استمعت محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء طيلة يومي الأربعاء وصباح أمس الخميس إلى من تعتبرهم محاضر الشرطة القضائية من مؤطري ومنظري السلفية الجهادية، وهم زكرياء الميلودي، عمر الحدوشي عبد الكريم الشاذلي ومحمد الفيزازي. وتابعت المحكمة كل واحد منهم في ملف خاص. واستمع رئيس هيئة الحكم أولا إلى الطلبات الأولية والدفوع الشكلية التي تقدم بها الدفاع، وبت فيها بعد المداولة، حيث ضم بعضها إلى جوهر القضية ورفض أغلب الطلبات الأخرى، ثم بعد ذلك تمت المناداة على المتهمين واستجوبتهم المحكمة حول المنسوب إليهم. ويشار إلى أن محاكمة هؤلاء المتهمين الأربعة، كانت محاكمة للأفكار والآراء والمعتقدات، فهم أصدروا كتبا ورسائل، وللبعض منهم مقالات وسجالات في الصحف، كما أن منهم من شارك في برامج تلفزية، بالإضافة إلى ممارستهم للخطابة بالمغرب وإلقاء الدروس والمواعظ في المجالس العامة والخاصة، فكانت هذه مناسبة للمحكمة كي تمطرهم بوابل من الأسئلة حول أنشطتهم تلك وعلاقتها بما اصطلح على تسميته بالسلفية الجهادية، وقد أنكر الجميع علاقتهم بهذه الأخيرة، ولم يعترفوا باسمها ولا بأفكارها، وقد وجهت إليهم تهمة تكوين عصابة إجرامية والمس بسلامة أمن الدولة الداخلي والمشاركة في القتل العمد... ونظرا لأهمية محاكمة هؤلاء الشيوخ الأربعة، ومدى علاقتهم بتفجيرات 16 ماي التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء نقدم للقارئ مقتطفات من تصريحاتهم: 1 محمد الفيزازي:لا أحرض على القتل، وإذا ثبت أني أفتيت بضرورة الجهاد في المغرب فأنا أوقع لكم على قطع رقبتي التهم المنسوبة إلي هي فراء أرفضها جملة وتفصيلا، ولا علاقة لي بها سواء من قريب أو بعيد، وموقفي نشرته في الصحف وغيرها، وهو الإدانة التامة لتفجيرات الدارالبيضاء، واعتبرها جريمة في حق بلدي وفي حق أمتي، وأرفض أن يمس هذا البلد من قريب أو بعيد. إن السلفية الجهادية خرافة إلى خرافات التهم المنسوبة إلي.. أنا داعية إلى الله مدة 30 سنة، وقد حاربت بقلمي ولساني، وفي أكثر من منبر كل التكتلات الإسلامية، ومنها السلفية في حد ذاتها.. إن الدين عند الله الإسلام وليس السلفية.. آسف كل الأسف أن يقال عن بلدي إن فلانا يحاكم على أساس مقال نشره في جريدة الشرق الأوسط فيه تحريض.. أنا حاضرت في ثلاثين دولة وفي كل أنحاء المغرب، أنا خطيب رسمي منذ عشرين عاما، وقمت بالتدريس أكثر من ثلاثين سنة، وتخرج على يدي رجال كثيرون. أنا كبير السن ولا أحضر الجلسات الخاصة، وإذا استدعيت إلى جمع عام ألبي الدعوة، ولا أعرف من يكون وراء ذلك الجمع أو تنظيم تلك المحاضرة... نعم أعرف محمد دمير، استدعاني لزفافه وحضرت فيمن حضر، وزارني كذلك حوالي ثلاث مرات، وكان ذلك على أساس أن يشتري مني ألف نسخة من كتاب الفوائد للمتاجرة فيها. شممت أنه يستبيح أموال الناس، فغضبت كثيرا وقلت إن الفيء والأنفال وغيرها مصطلحات شرعية لا يفتي