قررت اللجنة الوطنية لمتابعة امتحانات الباكالوريا، اعتبار كل أوراق الامتحانات المطابقة لما ورد في شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» لاغية، وحسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية، فإن الوزارة اتخذت هذا القرار بعد الوقوف على ما تم نشره في اليوم الأول من الامتحانات وصبيحة أمس الأربعاء، من تداول لنسخ الامتحانات بالشبكة العنكبوتية. وأفاد بلاغ لوزارة التربية الوطنية بأن اليوم الأول من الامتحانات سجل «ضبط 617 حالة غش على الصعيد الوطني»، وكان عدد حالات الغش المعلنة السنة الماضية في الدورة العادية قرابة407 حالة فقط. وفي سياق متصل، استمرت صفحة الفايسبوك التي نشرت يوم الثلاثاء 12يونيو 2012، مواضيع الامتحانات بعد دقائق من بدايتها، في نشر امتحانات الباكالوريا لصبيحة أمس، وعاينت «التجديد» وضع امتحان مادة الرياضيات بعد 12 دقيقة من انطلاق الامتحان، ليتم بعد دقائق وضع عناصر الإجابة في نفس الصفحة الفايسبوكية، قبل أن يعلن القائمون على الصفحة بعد ساعة تقريبا من وضع عناصر الإجابة، التوقف عن نشر الامتحانات وعناصر الإجابة، وتأسفوا على عدم الإستمرار، وقالوا «القضية حامضة»، بالمقابل ظهرت صفحات أخرى تقوم بنفس العمل، وعاينت «التجديد» نشرها لامتحان مادة الفلسفة مساء أمس الأربعاء، على الساعة الثانية بعد الزوال وخمس دقائق، لتعقبها عناصر الإجابة بعد دقائق. وكشف محمد الوفا وزير التربية الوطنية، بأن المصالح المختصة تحت إشراف رئيس الحكومة تباشر عملية تتبع القائمين على صفحات الفايسبوك التي تنشر نسخ الامتحانات وعناصر الإجابة، وأفاد أن تلك المصالح تسعى إلى ضبط المعطيات ولن يكشف عنها الآن، «والتي تتبع مسطرة قانونية معينة تتطلب وقتا لتحقيق النتائج»، مشيرا إلى أن عملية التحقيق والتتبع «شبيهة بالبحث في قضايا الإرهاب». وفي سياق متصل، أفاد عدد من الأطر التربوية بأن عناصر الإجابة المنشورة بصفحات الفايسبوك تتضمن أخطاء كبيرة جدا، وسجل مراقبون اطلعوا على نسخ من أوراق الامتحانات، إقدام بعض التلاميذ الذي تصلهم عناصر الإجابة عن طريق الهاتف، على كتابة عبارات via iphon أو ما شابهها من العبارات المرافقة للرسائل عبر الهاتف والتي لا علاقة لها بعناصر الإجابة. وعلمت «التجديد» أن تلميذة بثانوية ابن الخطيب بسلا، نزعت لها أستاذة مكلفة بالحراسة حجابها، واضطرت إلى إكمال الامتحان دون غطاء الرأس، وأفاد شهود عيان بأن التلميذة لم يلاحظ عليها أي محاولة للغش، ولم يحرر أي محضر لها بهذا الخصوص، مما أثار استغراب التلاميذ وأطر تربوية أخرى أمام غياب مبرر لنزع غطاء رأس تلميذة محجبة. وحسب ما عاينته «التجديد» واستقته من مراسليها بعدد من المدن المغربية، يتجمع أقارب وأصدقاء عدد من التلاميذ المترشحين لامتحانات الباكالوريا بالقرب من المؤسسات التعليمية، وشوهدوا وهم يهاتفون التلاميذ داخل أقسام الامتحانات، ويقرؤون عليهم عناصر الإجابة، وطالب عدد من الأطر التربوية بتكثيف الحملات الامنية بالتنسيق مع الأكاديميات والنيابات للوقوف على مثل هاته الاختلالات.