اختتمت يوم الإثنين 21 ماي 2012 بتازة الأيام التواصلية المنظمة من طرف حركة التوحيد والإصلاح تحت شعار "صحوة راشد ونهضة رائدة" والممتدة من 11الى 20 ماي بأمسية فنية شارك فيها الفنان المراكشي مسرور قدم خلالها لوحات فنية نالت إعجاب الجمهور الحاضر وانتزعت تصفيقاته كما هتف الجمهور الحاضر باسمه مرات عديدة وقد تضمنت لوحات فنية ساخرة تتحدث عن ظروف السجون المغربية وانتقادات لبعض البرامج التلفزية، وتطرق إلى موضوع الرشوة والفقر وتشبث المغاربة بالإسلام رغم محاولات الاستعمار زعزة عقيدة المغاربة لم يزدهم ذلك إلا تمسكا بدينهم. وساهم في تنشيط الأمسية براعم جمعية الرسالة بوصلات فنية تمجد الرسول صلى الله عليه وسلم وأخرى تتغنى بالوطن. وشهدت الأيام التواصلية جولات دعوية في المقاهي والشارع شارك فيها أعضاء الحركة بكثافة تم فيها التواصل مع المواطنين والمواطنات ووزعت خلالها مطويات تبين خطورة الأمراض المنتنقلة جنسيا وتبين أهمية العفة وأخرى تبرز خطورة التدخين على صحة الإنسان وماله. ولقيت هذه المبادرة استحسانا من المواطنين والمواطنات. وأكد الدكتور عبد الرحمن البوكلي، خلال محاضرة نظمتها حركة التوحيد والإصلاح بتازة يوم السبت 19ماي2012 بقاعة ميموزا في إطار فعاليات أيامها التواصلية، (أكد) على أن تجديد الخطاب الدعوي أصبح ضرورة حتمية مذكرا بأهمية وظيفة الدعوة إلى الله وفي سبيل الله، مبينا ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر إلاهي: ( يأيها المدثر قم فانذر ) و( وجاهد به جهادا كبيرا ) و(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) لتستمر مسؤولية الدعوة على عاتق العلماء والدعاة وكل فرد من هذه الأمة مستنيرا بالحديث الشريف(بلغوا عني ولو آية)، يضيف المحاضر. وأوضح البوكيلي أن الحديث عن خطاب دعوي جديد متجدد أملته مبررات منها التجدد من حيث هو سنة كونية والتغيرات الكبرى التي يشهدها العالم من حولنا وتقلص العولمة وامتداد الخصوصيات القطرية وازدياد حنق العلمانين وحقدهم واستغلالهم لكل النعرات والقضايا التي تمزق الأمة للكيد ضد الإسلام. وأبرز المتحدث معالم هذا الخطاب الجديد المتجدد على مستوى العملية التي تجمع بين الرواية والدراية والخطاب الذي يثبت الكليات وأمهات القضايا، سواء في العقائد أو العبادات أو الأخلاق أو المعاملات، مبينا الهدف من هذا الدين على أنه هو السعادة في الدنيا والآخرة ومؤكدا على خطاب مواكب للمستجدات وأحداث الواقع والاحتياجات الآنية. وعلى المستوى الشكلي، أكد المحاضر على أهمية خطاب الهندام والشكل والوضوح والقصد في الخطاب والتنوع والتجدد من حيث الوسائل والآليات والتركيز على الجوانب العملية في الخطاب. واعتبر الدكتور عبدالعالي حامي الدين في مداخلة له أن الملك مؤهل للنظام الديموقراطي على غيره في المغرب، على عكس كثير من التوجهات السياسية التي تمارس الإقصاء على بعضها البعض. وتساءل عمن يكون مؤهلا للنظام الديمقراطي إذا لم يكن الملك. وتناول حامي الدين في مداخلته الحريات العامة في الدستور التي قسمها إلى ثلاثة محاور وهي: "الحريات والحقوق في الدستور" و"هيآت حماية الدستور" و"الواقع والإشكالات التي تعترض تطبيق الدستور". وأشار حامي الدين إلى أن الدستور المغربي شبيه في صياغته المنهجية بالتقسيم المتعارف عليه دوليا وإن لم يشر إلى ذلك. وتطرق المحاضر إلى حق المساواة بين الرجل والمرأة وحق المناصفة، وفي هذا الباب نبه إلى أن الدستور المغربي ينص على سعي الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء" بشكل تدريجي وأعطى المثال بالنموذج الفرنسي الذي قطع أشواطا في المناصفة من خلال تطبيق هذا الحق في تشكيل حكومة هولاند. وعن واقع الحريات العامة في المغرب أكد حامي الدين على أن الحقوق تحترم من خلال تحمل الدولة لمسؤوليتها في عدم خرق الدستور خصوصا ما يتعلق بواقع السجون الذي لا تحترم في الحقوق الدنيا لمعاملة السجناء، وعدم تفريق الوقفات السلمية بعنف وعدم اقتحام المنازل إلا بأمر قضائي، وتحمل المواطنين مسؤولياتهم من خلال عدم عرقلة المرفق العمومي.