بدأ الحزب الديمقراطي الأمريكي مجدداً جهوداً حثيثة للضغط على الرئيس باراك أوباما لإقناعه بزيارة الكيان الصهيوني بعد ما تسربت أنباء عن اعتزام منافسه الجمهوري ميت رومني في سباق الانتخابات الرئاسية زيارة الكيان أواخر يوليوز الحالي، فيما اعتبرت هذه الزيارة داخل أوساط اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة رداً مناسباً على عناد أوباما الذي تجاهل طلبات متكررة له بزيارة “إسرائيل" وإلقاء خطاب مدو كما فعل في مصر. تزامن ذلك مع قيام مجلس الشيوخ الأمريكي بتمرير قرار غير مسبوق، وبالإجماع، وفي وقت قياسي، يغدق على الحليف الصهيوني عطايا عسكرية مميزة، وهو القرار المنتظر بعد ما تم بالفعل إقراره وتمريره من مجلسي النواب والشيوخ أن يرسل على الفور إلى أوباما لتوقيعه. وبحسب تقرير لمراسلة صحيفة «الخليج» في واشنطن، فإن هذا القرار الذي تقدم به كل من باربرا بوكسر (ديمقراطية من كاليفورنيا) وجوني إيزاكسون (جمهوري من جورجيا) وبرعاية 69 سيناتوراً، تعهد بأن تقدم الولاياتالمتحدة ل"إسرائيل" كل ما يدعم قدراتها للحفاظ على التفوق العسكري النوعي، وتوسيع التعاون العسكري والمدني تشجيعاً للدول المجاورة للاعتراف بحق “إسرائيل" في الوجود ك"دولة للشعب اليهودي"، ولتعزيز التعاون الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة و"إسرائيل". وفي مقدمة القرار وضع المشرع الأمريكي أسبابه ومنها: إن الشرق الأوسط يشهد تغيراً سريعاً، حاملاً معه الأمل بتوسيع الديمقراطية، ولكن أيضاً تحديات كبرى للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ولا سيما “لحليفتنا الأكثر أهمية في المنطقة “إسرائيل". وبسبب استمرار حكومة جمهورية إيران الإسلامية ومن عقود طويلة في السعي لإثارة عدم الاستقرار وتعزيز التطرف في الشرق الأوسط، ولا سيما في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولاً سياسياً كبيراً. في الوقت نفسه، فإن حكومة الجمهورية الاسلامية في إيران تواصل تخصيب اليورانيوم في تحد للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وسيكون لإيران القدرات النووية التي ستهدد في الأساس مصالح الولاياتالمتحدة الحيوية، وتشجيع انتشار الأسلحة النووية على الصعيد الإقليمي، وستمكن إيران “رائدة رعاية الإرهاب في العالم" وبالتالي ستشكل تهديداً خطيراً وتزعزع الاستقرار في “إسرائيل" والمنطقة. على مدى السنوات العديدة الماضية، وبمساعدة من حكومات كل من جمهورية إيران الإسلامية وسوريا زاد كل من حزب الله و"حماس" مخزونهم من الصواريخ، مع أكثر من ستين ألف الآن جاهزة للاطلاق على “إسرائيل"، فإن حكومة جمهورية إيران الإسلامية لا تزال تضيف إلى ترسانتها من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، والتي تهدد الدول المجاورة لإيران و"إسرائيل" وقوات الولاياتالمتحدة في المنطقة. وإنه نتيجة لذلك، فإن “إسرائيل" تواجه تغييراً جوهرياً في البيئة الاستراتيجية. أما نص القرار نفسه فقد جاء صارخاً في العطايا وأولها مد ضمانات القروض المتاحة ل“إسرائيل" والتي تنتهي في 30 شتنبر 2012 . كما حفل النص بالعديد من المساعدات، على النحو الآتي: 1 إعادة تأكيد التزامنا الذي لا يتزعزع بأمن “إسرائيل" كدولة يهودية. 