أمام حضور فاق 2500 فردا حسب المنظمين نظم المكتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بتنزنيت نهاية الأسبوع الماضي مهرجانا خطابيا بشعار الديمقراطية أحسن وسيلة للقضاء على التطرف والإقصاء، أطر المهرجان عضوان من الأمانة العامة للحزب: الحبيب الشوباني وعبد القادر اعمارة إضافة للكاتب الجهوي للحزب والنائب البرلماني عن دائرة تيزنيت عبد الجبار القسطلاني، وبعد تلاوة آيات بينات ألقيت كلمة كل من المكتب الإقليمي وشبيبة الحزب أكدا خلالهما لمناضلي الحزب في الإقليم والمتعاطفين معه على ضرورة الاستمرار في سلوك نهج الاعتدال الذي ما فتئ الحزب يدعو له كما هو مسطر في أدبياته وقرارات أجهزته الوطنية، وذلك رغم كل المضايقات التي تمارس عليها وعلى أنشطتهم من قبل استئصاليين مبثوتين في مختلف الأجهزة، ولم يفت الكاتب الإقليمي لحسن أوصغير أن ينوه بالشرفاء والعقلاء بجميع التيارات كلها الذين تعاملوا مع الأحداث بعقلانية وموضوعية. شهد المهرجان الخطابي قبيل نهاية كلمة الكاتب المحلي لشبيبة العدالة والتنمية محمد امكراز قيام أخذ المسخرَين لنسف النشاط بنزع الخيط الموصل للتيار الكهربائي إلى المنصة ليحرم الجمهور من سماع كلمات المتدخلين، بيد أن المنظمين تصدوا لمحاولته، وعاود الشخص نفسه الكرة رغبة منه لإفشال النشاط ولكنه ضبط وأرغمه المنظمون على الانسحاب ذليلا. واستمر المهرجان بعدما أعيد التيار إلى المنصة بواسطة مولد كهرباء يعمل بالبنزين، وخاب مراد الاستئصاليين وأعوانهم لما شاهدوا بأم أعينهم أو عن طريق الهاتف أن الحضور ظل ثابتا في مكانه لتتبع المهرجان حتى أثناء انقطاع التيار. وأجمع المتدخلون على أن المغرب يمر حاليا بمرحلة صعبة، وعلى الجميع التجند لها ومما جاء في أحد التدخلات كان بإمكاننا ألا نتحدث عن أحداث 16ماي إلا أن الاستئصاليين استغلوا هذه الأحداث لتغليط الشعب، وضرب شعبية الحزب لأهداف انتخابوية وحزبية ضيقة دون مراعاة لمصلحة البلاد واقتصادها واستقرارها وأمنها، والذي يجب التجند له جميعا هو موضوع وحدتنا الترابية التي تعرف حاليا منعطفا خطيرا قد ينال من سيادة ووحدة الوطن. وقال النائب البرلماني عبد الجبار القسطلاني في كلمته إن من المبادئ الديمقراطية المعمول بها في جل البلدان الديمقراطية أنه كلما وقع حدث خطير إلا وبادرت الحكومة إلى معالجة مخلفاته، وإن عجز المسؤولون عن تدبير الأزمة فإنهم يقدمون استقالتهم، إلا أن الأمر الغريب في هذا البلد العزيز -يضيف القسطلاني- الذي لا يُستساغ ديمقراطيا أن تتهم الحكومة أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان بالوقوف وراء الأحداث، بل ذهب بعضهم إلى حد مطالبة الحزب بتقديم اعتذار للشعب المغربي، ونسي بعضهم أنهم المطالبون بالاعتذار للشعب والعرش عما تسببوا فيه من احتقان في المرحلة الماضية باستهدافهم النظام الملكي رمز البلاد. برلماني آخر تناول الكلمة هو الحبيب الشوباني (برلماني عن دائرة الراشدية) الذي قال إن المنفذين للعمليات الإرهابية بالدار البيضاء ليلة 16ماي يلتقون مع الاستئصالين في تحقيق الهدف نفسه؛ فالإرهابيون أرادوا بإجرامهم النيل من سلامة وأمن البلاد واستقراره، والاستئصاليون أرادوا تقويض النظام الديمقراطي للبلاد فكلاهما يعتبر عدوا للمغرب والمغاربة، وأردف أن الإرهاب والاستئصال ليس من طينة المغرب، فمن باب الديمقراطية أن تعبر الأطراف جميعها عن مواقفها بوسائل الإعلام العمومية التي يمولها أفراد الشعب، إلا أن وزير الاتصال لم يفلح في إدارة الأزمة باحتكاره للقناتين، وكان يمارس علينا القصف الجوي الإعلامي وعليه أن يعلم أنه في الأسابيع القادمة ستبدأ الحرب البرية (في إشارة إلى الانتخابات الجماعية) وسنكون سواسية في الميدان، وسنرى من منا سيسانده الشعب. وأشار عبد القادر اعمارة في كلمته إلى الدوافع التي أدت بتيار الاستئصال إلى استغلال أحداث 16 ماي لتشويه صورة حزب العدالة والتنمية، موضحا أن الحزب رغم الحصار الإعلامي الذي ضرب عليه تمكن من التواصل مع المواطنين، لأنهم أصلا لا يعرفونه من خلال التلفزة وإنما يعرفونه بالاحتكاك اليومي وتطبيق سياسة القرب. واعتبر جميع المتدخلين أن المغرب ينعم ولله الحمد بالاستقرار تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين الذي عالج الأمر انطلاقا من مقاربة شمولية، مانحا بذلك دفعة قوية لترسيخ اليمقراطية المغربية في إطار احترام القانون. وقد انتهى المهرجان قبيل صلاة المغرب بدعاء صالح. المراسل