فيها الرعاع وكل من هب ودب... والغنيمة لا تكون إلا بالحرب، وهذه الأخيرة يعلنها أمير الإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دين، وممارسته تخضع للدين أيضا... وتغيير المنكر بالعنف مرفوض، وهو أمر يوكل إلى السلطة... أنا لا أومن بالانتماءات والأحزاب... نحن مسلمون وكفى... ولا أومن ببيعة على بيعة... ولا أحرض على قتل المسلمين، بل لا أحرض على قتل الكافرين أصلا... إذا كنت أفتيت في ضرورة الجهاد في المغرب، فأين هي الفتوى، وإذا ثبتت هذه الفتوى فأنا أوقع لكم على قطع رقبتي... أنا عندي جمعية الدعوة إلى الله، أنا أستطيع أن آتي المحكمة ب 100 ألف مواطن يقولون عكس هذه الاتهامات... وحاضرت في فاس في 600 نفر، والمحاضرة مسجلة، أن تغيير المنكر باليد لا يجوز... نعم في أفغانستان والشيشان، المسلمون يحاربون المحتل، فأين المحتل في بلادي، فكيف أدعو إلى الجهاد... هذا فراء، فراء، فراء....الجهاد يكون من أجل إخراج المحتل... وفي بلدي أرى الجهاد في إخراج المحتل من سبتة ومليلية فقط...أنا لا أومن بالأحزاب الإسلامية بتراخيصها... فما بالكم بالطفيليات السرطانية السرية... إذا كانت الديمقراطية تقصي الإسلام والكتاب والسنة فأنا أرفضها وأتشرف برفضها... منذ سنتين وأنا أنتظر الترخيص لجمعية اسمها جماعة أهل السنة والجماعة، وهي رد على تغلغل الشيعة في المغرب... والمغرب من أهل السنة والجماعة بدليل مقدمة كتاب رسالة أبي زيد القيرواني، التي أمر الراحل الحسن الثاني بطبعها، وفيها أن المغرب من أهل السنة والجماعة... أنا أبني بلدي ولا أخربه<. رددت على الميلودي زكرياء عندما رفض توثيق عقد النكاح، وكتبت كتابا أسميته توثيق عقد النكاح والرد على من قال إنه كفر بواح... أعرف حسن الكتاني، عالم من علماء المغرب... أعرفه منذ 10 سنوات، كعالم وسطي معتدل ولا أعرف عنه أنه يدعو إلى العنف أو الإرهاب... أنا عوملت معاملة جيدة من طرف قاضي التحقيق والضابطة القضائية... (هنا تدخل رئيس الهيئة ووجه انتقادا شديدا لدفاع الفيزازي عندما طعن في محاضر قاضي التحقيق...) وانتهت الجلسة بعد مشاحنة حادة... ووقف المحامون يساندون زميلهم... 2 عبد الكريم الشاذلي:لا أعرف حي سيدي مومن >التهم المنسوبة إلي تهم غير صحيحة، لا أعطي الدروس في أماكن معينة، وسبق لي أن مارست الخطابة لمدة ثلاثة أشهر برخصة من وزارة الأوقاف بأحد المساجد بمدينة الدارالبيضاء، أما الدروس الخاصة فكنت ألقيها في بعض المناسبات، في المآتم والأفراح، وكان الحضور خليطا من الناس، ولا أذكر أسماءهم، وهي دروس عامة لا علاقة لها بالسلفية الجهادية، هذه الأخيرة تعرفت عليها في وسائل الإعلام فقط... سبق لي أن ألقيت درسا في الهراويين بالدارالبيضاء، ... لا أنشر، ولا أستقطب أشخاصا إلى تنظيم معين... كنت أجهل الأشخاص الذين يحضرون معي الدروس... أدعى من كافة الأطراف، فأنا معروف بدروسي العلمية... أعرف عمر الحدوشي، التقيته