2 مساعدة حكومة “إسرائيل" في الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في ظل التحول السريع في السياسة الإقليمية. 3 استخدام حق النقض لصالح “إسرائيل" في مجلس الأمن. 4 دعم حق “إسرائيل" الطبيعي في الدفاع عن النفس. 5 توسيع التعاون مع حكومة “إسرائيل" على حد سواء في الدفاع، ومختلف ألوان الطيف من القطاعات المدنية، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة والزراعة والطب والصحة والأدوية والطاقة. 6 مساعدة حكومة “إسرائيل" مع جهودها المستمرة للتوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض للصراع “الإسرائيلي" الفلسطيني وأن النتائج في دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن، وتشجيع الدول المجاورة على أن تعترف بحق “إسرائيل" في الوجود كدولة يهودية. 7 لتشجيع مزيد من تطوير برامج التكنولوجيا المتقدمة بين الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" في ضوء الظروف الراهنة وعدم الاستقرار في المنطقة، يقر الكونغرس بأنه على حكومة الولاياتالمتحدة اتخاذ الإجراءات التالية للمساعدة في الدفاع عن “إسرائيل": 1 السعي إلى تعزيز قدرات حكومة الولاياتالمتحدة و"إسرائيل" لمواجهة التهديدات المشتركة الناشئة، وزيادة التعاون الأمني، وتوسيع التدريبات العسكرية المشتركة . 2 تقديم الدعم لحكومة “إسرائيل" لزيادة تطوير وإنتاج مشترك لأنظمة الدفاع الصاروخي، وخصوصاً الأنظمة الدفاعية ضد التهديد الذي تواجهه “إسرائيل" وقوات الولاياتالمتحدة في المنطقة. 3 مساعدة “إسرائيل" على وجه التحديد لإنتاج ومشتريات أغراض نظام القبة الحديدي. 4 تزويد حكومة “إسرائيل" بالمواد الدفاعية والخدمات الدفاعية من خلال هذه الآليات، حسب الاقتضاء، لتشمل الناقلات الجوية، التزود بالوقود، وقدرات الدفاع الصاروخي، والذخائر المتخصصة. 5 منح “إسرائيل" المواد الزائدة، والمخزون الأمريكي بالعراق في أعقاب انسحاب قوات الولاياتالمتحدة من العراق. 6 ينظر في سبل تعزيز الجهود القائمة والمستمرة، بما في ذلك مبادرة مكافحة تهريب الأسلحة إلى غزة، وفقاً لاتفاق عام 2009 في أعقاب (ما يسمى) الانسحاب “الإسرائيلي" من غزة، فضلاً عن اتخاذ تدابير للحماية ضد تهريب الأسلحة و"الإرهاب" وتهديدات من شبه جزيرة سيناء. 7 عرض لتدريب سلاح الجو “الإسرائيلي" في الولاياتالمتحدة للتعويض عن مساحة “إسرائيل" الجوية المحدودة. 8 العمل على تشجيع توسيع دور “إسرائيل" مع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك تعزيز وجود في مقر حلف شمال الأطلسي والتدريب. 9 توسيع التعاون في مجال الاستخبارات، بما في ذلك الاستخبارات الفضائية، مع “إسرائيل". أيضاً اشتمل قرار الكونغرس على خطوات إضافية “لحماية إسرائيل" وحماية المصالح الأمريكية" ومطالبة إدارة أوباما، الأخذ في الاعتبار متطلبات “إسرائيل" لطائرات F-35 وبخاصة في ما يتعلق بفعالية التكاليف والتسليم في الوقت المناسب، وبذل الجهود لتوسيع التعاون في الأمن الداخلي ومكافحة “الإرهاب" والأمن البحري، والطاقة، والأمن السيبراني، والمجالات الأخرى ذات الصلة، وإتمام الإجراءات الرامية إلى إدماج “إسرائيل" في منظومة الدفاع عن شرق المتوسط.