اعتبر المفكر القطري جاسم سلطان، أن الاجتهادات والمواقف التي تبنتها مختلف التيارات السياسية بعد الربيع العربي جاءت نتيجة لتبني سياسة الخضوع للأمر الواقع وليس نتيجة لأفكار واجتهادات العلماء والمفكرين. وقال جاسم سلطان خلال المحاضرة التي ألقاها بعنوان "قانون التحدي والاستجابة والوسيلة الذهبية "، ضمن الملتقى التكويني السنوي الرابع عشر، للمركز المغربي لتنمية الكفاءات "نماء"، نهاية الأسبوع الماضي، "إن الفاعلين في المجتمع ليسوا مطالبين بالاهتمام بالنتائج التي ستؤول إليها الأوضاع، بقدر ما يجب الاهتمام بالإشكاليات التي تواجههم وتحول بينهم وبين الوصول إلى أهدافهم". من جهة أخرى، أكد أمال بنيس، رئيس المركز المغربي لتنمية الكفاءات، على أهمية الموضوع المطروح خلال هذه الدورة وهو النهضة.. المنطلقات والتحديات"، واعتبر خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن "موضوع النهضة قديم في عمقه وجديد من ناحية منهجية طرحه"، وأكد المتحدث أن النهضة لا يمكن أن تقوم إلا من خلال التعاون والتشارك بين جميع المؤسسات والهيئات الفاعلة في المجتمع. وتخلل الملتقى تقديم منجزات مركز نماء، كما قدم سكو قرطيط، محاضرة تفاعلية حول سؤال النهضة من الفلسفة إلى المفهوم، تناول فيها إشكالية تعريف النهضة والأسئلة المرتبطة بها وتطور هذا المفهوم عبر التاريخ، ويرى المتحدث أن مفهوم النهضة ارتبط بالأدبيات الغربية بعصر التجديد الأدبي والفني والديني في أوربا. من جهة أخرى، اعتبرادريس البوزيدي أن مصطلح النهضة لم يتم تداوله في الأوساط الثقافية إلا في منتصف القرن التاسع عشر لتوصيف الحالة التي عاشتها أوربا ما بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر من تحولات فكرية وثقافية وسياسية أدت الى الثورة على الكنيسة وتقديس العلم، واعتبر أن ماعاشته أوربا ما قبل هذه الفترة هو عصر ظلمات بالنسبة لها وعصر نهضة وتطور بالنسبة للعالم الاسلامي، وأكد البوزيدي أن "النهضة هي الوعي بالنهضة"، وأنها لا تتم إلا بإدراك أن "تغيير ما في الأعيان لا يتم إلا بتغيير ما في الأذهان".