نفت الوزارة شائعات تسريب امتحانات الفيزياء خلال اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا في دورتها العادية، وأقرت بأن أحد المترشحين الأحرار بمركز للامتحانات تابع لنيابة الرباط، نشر مادة الفيزياء على شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، بعدما غادر قاعة الامتحان «مستعملا العنف ضد الأساتذة»، و«هرب متسلقا حائط المؤسسة حوالي الثامنة والنصف صباحا». وأكدت الوزارة ان الامتحانات مرت في ظروف إيجابية. وتداولت المواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك، صبيحة أمس الثلاثاء، صورا لامتحانات الباكالوريا لمختلف الشعب التعليمية، تروجها أساسا صفحة بالفايسبوك تحت اسم «FRA9CHii|فراقشي»، حيث وضعت الصور الشمسية لأوراق الامتحانات بالصفحة المذكورة ما بين الثامنة والتاسعة من صبيحة أمس، بينما تحدثت مصادر عن وضعها في حدود الثامنة والربع صباحا، أي بعد ربع ساعة من بداية الامتحان، ويطلب المشرف على الصفحة الفايسبوكية من المرشحين والمرشحات وضع أرقام هواتفهم النقالة من أجل الحصول على عناصر الإجابة بعد دقائق من ولوج قاعات الامتحان. وتتبعت «التجديد» عملية وضع نسخ من امتحانات مساء أمس، حيث تم نشرها بالصفحة الفايسبوكية المذكورة، بعد 25 دقيقة من بداية الامتحان، واتصلت «التجديد» بالرقم الهاتفي الذي وُضع بالصفحة الفايسبوكية، وقال الشخص المُجيب، إنه يرسل «النص الإنشائي» لمادة الإنجليزية لمن أراد من المترشحين، دون أن يفصح عن مقابل ذلك وأغلق الخط الهاتفي، وبعد تجديد الاتصال به بدأ بقراءة عناصر الأجوبة عبر الهاتف. وفي تعليق قال محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، «يصعب ضبط كل الحالات، والإمكانيات المالية لا تسمح بتوفير أجهزة التشويش على الهواتف النقالة». وأكد الوفا في تصريح ل«التجديد»، «أن المراقبين بمختلف المراكز يسهرون على حسن سير الامتحانات، وهناك حالات نادرة لاستعمال الهواتف يتم التعامل معها بكل حزم. واستقبلت مراكز الامتحانات بمختلف المدن المغربية، صبيحة أمس الثلاثاء، 451 ألف و953 مرشحا ومرشحة من مختلف الشعب التعليمية، وعلمت «التجديد» من مصادر متعددة، بمختلف المدن المغربية، بأن الإجراءات المعتمدة لتعزيز آليات ضبط كيفيات إجراء امتحانات شهادة البكالوريا، خلفت نتائج حسنة، وشكل هاجس الإقصاء من الامتحانات، حافزا لتخلص التلاميذ من هواتفهم النقالة. وهي الإجراءات التي تسعى الوزارة من خلالها إلى «تعزيز مصداقية شهادة الباكالوريا والرفع من قيمتها على المستويين الوطني والدولي». واستقت «التجديد» تصريحات نواب إقليميين لوزارة التربية الوطنية ومسؤولين بعدد من الأكاديميات وأطر تربوية، بمختلف جهات المملكة، أجمعوا على انخفاض كبير في حالات الغش المسجلة، بفعل الإجراءات الزجرية المعتمدة هذه السنة، وكذا بالنظر للحملات التحسيسية التي صاحبت هذه السنة، الاستعداد للامتحانات، وأفاد أحد المسؤولين بأن اللجوء إلى المراقبة القبلية قبل ولوج قاعة الامتحان ساهم بشكل كبير في ضبط حالات الغش، ولجأ عدد من مراكز الامتحانات وفق ما نقله مراسلوا «التجديد» بمختلف المدن المغربية، منها مراكش وتيزنيت وفاس، إلى تعليق لافتات توضح قرار منع الوزارة إدخال جميع الأجهزة الإلكترونية إلى قاعة الامتحان، بينما لجأت مراكز أخرى إلى إنشاء مركز لاستقبال الهواتف والأجهزة الالكترونية للتلاميذ، الذين يُحتمل عدم علمهم بالقرار. يُذكر أن وزارة التربية الوطنية أصدرت وزارة التربية الوطنية قرارا بتاريخ 31 ماي 2012 يتعلق بمنع المرشحات والمرشحين، إحضار الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول بكل أشكاله أو اللوحة الإلكترونية وكل ما يرتبط بها من معدات، أو أي وسيلة أخرى من وسائل قد تستعمل في عملية الغش، سواء داخل فضاء مركز الامتحان أو قاعات إجراء الاختبارات. وينص هذا القرار على تفعيل أحكام الظهير الشريف رقم 1.58.060 الصادر بتاريخ 25 يونيو 1985 في شأن زجر الغش والخداع في المباريات العمومية، وذلك في حق كل مرشحة أو مرشح ضبطت بحوزته وسائل الغش والخداع المذكورة.