قالت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أول أمس الثلاثاء بالرباط، إن فعالية نظام الحماية الاجتماعية بالمغرب تمر عبر النهوض بالحكامة الجيدة واستهداف الأشخاص في وضعية هشة، اعتمادا على خريطة الفقر. وأكدت الحقاوي، في كلمة أمام المشاركين في اجتماع للخبراء حول «وضع الحماية الاجتماعية في شمال إفريقيا في ضوء التحديات الديمغرافية الراهنة»، أن تعزيز الآليات المؤسساتية المخصصة لتفعيل برامج الحماية الاجتماعية وإرساء آليات للتتبع والتقييم، يعدان ضروريان أيضا لضمان نجاعة وشفافية نظام الحماية. وذكرت الوزيرة، خلال افتتاح هذا الاجتماع الذي نظمه مكتب شمال إفريقيا للجنة الاقتصادية لإفريقيا، بأن المغرب، وعيا منه بأهمية الحماية الاجتماعية في تماسك المجتمع وتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية، أطلق سلسلة من البرامج الحكومية الرامية إلى تحسين شروط عيش الأطفال والنساء والشباب والأشخاص المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. وأشارت في المقابل إلى استمرار وجود بعض الثغرات التي تهم على الخصوص غياب التكفل بالمخاطر المرتبطة بتشغيل الأطفال وبطالة الشباب وفقدان مناصب الشغل بسبب العجز الصحي أو حوادث الشغل. من جهتها، سجلت مديرة مكتب شمال افريقيا للجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للامم المتحدة، كريمة بونمرة بن سلطان، تطور نظام الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن السياق الحالي الذي يتسم بالبطء الاقتصادي على الصعيد العالمي، أعاد إلى الواجهة قضية الحماية الاجتماعية. وحسب المسؤولة الأممية، فإن النظام المناسب للحماية الاجتماعية لا يجب فقط أن يقلص الفقر، ولكن أيضا الهشاشة ارتباطا بالدخل والجنس والسن أو الموقع الجغرافي، إلى جانب مقاربة حاجيات الساكنة التي تتغير حسب دورة الحياة التي تشمل الطفولة والمراهقة وسن الرشد والشيخوخة. واعتبر حبيب بن يحيى، الكاتب العام لاتحاد المغرب العربي، أن البلدان المغاربية مدعوة إلى التفكير بشكل مشترك لإيجاد أجوبة مناسبة على التحديات التي يفرضها النمو الديمغرافي بالمنطقة، التي تضم حاليا أزيد من 90 مليون نسمة من الساكنة. للإشارة، فالاجتماع المنظم بشراكة مع صندوق الاممالمتحدة للسكان، بمشاركة ممثلي المنظمات الاقليمية، والمجتمع المدني والمنظمات الأممية، يهدف إلى الالتزام بتنفيذ حماية اجتماعية متكاملة، وتوفير أرضية لتبادل الخبرات ووجهات النظر بشأن التقدم المحرز والنتائج المحققة في مجال الحماية الاجتماعية لبلدان المنطقة. ويبحث المشاركون في هذا اللقاء الذي يختم فعالياته اليوم الأربعاء، مواضيع تهم تحديات وقضايا الحماية الاجتماعية، ووضع الحماية الاجتماعية في شمال أفريقيا وكيفية تحسين فاعلية نظام الحماية الاجتماعية.