سجل مراقبون وأطر تربوية تنامي ظاهرة الغش في الامتحانات الجهوية للأولى باك، التي اختتمت أمس الثلاثاء، مع تسجيل حالات عنف بعدد من المدن المغربية ضد الأساتذة المراقبين، وتساهل ملحوظ أثناء عملية المراقبة، بعدما شهدت امتحانات الباكالوريا حملة غير مسبوقة للحد من الظاهرة . وتعرضت أستاذة بثانوية ابن رشد بالرباط، لاعتداء من طرف تلميذة ضبطت لديها هاتفا محمولا، كما تعرضت أستاذة أخرى في نفس المؤسسة للتهديد بالاعتداء من طرف تلاميذ، في حالة ما إذا «لم تسمح لهم بالغش»، وتجمهر عدد من التلاميذ بباب قاعة الأساتذة مطالبين الأستاذة بإرجاع الهاتف النقال للتلميذة مما أثار حالة من الخوف والارتباك في صفوف الأساتذة الذين طالبوا الإدارة باستدعاء الأمن لحمايتهم لكم بدون جدوى. وعلمت «التجديد» أن أساتذة يعتزمون توجيه شكاية في الموضوع إلى الجهات المختصة. وفي سياق متصل، استنكرت الأطر التربوية بعدد من مراكز الامتحان بفاس، غياب الحماية الأمنية للأساتذة وتعرض عدد منهم للتهديد من طرف تلاميذ منعوهم من الغش في الامتحان، واعترض تلميذ منعته أستاذة من الغش سبيلها، وظل ينتظرها أمام المؤسسة التعليمية ابن البناء، وتدخل الأساتذة وأطر إدارية لتوفير الحماية للأستاذة، مما دفع التلميذ إلى مغادرة المكان. وفي سياق متصل، وعلاقة بموضوع امتحانات الباكالوريا، اعتبر محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، أن اليوم الثاني من امتحانات الباكالوريا، «كان يوما صعبا على مستوى وزارة التربية الوطنية وعلى مستوى مختلف أجهزة الدولة، لمقاومة شرسة لقضية الغش عن طريق وسائط الاتصال الاجتماعي»، وأفاد الوزير خلال جوابه على أسئلة نواب برلمانيين بمجلس النواب، مساء أول أمس الإثنين، بأن مختلف الأجهزة التي باشرت التحقيق في حالات الغش عبر الفايسبوك، تمكنت من تحديد أول ثانوية تسربت منها نسخة من الامتحان صبيحة اليوم الأول من الامتحانات، وهي ثانوية ابن خلدون بالرباط. وسجل الوفا وجود حالات غش موثقة بمحاضر بيداغوجية وأخرى بمحاضر أمنية، بلغ مجموعها «1390 حالة غش، منها من سيمر عن طريق المجلس التأديبي، أي المعالجة التربوية، ومنها حالات استعمل فيها عنف أو الأساليب الحديثة للغش، هي الآن بيد السلطات القضائية».