وجه رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري رسالة استغاثة من القدسالمحتلة في ذكرى النكسة الخامسة والأربعين للعرب والمسلمين لإنقاذها من التهويد من قبل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية ومن سياسة التهميش والإهمال من قبل الأنظمة العربية والإسلامية الحاكمة. وقال صبري في تصريح ل"فلسطين": إن القدس اليوم في ذكرى النكسة حزينة، وتزداد حزناً من محاولات التهويد التي تجري ليل نهار، وتطال البشر والشجر والحجر، في محاولات غير مسبوقة، تسابق الزمن لفرض واقع جديد على المدينة المقدسة، وبالذات في المسجد الأقصى والبلدة القديمة التي تضم المقدسات الإسلامية والمسيحية". وأضاف: "وفي هذه الذكرى الأليمة يرفع أهل القدسوفلسطين صوتهم عالياً لإنقاذ المدينة من الاحتلال والتهويد، ودعم مؤسسات القدس في مجالات الصحة والتعليم والإسكان". وأشار إلى أن الاحتلال حول المدينة المقدسة إلى مدينة جذب لليهود المتطرفين للسكن فيها، مقابل قيامه بطرد المقدسيين من المدينة من خلال سحب هوياتهم، وبناء الجدار العنصري الذي عزل أكثر من 125 ألف مواطن عن المدينة، وأصبحوا خارجها في ليلة وضحاها. وتابع: "عايشت ذكرى النكسة، وكنت وقتها متواجداً في المسجد الأقصى، ولم نكن نتوقع احتلال المدينة والمسجد الأقصى ودخول وزير الجيش آنذاك موشيه ديان المسجد الأقصى..، لقد كان دخوله غير متوقعاً وطلب الاجتماع مع إدارة الأوقاف الإسلامية، لمعرفة كيفية سير عمل الأوقاف في المدينة المقدسة وداخل المسجد الأقصى". وأضاف: "لم نكن قادرين على منعه من دخول المسجد الأقصى". وأردف صبري: "منذ ذلك الوقت والمدينة تضيع من المسلمين، فبعد قرابة العامين (21-8-1969) أحرق المسجد الأقصى، واليوم تختلف صور حرقه؛ فالنيران كانت سابقاً الوسيلة لاستهدافه، أما اليوم فالحفريات من أسفله من خلال الأنفاق تهدد وجوده، وخطر الإزالة أصبح وارداً لإقامة هيكلهم المزعوم، وما دخولهم بشكل يومي لأداء طقوسهم الدينية في الجهة الشرقية من ساحات المسجد الأقصى، ورفع العلم الاسرائيلي على أحد أبوابه مؤخراً، واقتحام ساحاته من قبل جنود يرتدون لباس الجيش إلا خطوات تسبق التقسيم والإزالة، إذا لم تنتفض الشعوب والأنظمة لتحرير القدس والمسجد الأقصى". وعبر مفتي القدس والديار الفلسطينية السابق عن أسفه لعدم ترجمة العرب قرارات إنقاذ القدس والأقصى على الأرض وقال: "للأسف العرب في مؤتمراتهم يقررون على الورق المساعدات للمدينة المقدسة، بينما الحكومة الإسرائيلية تقرر على الواقع من خلال دعم الجمعيات الاستيطانية في تهويد أحياء المدينة وبناء الكنس داخل البلدة القديمة المحيطة بالمسجد الأقصى والتي تقع على تماس مباشر مع السور المحيط بالمسجد وساحاته، إضافة إلى زيارات لمسئولين رسميين في الحكومة الإسرائيلية في رسالة مفادها أن ما يجري من اقتحامات للمسجد تدعمها الدولة العبرية، باعتبار أن القدس عاصمتهم حسب زعمهم، وفي المقابل نشاهد صمتاً مرعباً تجاه هذه الانتهاكات".