في الوقت الذي حرصت اسرائيل الرسمية على لعب دور المتفرج في معركة انتخابات الرئاسة الاميركية لتفادي تفسير أي تصريح يصدر عنها تدخلاً لمصلحة أحد المرشحين دون غيره، لم تبق التعليقات في الصحف، على رغم شحتها، أي مجال للشك بأن رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون يتمنى النجاح للرئيس جورج بوش، على رغم ان غالبية يهود الولاياتالمتحدة ما زالت عند موقفها التقليدي الداعم أبداً للمرشح الديموقراطي جون كيري. وكشفت الإذاعة العبرية يوم الاثنين ان التغيير الطفيف في نسبة يهود اميركا المؤيدين لبوش ناجم أساساً عن تصويت معظم اليهود القادمين الى الولاياتالمتحدة من دول الاتحاد السوفياتي السابق لمصلحة الرئيس الحالي تقديراً لموقفه المساند للدولة العبرية في صراعها مع الفلسطينيين. ورأت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان بوش وكيري توأمان متلاصقان بالنسبة الى اسرائيل، أو صنوان لا ينفصلان، بينما اعتبر المعلق عمانوئيل روزين أن الفائز الأكبر في الانتخابات الأمريكية سيكون بكل تأكيد (رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل) شارون. وذكر معلق آخر بما قاله، أخيراً مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الأب، جون سكوكروفت ان شارون يلعب ببوش (الإبن) بإصبعه الصغير. وقال السفير الاسرائيلي لدى واشنطن داني ايالون انه لا يهتم من سيكون في البيت الأبيض بعد الانتخابات لأن العلاقات بين البلدين تقوم على شراكة استراتيجية مستقرة ومصالح وقيم واحدة. واضاف في حديث اذاعي ان المركبات الاستراتيجية لا تتبدل وعليه فالشراكة والدعم متوافران تلقائياً، مؤكداً ان العلاقات الحميمية بين الحكومتين والثقة المتبادلة والاحترام المتبادل ستستمر بغض النظر عن هوية الإدارة الاميركية الجديدة. وزاد ان العلاقات بين واشنطن وتل ابيب في ذروة الذرى وستتواصل على هذا المنوال حيال الشراكة في المعركة العنيدة والمصيرية على الارهاب. واستبعد السفير ان يطرأ اي تغيير على السياسة الاميركية تجاه حليفتها في حال فاز بوش بولاية ثانية يكون فيها متحرراً من الضغوط. وقال ان للعلاقات المميزة بين بوش وشارون دوراً بالغ الأهمية. وكتب المعلق سيفر بلوتنسكر في افتتاحية صحيفة يديعوت احرونوت ان الرأي السائد في اسرائيل يقول ان بوش كان وما زال رئيساً اميركياً مثالياً، أفضل ما يكون وان ليس لاسرائيل مصلحة لاستبداله، بل لديها كل الأسباب والمصلحة لإعادة انتخابه. ويضيف انه على رغم هذا الموقف فإن يهود الولاياتالمتحدة يشعرون بقلق متزايد من السياسة العالمية التي ينتهجها بوش والتي تسببت في عزلة بلاده وتعميق الكراهية لها وان هؤلاء باتوا يخشون ان تتدحرج هذه الكراهية نحو عتبة اسرائيل وتسبب لها أضراراً جسيمة. ويرى البروفسور ابراهام بن تسفي، الخبير في الشؤون الأميركية ان لاسرائيل ثمة ما تخسره في حال انتخاب كيري الذي يعتقد بوجوب حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي في أطر متعددة الأطراف بعكس بوش الذي دعم خطة الفصل الأحادي عن قطاع غزة، ويضيف ان كيري لن يتردد في اشراك جهات دولية في العملية السلمية في الشرق الأوسط وان تعيينه لمبعوث مرموق الى الشرق الأوسط يعيد الى الأذهان عهد الرئيس (الديموقراطي) السابق جيمي كارتر وفكرة عقد مؤتمر دولي لوضع تسوية سلمية دائمة في الشرق الأوسط. قدس بريس