قال مصطفى تيمورية، فاعل جمعوي ومؤطربالمخيمات الصيفية، إن المخيم أمر اساسي بالنسبة للطفل يمكنه من الحصول على الترفيه ومن تتويج العام الدراسي بأنشطة ترفيهية. وتأسف تيمورية في تصريح ل»التجديد» على أنه بالرغم من التجربة الطويلة للمغرب في مجال التخييم، إلا أن السياسات الحكومية ما تزال تنظر إلى المخيمات بنوع من التهميش وتعتبر هذا القطاع غير منتج ولا تعطيه أولوية رغم أنه يهتم بالدرجة الأولى بالعنصر البشري وهم الأطفال مستقبل المغرب. ومن المؤشرات التي يقدمها تيمورية للتدليل على هذا الوضع، أن منحة التغذية الممنوحة للأطفال وصلت العام الماضي قرابة 20 درهم للأطفال يوميا، وهو المبلغ الذي يعتبره تيمورية غير كافي لتوفير تغذية متوازنة، فهذا المبلغ سيتناول به الطفل وجبة الفطور والغذاء والعصرونية والعشاء، وتتأثر بسبب هذه المنحة وجبة العشاء على الخصوص التي تتكون في أغلبية المخيمات من حساء الحريرة وقطعة جبن والمعجنات، وهي وجبة تتكرر يوميا طيلة أيام المخيم، وحتى إذا حاول المقتصد أن يجتهد لتغيير الوجبة وتحسينها فإن الميزانية لا تسعفه في ذلك خاصة بالنسبة للمخيمات التي تكون حمولتها قليلة ما بين 80 و 100 طفل، لأنه عندما تكون الحمولة كبيرة ما بين 300 و 500 طفل فإنها تساعد على توفير تغذية شبه متوازنة بالنسبة للطفل. بالنسبة للبنية التحتية يلاحظ المتحدث نفسه، ضعفا فيها باستثناء بعض المخيمات التي تم تفويت تسييرها إلى الجمعيات مثل مخيم خرزوزة بالسعيدية والتي عهد أمر صيانته لإحدى الجمعيات العاملة في مجال التخييم، وقال تيمورية إن وزارة الشباب والرياضة تتوفر على فضاءات متميزة للتخييم ولكنها ضعيفة على مستوى التجهيز والبنية التحتية. فالمفروض حسب تيمورية أن يتوفر مركز التخييم على مسبح وحمام وألعاب الترفيه، لكن الحقيقة أن الجمعيات عندما تبدأ عملية التخييم وتدخل المراكز لا تجد سوى تجهيزات المطبخ والخيام. وقال الفاعل الجمعوي أن 5 ملايين طفل مغربي من حقهم أن يستفيدوا من المخيمات، وقرابة 100 ألف منهم يخيمون في القطاع الخاص والباقي يستفيدون من المراكز التابعة لوزارة الشباب والرياضة، لكن إمكانيات هذه الأخيرة لا تستوعب هذا العدد، ويضيف تيمورية « أتمنى كفاعل جمعوي أن يتم تخصيص وزارة خاصة بالطفولة والشباب وأخرى بالرياضة، لأن 80 بالمائة من الميزانية الحالية تخصص للرياضة ولا يتبقى سوى 20 بالمائة للطفولة والشباب» ويؤكد على ضرورة تخصيص وزارة خاصة بالطفولة والشباب تشرف على مراكز الطفولة وادور الشباب والمخيمات خاصة وأن في السنوات الأخيرة تستمر العملية التخييمية طيلة السنة ولا ترتبط بفصل الصيف فقط. وكشف تيمورية أنه في الوقت الحالي، أصبح أغلب المدربين يفضلون التأطير في المخيمات الخاصة، وذلك بالنظر إلى توفر التجهيزات والظروف المواتية للتنشيط التربوي والتعويض المادي، وهذه الشروط غير متوفرة في مخيمات الشبيبة والرياضة التي تعرف ضعفا على مستوى الإمكانيات وأدوات التنشيط، كما أن المدرب لا يحصل على أي مقابل مادي ولو رمزي نظير التأطير خاصة وأن أغلب هذه الفئة هم طلبة.