قدم المندوب السامي للتخطيط أحمد العلمي الحليمي، مساء أول أمس الجمعة بالدار البيضاء، البرنامج العلمي الخاص بالمؤتمر العالمي ال26 للسكان الذي ستحتضنه مراكش ابتداء من اليوم الأحد إلى غاية الثاني من أكتوبر المقبل. وسيعرف هذا المؤتمر، الذي ينظم لأول مرة ببلد عربي وإفريقي بتعاون بين المغرب والاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، مشاركة أزيد من 2500 خبير وأخصائي ديمغرافي قدموا من 114 بلدا لمناقشة التحديات والتحولات الديمغرافية الكبرى التي يشهدها العالم. وأبرز الحليمي، في ندوة صحفية نظمت بالمناسبة، أن "اختيار المغرب لاحتضان هذا المؤتمر، لا يبرر فقط بخصوصياته كبلد مضياف وحداثي ومنفتح على العالم، ولكن أيضا بالمستوى العالي للنظام الإحصائي الوطني المطابق للمعايير الدولية". واعتبر أن هذا المؤتمر يكتسي أهمية خاصة لكونه سيتيح للديموغرافيين والجغرافيين وعلماء الاجتماع والاقتصاديين والمختصين في الصحة العمومية، إلى جانب فاعلين آخرين مهتمين بشؤون السكان، تقديم أحدث الدراسات المتعلقة بقضايا السكان على الصعيد العالمي وأنجع السبل للبحث مستقبلا في مثل هذه القضايا. وأشار الحليمي، في هذا السياق، إلى أن هذا الحدث العالمي سيمكن المغرب من الاستفادة من التجارب والدراسات التي ستعرض خلال أشغال المؤتمر لرفع تحديات المستقبل، خاصة وأن المملكة تواجه في أفق 2030 ثلاثة تحديات رئيسية تهم الشباب والتشغيل، وارتفاع نسبة الشيخوخة التي ستنتقل من 8 في المائة حاليا إلى 16 في المائة سنة 2030 ، وكذا انخفاض عدد الأطفال الذين هم في سن التمدرس. وبخصوص البرنامج العلمي للمؤتمر، أوضح المندوب السامي للتخطيط أنه تمت برمجة 220 جلسة علمية عادية و900 عرض شفوي وعدة ورشات تكوينية واجتماعات موازية ومعارض، إضافة إلى نحو ألف ملصق. وأوضح أنه علاوة على جلستي الافتتاح والاختتام، سيتم تنظيم أربع جلسات عامة من بينها جلستان ستنظمان من قبل الاتحاد الدولي للدراسات العلمية للسكان، وثالثة سينظمها المغرب، ورابعة من تنظيم صندوق الأممالمتحدة للسكان. وتهم المواضيع الرئيسية للبرنامج العلمي العام على الخصوص قضايا الهجرة، والعائلة، والصحة، والشغل، والفقر، وكذا النظريات الديمغرافية. ويتمحور البرنامج العلمي الخاص بالمغرب، حسب الحليمي، حول موضوع "العالم العربي: ملتقى القارات بين الانتقالات الديمغرافية وحركات السكان"، ويشتمل على10 جلسات تهم بالأساس الانتقال الديمغرافي والهجرة والعدالة الاجتماعية وصحة الأمومة. وبالموازاة مع هذه الأنشطة، ستقام معارض متخصصة تضم حوالي أربعين رواقا ستمكن الناشرين ومنظمات البحث والجمعيات العاملة في مجال السكان من عرض منشوراتهم ومنتجاتهم وخدماتهم.