عرضا في إحدى المناسبات بالهراويين، فعلاقتي به محدودة جدا، والتقيت بالفيزازي مرتين، إحداها في مدينة فاس، وكانت بمناسبة إلقاء خطبة جمعة... لا أنتمي لأي تيار من التيارات الموجودة بالمغرب... إن الجهاد الشرعي هو الذي يوجد بفلسطين، وحين كان الناس يسألونني عن التكفير، كنت أبين لهم حقيقة أمره... وقلت إن ضرب أمريكا في 11 شتنبر جر على المسلمين مفاسد كثيرة... أقسم بالله إن الاستجواب الذي أجرته معي صحيفة الأيام، لم يكن استجوابا، فالصحفي بهذه الجريدة أخذ جذاذات بمكتبي وصاغها على شكل استجواب، وقد اعترف أمام الشرطة بعمله ذلك، وأؤكد لكم أن عنوان الاستجواب ومقدمته من ديباجة هيئة التحرير، وقد أرسلت استنكارا بعد أسابيع إلى جريدة الوطن العربي ونشرته... لا أعرف عبد الرزاق فوزي وكذلك عبد الحميد فرقي وجواد شهيد وعبد الحق مهيم ومصطفى حربة. أنا مستعد لمواجهة هؤلاء، ولا أعرف أيضا محمد دمير ولا يوسف فكري. وفي ما يخص أحداث 16 ماي أستنكرها، وهي أعمال إجرامية، وقلت ذلك في جريدة الصباح، وأشرت أنها أعمال لا تمت للإسلام بصلة... لا أعرف حي سيدي مومن أو دوار السكويلة، ولا أستطيع الذهاب إليهما لجهلي بموقعهما... أوقفت إلقاء الدروس بسبب مرض القلب، حضرت مع الميلودي زكرياء في مناسبة معينة، وألقى الدرس فيها أحد العلماء المغاربة، واعترض على ذلك الميلودي زكرياء في مناسبة معينة، وألقى الدرس فيها أحد العلماء المغاربة، واعترض على ذلك الميلودي بكون العالم من علماء السلطة... سي عمر الحدوشي أعرف أنه رجل فقه وحديث... نعم لي كتاب اسمه فصل المقال في أن من تحاكم إلى الطاغوت من الحكام كافر، من غير جحود ولا استحلال، أنا لم أختر عنوانه، الناشر هو الذي اختار العنوان، وهناك فرق كبير بين المضمون والعنوان، وقد كنت مريضا وقت نشر هذا الكتاب، وأشير أن هذا الكتاب طبع مرة ثانية بعنوان آخر.... 3 عمر الحدوشي:وقعت على المحاضر كرها، عذبوني عذابا فظيعا حتى أغمي علي مرارا أود بداية أن أقول إن الشرطة تعاملت معي دون شهامة (يقاطعه القاضي)... إن الأفعال المنسوبة إلي لا علاقة لي بها، ولم أتصورها حتى في المنام، لا أدعو إلى التكفير، وأعتقد أن من نسب كفرا إلى مسلم ولم يكن ذلك صحيحا رد عليه (يستدل بحديث في صحيح البخاري في الموضوع)... فأنا متزوج من أسرة مغربية وبعقد زواج وأصلي في مساجد المسلمين وآكل لحومهم، فكيف وأنا رجل فقه ورجل حديث وتنسبون إلي مثل هذه التهم، فلا أجد سببا لإلقاء القبض علي ولا أعرف حتى الآن تهمتي... لي أكثر من 70 درسا في الصلاة، ولم يسبق لي أن ألقيت درسا أو محاضرة في التكفير، وإنما كانت بعض محاضراتي ترد على الغلو في الدين وأصحاب التكفير... وأنا أدعو الشباب ألا يدخلوا في مثل هذه المتاهات... وأنتم سيدي الرئيس من ذوي العلم، وأنا على يقين أنكم تفهمون ذلك... سيدي الرئيس، إن السلفية الجهادية هي ابنة زنى، هذه جماعة دعية... أرفض هذه الجماعات