أكدت تقارير صحافية أمريكية أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب في أحسن حالاتها، وأن دعم أمريكا الأمني والعسكري لإسرائيل تجاوز مرحلة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وقالت صحيفة واشنطن بوست، في عدد سابق نهاية الأسبوع الماضي، إن إسرائيل ستنتهي، وبمعونة من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وبدعم من إدارة أوباما ودعم أوسع من الكونغرس، من مشروع القبة الحديدية، الذي تبلغ كلفته 205 ملايين دولار أمريكي، والذي سيحمي كيان العدو الصهيوني من الصواريخ الصغيرة المنطلقة من قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل قامت بتجربة أولى وناجحة لنظام الصواريخ الدفاعية المتحركة (القبة الحديدية). تعاون غير مسبوق وذكرت واشنطن بوست أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية نقل عن مسؤولين في البنتاغون أن أمريكا وإسرائيل يتعاونان بطريقة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بينهما. ونقلت الصحيفة عن مسؤول صهيوني اعترافه بأن العلاقات، وإن كانت أقرب أثناء حكم جورج بوش، ولكن التعاون الحالي وفي ظل إدارة اوباما توسع وربما تعزز في مجالات متعددة. وقالت إن إليوت ابرامز، أحد كبار مسؤولي الإدارة السابقة ومن أعمدة المحافظين الجدد، وأحد كبار ناقدي الإدارة الحالية يعطي إدارة أوباما علامة نجاح عالية بناء على الطريقة التي عالجت فيها ملف العلاقات العسكرية والأمنية الأمريكية والصهيونية، ويعتقد أن طريقة الإدارة ذكية في هذا المجال وأن صمت الإسرائيليين يعني رضاهم، فهو يقول إنه لم يسمع من أي مسؤول أو ضابط صهيوني أي حديث يعبر عن ضيقهم، في حين أنهم كانوا في الماضي كثيري التضايق حول كل شيء. وفي السياق ذاته، نقل عن سفير كيان العدو في واشنطن، ميكائيل اورين الذي وصف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بأنها قائمة على الحوار وأن التعاون الأمني هو جزء من الحوار. وبناء على اتفاق مع إدارة بوش السابقة فقد تم رفع مستوى الدعم الأمريكي لإسرائيل من 5,2 مليار في عام 2009 إلى 3 مليارات في عام ,2011 مما يعني أن ربع ميزانية الانفاق العسكري الإسرائيلية تأتي من أمريكا. تبادل عسكري أسبوعيا وأشارت واشنطن بوست إلى أن تقارير من البنتاغون أفادت بأنه إضافة لتزويد كيان العدو أسلحة متقدمة وأنظمة دفاعية فهناك تبادل عسكري على مستوى عال يجري تقريبًا كل أسبوع؛ فقد تم تبادل وعقد اجتماعات على مستوى مسؤولي مساعدي الوزراء أو أكبر خلال ال 15 شهرًا الماضية، مضيفةً أن هذه الزيارات المتبادلة تؤدي إلى تبادل في المعلومات الأمنية والتعاون العسكري بين البلدين وهو أمر غير مسبوق على مستوى العلاقات الدولية حسب مسؤولين. وأوضحت تقارير البنتاغون أنه يتم في هذه الاجتماعات مناقشة الدروس التي تم تعلمها من حربي العراق وأفغانستان وتجربة إسرائيل، حيث يتم تصميم أجهزة عسكرية بناء على هذه التجارب من مثل تصميم السيارات المصفحة والطائرات الموجهة. ونقلت الصحيفة عن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون العلاقات السياسية العسكرية، اندرو شابيرو قوله إن التعاون يقوم على تبادل المعلومات ومناقشة التطورات في المنطقة، مشيرًا إلى أن التعاون قد أخذ انعطافًا مهمًا في ظل إدارة أوباما. وكدليل على هذا التعاون فقد شارك خلال هذا العام أكثر من ألف جندي في مناورات مشتركة للصواريخ الدفاعية والتي جرت تحت اسم زيت الكوبرا وهي أول مناورة تتم بين البلدين. هذا، ولا يتوقف دعم أمريكا العسكري لإسرائيل على القبة الحديدية، فهي تزودها سنويًا بمساعدات لدعم نظامين صاروخين آخرين يعرفان بسهم ومقلاع داوود، وتقول الصحافة إن أمريكا وإسرائيل تتشاركان في نصف التكلفة عن كل منهما وبفهم من أن أمريكا ستستفيد من هذه الأنظمة. ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي دفاعي، طلب عدم ذكر اسمه، أن أمريكا تعمل بشكل قريب على هذا النظام في كل جزئية من جزئياته من أدنى مستوياته وهي قدرته على مواجهة صواريخ القسام إلى أعلاها وهي مواجهة صواريخ شهاب الإيرانية. استثمار في السلام! هذا، ويبرر المسؤولون الأمريكيون الدعم العسكري وتعزيز القدرات الأمنية الإسرائيلية على أنها استثمار طويل الأمد في السلام من خلال تبديد شعور إسرائيل أنها عرضة دائمًا للخطر من أي بلد، خاصة إيران. ونقلت الصحيفة عن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون العلاقات السياسية العسكرية، اندرو شابيرو قوله إن إسرائيل آمنة ستكون في وضع جيد كي تتخذ قرارات صعبة مهمة من أجل تحقيق السلام. وكان شابيرو قد أعلن أن إدارة الرئيس أوباما تعهدت بمساعدات عسكرية وأمنية للكيان الصهيوني تعدّ الأكبر من نوعها في تاريخ العلاقات بين الجانبين. وبحسب شابيرو، تقدر قيمة المساعدات ب 30 مليار دولار على مدار 10 سنوات، إضافة إلى تعاون عسكري يشمل تطوير نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ قصيرة المدى بمبلغ 5,2 مليون دولار ل حماية مغتصبات الاحتلال المجاورة لقطاع غزة المحاصر. وقال شابيرو، في كملته بمركز سابان لدراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز للأبحاث في واشنطن، الجمعة الماضية، إن تعزيز أمن إسرائيل في وجه التهديدات الصاروخية، لن يساهم بحدّ ذاته بالتوصل إلى حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كما أن حلّ الدولتين لن يضع نهاية لهذه التهديدات، لكن دعمنا لنظام القبة الحديدية والجهود المماثلة يمنح إسرائيل القدرات والثقة التي تحتاجها لاتخاذ القرارات الصعبة في المستقبل من أجل سلام شامل، على حدّ زعمِه. وأضاف شابيرو: دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لأمن إسرائيل يعتبر أكبر بكثير من كونه عملًا وديًّا، ونحن ملتزمون بشكل كامل بأمن إسرائيل، لأنه يعزِّز أمنَنا القومي ولأنه يساعد الإسرائيليين على اتخاذ القرارات الضرورية من أجل السلام. أكثر من صداقة وذكر شابيرو، أنه خلال العام الحالي طلبت الإدارة الأمريكية من الكونجرس 775,2 مليار دولار كمساعدة أمنية خاصة ل إسرائيل، في إطار ما دعاه التزام الولاياتالمتحدة تجاه أمن إسرائيل، مشددًا على حق إسرائيل في الوجود، وأن حقها في الدفاع عن نفسها ليس موضع شك، ولن يتحقق أي اتفاق سلام بدون الموافقة على هذه الحقيقة، على حد قوله. وفي لقاء بمركز سابان لدراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينجز للأبحاث في واشنطن، وصف شابيروإسرائيل بأنها صديقة ضرورية، وحجر أساس لالتزام الولاياتالمتحدة بأمن المنطقة، مضيفًا أن دعم الولاياتالمتحدة لأمن إسرائيل هو أكثر من مجرد إظهار الصداقة، وإنما هو التزام تام بأمن إسرائيل لأن ذلك يعزز الأمن القومي للولايات المتحدة، ويساعد إسرائيل على اتخاذ الخطوات المطلوبة للسلام. وزعم شابيرو أن إسرائيل تواجه اليوم عددًا من أصعب التحديات في تاريخها، مشيرًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني يعد أحد أخطر هذه التهديدات، فضلاً عن أن سوريا تشكل أيضًا تحديًا تقليديًا مهمًا ل إسرائيل إلى جانب حزب الله وحماس. وربط نائب وزيرة الخارجية الأمريكية بين المساعدات وإمكانية إجراء محادثات مستقبلية مع السلطة الفلسطينية، وقال إن إدارة أوباما تأمل أن تكون زيادة التزام الإدارة الأمريكية بأمن كيان العدو الصهيوني يدفع بالعملية بحيث تساعد الإسرائيليين في استغلال الفرصة واتخاذ القرارات الصعبة المطلوبة للسلام الشامل. طائرات حديثة وأشار إلى أنه من بين التعزيزات العسكرية الأمريكية ل إسرائيل بيع عدد من طائرات إف 35 المقاتلة وهي أحدث جيل من سلسلة طائرات إف، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة، والأبحاث والتطوير. كما ستقوم بتطوير نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ قصيرة المدى بمبلغ 5,2 مليون دولار لحماية إسرائيل من الصواريخ التي تطلق عليها من قطاع غزة، معربًا عن ثقة الولاياتالمتحدة في أن هذه القبة ستوفر طوقًا دفاعيًا إضافيًا ل إسرائيل. يذكر أن دراسة لمركز الدراسات الإستراتيجية والعالمية بواشنطن تشير إلى أن أكثر من ربع الإنفاق العسكري الإسرائيلي يأتي من الولاياتالمتحدة.