على نحو غير مفاجئ تعرض الحرس الشخصي للرئيس المصري المنتخب د.محمد مرسي إلى جملة من الارتباكات التي لم يعتدها من قبل، بعدما كان معتادا أن يكون قرار الرئيس نابعاً من خططهم، وأنهم هم من يحركون الرئيس أو ينصحونه بالتوجه إلى مكان ما من عدمه، تبعا لإجراءات أمنه الشخصي . وفي الوقت الذي كان يدرك فيه فريق الحماية الشخصية لمحمد مرسي أن رئيسهم الجديد يبدو مختلفًا بالكلية عن سلفه، إلا أنهم لم يكونوا يدركون سرعة هذا الاختلاف ومنذ أول يوم وفور إعلان فوزه، وقبل أدائه اليمين الدستورية . بدأ الإرباك الذي يتعرض له الأمن الرئاسي بإصدار مرسي توجيهات إلى فريق حمايته بعدم إرهاق الجنود أو تركهم تحت حرارة الطقس بالشوارع، وأن يتم تخفيض عدد فرق حراسه، الأمر الذي دفع فريقه الأمني إلى البحث عن بدائل لتنفيذ أوامر الرئيس، بتقليص عدد الحراس، وتجنب وقوف الجنود بالشمس عند سير موكب الرئيس، في الوقت الذي كان يبدو حاضراً في ذهن مرسي تلك الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت متبعة إبان سلفه، بوقوف الجنود في الطرقات لعدة ساعات لحين مرور الموكب الرئاسي في ثوانٍ معدودة. مرسي حرص على مطالبة طاقمه الخاص بعدم تعطيل حركة السير أثناء مرور موكبه الرئاسي، حتى لا يتعرض المارة إلى التأخر عن الوصول إلى أشغالهم، أو إصابتهم بحالة من الاستثارة، من جراء إغلاق حركة السير وعدم انسيابها. عدا هذا كله، ومع الإرباك الذي بدأ يستشعره الحرس الشخصي للرئيس المصري، فقد وجدوا أنفسهم أمام ضرورة تأمين مرسي عند صلاة الفجر، ليس هو وفقط، ولكن المسجد الذي يؤدي فيه الصلاة، إذ يحرص يوميا على النزول لأداء صلاة الفجر بمسجد يجاور مسكنه في ضاحية التجمع الخامس، ما فرض على حراسه ضرورة تأمين المسجد قبل وأثناء صلاة الرئيس فيه. غير أن هذا الحرس لم يجد إشكالاً كبيراً في بقية الصلوات الأربع التي يؤديها الرئيس في داخل قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة، والذي يؤم فيه العاملين بديوان رئاسة الجمهورية، في لفتة لم يعتد عليها العاملون بأرفع مؤسسة في مصر، في الوقت الذي يبدو فيه أن هذا الإشكال سيتعاظم أكثر في ظل ما تسرب عن أن مرسي سيحرص على أداء صلوات الجمعة أسبوعيا في محافظات مختلفة، وتحديدا في أحيائها الشعبية. تخفيض مظاهر الحماية للرئيس المنتخب لم يطلبها مرسي فقط، لكن طلبتها زوجته نجلاء علي، التي تقيم مع ابنها في محل ميلاد زوجها بمحافظة الشرقية حاليا، لأدائه اختبارات الثانوية العامة، إذ طلبت من فريق حمايتها تخفيض هذه الإجراءات لعدم إثارة سكان القرية التي تعيش فيها، ومن ثم عدم إزعاج ابنها الذي يؤدي الامتحان. زوجة الرئيس لم تدخل القصر الرئاسي، (حتى الآن)، وحرصت على أن توجد في الشرقية بجوار ابنها طالب الثانوية، وأرجأت عودتها للقاهرة إلى حين انتهاء الامتحانات، ليبدأ الفريق الأمني صفحة جديدة من الإجراءات، قد تتزايد صعوبتها في حال استمرار الرئيس وأسرته بعدم الإقامة في الفيللا الرئاسية المخصصة لإقامة الرئيس بجوار القصر، وأن تظل إقامتهم في ضاحية التجمع الخامس حيث مسكنهم الأساسي. "الخليج" الإماراتية (بتصرف)