والأحزاب، وفي حوار لي مع جريدة الصحيفة قلت إني لا أعرف هذا الاسم فهو باطل... سيدي إذا كانت هناك مناسبة معينة، ألقي فيها بعض الدروس، لأن المغاربة يقدمون الفقهاء، فمدة 20 سنة وأنا ألقي مثل هذه المواعظ... لا أدعو إلى الجهاد وضرب المصالح الأمريكية... ليس صحيحا أبدا... لأن مثل هذه الأعمال لابد من العلم والشرع للقيام بها... وهناك إجماع المسلمين على أنه لا ينبغي ضرب مصالح دولة إسلامية، ومن يدعي ضدي مثل هذا الكلام، لابد أن أواجهه لأريه من أين تؤكل الكتف... وقعت على المحاضر كرها، عذبوني عذابا فظيعا حتى أغمي علي مرارا (يكشف عن آثار التعذيب) إن هذه المحاضر أنجزت في دهاليز مظلمة... أنا سمعت عن السلفية الجهادية أخبارا في الجرائد... ألقيت دروسا في مسجد مكةبسلا... إننا دعاة ولسنا قضاة، نبين للناس شرع الله، ولا نحكم على الأشخاص، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعنف هو من خصائص السلطان، فكيف أقدم على ذلك وأنا رجل علم... أريد أن أحاكم بفهمي، لا بفهم الآخرين، أريد أن أحاكم على أفكاري، فإذا قلت شيئا ما أحاكم عليه... ولا تزر وازرة وزر أخرى.. أنفي أني تحدثت عن الجهاد جملة وتفصيلا وأتحدى من زعم ضدي هذا... لي خمس لقاءات بالدارالبيضاء، وألقيت ألوف الدروس في طنجة، فإذا كان لدروسي علاقة بهذه الانفجارات فكيف وقعت في البيضاء ولم تقع في طنجة... نحن في مجتمع فيه أهل صلاح وأهل طلاح... نحن أطباء ونبحث عن الدواء ولا نعطي جرعات دواء مضر... ليس لي كتاب في تغيير المنكر عنفا، يا ليت هؤلاء الشباب قرأوا كتبي لأصبحوا فقهاء... زارني محمد دمير ليأخذ مني كتابا صدر لي اسمه: الجهل والإجرام في العدل والإحسان... أنا مسلم فقط، مالكي واعتصم بحبل الله ولا أومن بهذه الأسماء (السلفية الجهادية)... ينبغي أن أواجه هؤلاء المتهمين الذين أدلوا بتصريحات ضدي (13 متهما)... لم أتسلم من أحدهم ولو بَصَلة، فكيف أتسلم منهم أموالا... إني ألقيت دروسا ضد التكفيريين... يقول عمر بن عبد العزيز: إذا رأيتم شخصا يتحدث في تأسيس جمعية فاعلموا أنه على ضلال... لا صراع لي مع أحد، فأنا لست رجل فكر، وإنما رجل حديث وداعية، ولست قاضيا أحكم على الناس... أنا لست مفتيا رسميا، ولم أفت يوما في القتل، وإنما دروسي كلها في مسائل الحديث والسيرة وأصول الفقه... وبالنسبة لأحداث الدارالبيضاء، فأنا أدينها وبشدة... أعرف عبد الرحمان المجذوبي رأيته في عقيقة ولا علاقة لي به، لا أذكر أنه زارني يوما، وللعلم فبيتي مفتوح للجميع... وهناك شيء معروف على عمر الحدوشي أنه من حلق لحيته لا يدخل بيته، فإذا اعترضت على ذلك المتهم من دخول بيتي فمن أجل ذلك... حضرت عند رشيد أمرين ألقيت درسا في بيته حول مس الصحف ثم سافرت معه لحضور عقيقة بالدارالبيضاء، تتعلق بمحمد دمير... أعرف محمد الشادلي ألقيت دروسا في مسجد سلا، وكان له غذاء في بيته... أعرف ربيع أيت أوزو، ألقيت كذلك درسا في