بداية لا بد من الاعتراف بأن جريدة الأحداث المغربية لا يمكن لأي جريدة مجاراتها أو مداناتها في عدد من عناصر تفوقها وتميزها، كالجنس، والقذف، ومعاداة السامية الإسلامية، وفبركة الأخبار والتحليلات... أقرب مثال من هذا العنصر الأخير، هو مقالها المنشور بالصفحة الأولى من يوم 3 غشت 2004 بعنوان: وهو المقال المندرج في سياق حملة التشويه والترهيب للعلماء ورموز العلم والدعوة الإسلامية (1) وقد خصص هذه المرة للأستاذ إسماعيل الخطيب. ما يلفت الانتباه في هذا المقال هو إغراقه في البناء للمجهول، وهو أسلوب معروف عند من يحترفون التدليس والكذب. يقول المقال عن الأستاذ إسماعيل الخطيب، الذي ألقى كلمة في حفل عيد العرش بتطوان: "الحضور المبهم لهذا الشخص لم يمر بسلام، فقد أثار الكثير من الأسئلة". حينما نقرأ أن الحضور لم يمر بسلام، ماذا نتصور؟ وما الذي حصل يا ترى؟ لقد أثار كثيرا من الأسئلة؟ فمن أثار هذه الأسئلة سوى كاتب المقال؟ ومن غيره؟ ثم يتحدث عما أسماه ردود الفعل وأنها "تباينت وسارت في غالبيتها نحو الاستغراب والدهشة"، فمن هم أصحاب هذا الاستغراب والدهشة؟ وكيف حكم عليهم بأنهم هم الأغلبية؟ وكيف لم يدقق أكثر فيقول الأغلبية الساحقة؟ ثم يقول: "هناك من ذهب إلى حد وضع سؤال عن تغيبه في اليوم الموالي" فمن هو هذا المجهول والذي وضع السؤال؟، وهل هو نفسه الأغلبية المذكورة من قبل؟! ثم يتحدث عن موقف الأستاذ الخطيب من الموسيقى والاحتفالات قائلا "كما أوردت بعض المصادر"؟؟ ثم يخبرنا عن "السؤال الذي طرحه بعض المتتبعين"؟ فمن هم يا ترى؟ ويعود صاحب المقال إلى القول "ومن ثم يعاد طرح السؤال لدى عدد من المتتبعين" فمن هؤلاء المتتبعون غير هذه الجريدة وسماسرتها؟ يضيف المقال، دائما بصيغة المجهول، "تخمينات وتحليلات البعض..."؟؟ المقال ينتقل من الأستاذ إسماعيل الخطيب إلى الهجوم العام على المجالس العلمية التي هي في نظره طبحاجة للتأهيل والترشيد" وحجته في ذلك: "على حد تفسير بعض الأطراف المقربة". أليست هذه "الأطراف المقربة" هي من كتب المقال؟ وهي "الأغلبية" وهي المعبر عنها بالمتتبعين والمحللين؟ وهي نفسها "المصادر المطلعة" المعتمدة في المقال؟ وهي الكل في الكل؟ هي الفكر المخبول المبني على البناء للمجهول.