء من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية انصبت بالأساس حول ضرورة قراءة لائحة الأعضاء وتاريخ ازديادهم للتأكد من الأكبر والأصغر سنا، وعلى الطريقة الواجب اعتمادها في التصويت وانتخاب الرئيس، حيث عاشت الجلسة أجواء متوترة تجاوزت مدتها ساعتين من الزمن. وتم الاتفاق في نهاية المطاف على اعتماد ورقة بيضاء يكتب فيها الإسم المرشح. وما أن بدأت عملية فرز الأصوات، وبمجرد تجاوزها واحدا وأربعين صوتا لصالح عمر البحراوي، انقسمت القاعة بين التصفيقات المباركة، والشعارات المضادة للفائز بمنصب عمدة المدينة وللتحالف الذي حاز الأغلبية، شعارات صدرت بالأساس من أنصار ومتعاطفي حزب الاتحاد الاشتراكي. وبعد أن انتهت عملية الفرز وأعلن عن فوز البحراوي، عاد الاضطراب إلى القاعة وشرع أنصار الاتحاد الاشتراكي في رفع الشعارات من جديد، وبالخصوص من أفراد الشبيبة الاتحادية الذين صعب على رفاق لشكر فيما بعد أن يضبطوهم ويلزموهم بالصمت، الأمر تعذر معه إتمام عملية انتخاب باقي أعضاء المكتب المسير لمجلس مدينة الرباط، وأعلن الرئيس تأجيلها إلى مساء اليوم. وأكد عضو في مجلس مدينة الرباط ل"التجديد" أن ثلاثة من حزب التقدم والاشتراكية صوتوا لصالح البحراوي وأن واحدا منهم سبق له وأن فاوض البحراوي لكي يحصل على نيابة مقاطعة يعقوب المنصور. من جهة أخرى، صُدم باقي أعضاء التقدم والاشتراكية بمجلس مدينة الرباط بسلوك رفاقهم الذين خرجوا عن قرار الحزب ولم يلتزموا به. ومن المنتظر أن يصدر بيان في حقهم تبعا لما أكده مصدر موثوق ل"التجديد". يشار إلى أن أعضاء حزب الاتحاد الاشتراكي وبعضا من أعضاء حزب التقدم والاشتراكية في مجلس مدينة الرباط دخلوا قاعة الجلسة في حالة من النرفزة، خاصة بعدما علموا بتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال مع الحركة الشعبية. وقد بدا ذلك واضحا في كثير من الكلام اللامز وغير اللائق في حق الحزبين المذكورين، وخاصة في حق الثاني. موفد التجديد