بيته وكانت مناسبة زفاف... والمتهم يوسف أوصالح ألقيت أيضا درسا في بيته بمناسبة عقيقة ابنه... وأذكر أن إبراهيم العشاب استدعاني مرتين لملاقاة شباب يغلون في التكفير، فواجهتهم وتراجعوا والحمد لله على ذلك، وبينت لهم أن التكفير من مزالق الأقدام... لا أعرف يوسف فكري... حضرت مع الفيزازي عند زفاف محمد دمير فألقيت درسا حول هذه المناسبة... وحول مسألة اختلافي مع الفيزازي، فلا يوجد شخص سمن على عسل مع آخر، فأبو بكر اختلف مع عمر... التقيت مع أبي حذيفة وزرت أبا حفص، وحضر معنا الفيزازي في مناسبة بمدينة فاس.. وقعت كرها على المحاضر... وقال لي أحد الضباط إذا لم لم توقع على المحضر، نرسلك إلى قاضي توجد في محفظته 800 عام من السجن (يقصد رئيس الهيئة).. بصق الضابط على لحيتي وطعن في عرضي.. أنا سيدي الرئيس، وبكل تواضع، أحفظ 7000 حديث، ولي 27 إجازة شرعية، ولي إلمام بالنصوص، وأعرف كيف أرد على شبه المكفرين، لقد مارست الخطابة برخصة... 4 زكرياء الميلودي:لا أعتبر نفسي عضوا في الصراط المستقيم ولا أميرا لها أنفي التهم المنسوبة إلي، كنت خطيبا للجمعة قرابة سنتين بمنطقة التشارك بالدارالبيضاء، وعندما تكون هناك مناسبات معينة كالولائم وحفلات الزواج والعقائق، وبناء على معرفة الناس لي، يتم استدعائي إليها، وأستجيب بإلقاء بعض الدروس والمواعظ فيها، فإذا كانت المناسبة مناسبة زفاف أتحدث حول هذا الموضوع، وإذا تغيرت المناسبة يتغير معها موضوع الدرس، وإذا كان الأمر غير ذلك أتحدث بصفة عامة عن الإيمان بالله واليوم الآخر... أنا أعتقد في الكتاب والسنة دون تحريف أو تأويل، وكلامي ينصب فيما أعلم، وفي غير ذلك أحيل على غيري، وأعتمد على الكتب الفقهية المتداولة كمنهاج المسلم مثلا، وليست لي دروس خاصة في الجهاد والتكفير، وقد تكون هناك مناقشات فأتطرق لمثل هذه المواضيع... وأشير أنني ضد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بواسطة العنف، وأؤكد لكم أن جماعة الصراط المستقيم غير موجودة أصلا، ولا أعتبر نفسي عضوا فيها ولا أميرا لها. وأنفي علاقتي بالأسماء الآتية: كريشة عبد العالي، خالد العبوبي، ياسين لملس، العربي دقيق، عبد الرزاق الرثيوي، عبد العزيز البصاري، محمد العمري وسعيد النقيري، وأنفي تصريحاتهم التي تقول إني تحدثت في جلسات خاصة عن الجهاد، الإمارة، الاستحلال، الديمقراطية، تكفير المجتمع، وعدم تطبيق الشريعة الإسلامية به... فأنا لم ألق أبدا أي درس حول ضرب اليهود بالمغرب، وأنا مستعد لمواجهة باقي المتهمين الذين صرحوا ضدي.. إن المجتمع المغربي مجتمع مسلم أبا عن جد، وإن إسلامه ثابت، ولا توجد أي وثيقة تنسب إلي أني أكفر فيها المجتمع، فما أعلمه هو ما أفعله. وبخصوص كتاب حول الإمامة الشرعية... فهو مجرد مشروع كتاب كنت أحضره في السجن، وصودرت مني أوراقه، ولم أستطع إكماله لانعدام وجود المراجع (القاضي يعرض عليه مسودة مكتوبة بخط اليد)... نعم هذا خطي