نظمت جمعية المنار الثقافية بمدينة جرادة أمسية يوم الأربعاء 28 يوليوز 2004 أطرها محمد النهاري أستاذ الاقتصاد، الذي قارب موضوع المناطق المنجمية سابقا: التحديات والآفاق. وتطرق المحاضر، خلال هذه الأمسية، إلى السياسات الجهوية ونظام الولايات، التي اعتمدت من طرف الحكومات المغربية منذ الاستقلال، والتي لم تقض على الفقر والبطالة والهجرة، ولم ترفع من مستوى عيش السكان بسبب العنصر البشري القائم على التطبيق. وسلط الأستاذ النهاري الضوء على المعطيات الإيجابية للجهة الشرقية (مناطق سياحية، مياه جوفية مهمة...)، مشددا على وجوب استغلالها. وتناول نهاري العوائق البشرية والمادية (ضعف نسبة التمدن والشبكة الطرقية، الأمية...) التي تعترض مسلسل التنمية بالإقليم، داعيا إلى تظافر الجهوذ لتجاوزها. وذكر المحاضر في السياق نفسه أن إقليم جرادة يمثل نموذجا للمناطق المعدنية التي أغلقت مناجمها دون تأهيل أو تجديد للبنيات الاقتصادية والاجتماعية، ملفتا الانتباه إلى ما تعانيه المدينة من عزلة، وتدهور للمناطق الرعوية، وانتشار السكن غير اللائق، وظاهرتي الهجرة الداخلية والخارجية، علاوة على مشكل أراضي الجموع (87%)، التي تشكل عائقا في وجه التنمية والاستثمار. وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن تأهيل الإقليم يتطلب رفع مستوى وعي الساكنة، وتعاون الغيورين في إطار من التشارك والديمقراطية، وربط الإقليم بالجهة، وحل مشكل الملكية، فضلا عن اعتماد تسهيلات في أداء الضرائب والقروض. يشار إلى أن هذا النشاط نظم في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي لمدينة جرادة، الذي أقيم خلال الفترة ما بين 24 و30 يوليوز . إبراهيم مغراوي