وهذه فقرات من ذلك الكتاب (يأمره القاضي بقراءة بعض الفقرات منه ويعرض عليه وثائق ورسائل أخرى). إن الوثيقة الأولى هي محاولة مني لتأصيل كيفية تفعيل النظام الإسلامي في الواقع، فمثلا مسألة الشورى والديمقراطية تختلف حولها الجماعات الإسلامية، وهم يقولون إن أمرها مفتوح، فكل وسيلة يمكن تحقيق الشورى بواسطتها يمكن الأخذ بها، وهذه الوثيقة التي بين أيديكم هي رد على تلك الآراء... أما رأيي في القانون الوضعي، فأقسم هذا الأخير إلى جانبين، الجانب الإداري والتوثيقي والمسطري، فلا ضير من الأخذ به، وإنما أعترض على الجانب المتعلق بالحلال والحرام... وبالنسبة لرأيي في كتابة العقود رسميا، فلي وجهة نظر خاصة لا يكفيني نصف يوم لبسطها، ولا ألزم بها أحدا... فالواقع الذي نعيش فيه حاليا، يجب أن يطبق فيه النظام الشرعي، والقانون الوضعي فيه مخالفات كثيرة للشرع... أذكر سعادة القاضي أني تحفظت لدى الضابطة القضائية عن بعض العبارات الواردة في الوثائق المعروضة على الآن، وإن لدي كتيبات أخرى في مواضيع شتى، وليس من بينها كتاب خصصته للحديث عن الجهاد... أما في ما يتعلق بالأحداث التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء يوم 16 ماي، فالحمد لله الذي أتاح لي الفرصة الآن لأعبر لكم عن موقفي منها، فأنا أدين كل عمل يضر بالإسلام والمسلمين، سواء التي حدثت، أو التي سبقتها أو التي يمكن أن تحدث في المستقبل، فلا علم لي بالأحداث المذكورة، فقد كنت موجودا بالسجن أثناء وقوعها... نعم سبق لي أن وجهت رسالة إلى العلمانيين، فلأنهم كانوا دائما يردون علينا بأن لنا تفسيرا خاصا للإسلام، فقد طالبتهم في تلك الرسالة أن يفسروا لنا الإسلام الصحيح حتى نتبعه... لي مساجلات فكرية على صفحات الجرائد، اغتناما للحرية الموجودة بالمغرب، فلا أكفر الموظفين ولا الأحزاب، فمنهجي هو منهج دعوي تعليمي صرف، لكن الشرطة جزأت كتاباتي، حتى تضعها في سياق تتهمني فيه، وإذا أساء بعض الناس فهمي، فهو أمر يهمهم ويتحملون المسؤولية فيه، شأن ذلك شأن الكتب المعروضة في السوق، لقد تأثرت في البداية بالأفكار الاشتراكية الماركسية، وانتميت بعد ذلك إلى جماعة الإصلاح والتجديد ثم انفصلت عنها... أعرف يوسف أوصالح، اشتريت منه بقعة أرضية، ولم أكمل له ثمن بنائها... أعرف الفيزازي وأبا حذيفة وأبا حفص، ولا علاقة لي بحسن الكتاني، وأعرف أيضا الشيخ عمر الحدوشي، فقد استفدت من هذا الأخير في مجال الفقه... ورأيي في الجماعات الإسلامية هو أني لا أرى في تأسيسها... والطاغوت هو كل معبود غير الله، ومن واجب المسلمين الكفر به... أختلف مع البرلمان في مسألة التشريع في الحلال والحرام... والوظائف العمومية، فعلى حسب العمل الذي يقوم به الشخص، فإذا كانت تلك الوظيفة لا تخالف الشرع فلا بأس بها... لا أعرف يوسف فكري. (الوكيل العام يحتج: سيدي الرئيس، المتهم يعطي أجوبة غير مقنعة ومقتضبة)... عمر العمري/ الدار البيضاء