ما تزال تداعيات حادث الاعتداء على طلبة جامعة سطات من قبل مخمورين يتحرشون بطالبات الحي الجامعي مستمرة، فقد خاض الطلبة إلى جانب متضامنين من كلية متعددة التخصصات بخريبكة وقفة احتجاجية أمام رئاسة جامعة الحسن الأول يوم الثلاثاء 15 ماي 2012، استنكروا فيها "الانفلات الأمني" وعدم تدخل الجهات المعنية من أجل حماية الحرم الجامعي والطلبة، في ظل الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها الحي الجامعي الواقع في مدخل المدينة على الطريق الرئيسية التي تربط بمدينة الدارالبيضاء، وعبروا عن تنديدهم من صدور مذكرة اعتقال في حق سبعة طلبة مناضلين بدل اعتقال المتورطين في جرائم الاعتداء على الطلبة. وتعود تفاصيل الأحداث إلى ليلة الجمعة الماضية، عندما توقفت سيارتين يركبها مخمورون أمام مدخل الحي الجامعي تحت أنظار الطلبة ورجال الأمن، وقاموا باستفزاز الطالبات وعرضوا عليهن مبالغ مالية من أجل مرافقتهم، الأمر الذي دفع الطلبة إلى التعبير عن غضبهم وحاصروا السيارتين، وأفاد مصدر طلابي، أن عناصر الأمن تماطلت في اعتقال المشتبه بهم حيث لم يتم اعتقال راكبي السيارتين حتى حدود يوم أمس. بعد ذلك وأمام أنظار رجال الأمن، فوجئ الطلبة بقدوم سيارة بسرعة جنونية في اتجاه حلقية طلابية بعد اجتيازها حاجزين أمنيين الأول بمدخل المدينة والثاني قرب الحي الجامعي، وقامت بدهس الطلبة مخلفة خمس إصابات متفاوتة الخطورة. واحتجاجا على تماطل عناصر الأمن واستنكارا لعدم تدخلهم لإيقاف السيارة التي دهست الطلبة، نظم مئات الطلبة مسيرة احتجاجية في اتجاه ولاية الأمن التي تبعد حوالي 3 كلم عن الحي الجامعي، وأفاد مصدر طلابي، أن الطلبة فوجؤوا مجددا بعودة السيارة يحمل ركابها الأربعة سيوفا وأسلحة بيضاء وزجاجات خمر فارغة محاولين تفريق المسيرة، مما خلف رعبا في صفوف الطلبة وإصابة طالبتين بالزجاجات التي رمى بها الركاب وحصلت إغماءات كثيرة. رغم ذلك، أفاد شهود، أن الطلبة واصلوا مسيرتهم في اتجاه الولاية بعد نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بسطات، وأكد مصدر، أن المرضى والمصابين الذين يتلقون العلاجات بقسم المستعجلات فوجؤوا بهجوم ثلاثة من راكبي السيارة مخمورين، وأطلقوا كلب "بيتبول" على الطلبة المصابين، قبل أن تتدخل عناصر الأمن مشهرة مسدساتها، وتمكنت من إلقاء القبض على اثنين من المشتبه بهم ونقل آخر لتلقي العلاجات بسبب إصابته بجروح. منظمة التجديد الطلابي بفرع سطات، أصدرت بيانا تكذب فيه ما نشر في بعض المنابر الإعلامية، من قيام الطلبة بالاعتداء على أصحاب السيارات وعرقلة المرور وتنظيم دوريات مخالفة للقانون، والرشق بالحجارة .. وقال البيان، إن الواقع يكذب كل الافتراءات بدليل أن الأمن كان حاضرا منذ البداية، حيث لم يتم الاعتداء على أي كان، مضيفا أن الطلبة القاطنين بالحي الجامعي نظموا وقفة احتجاجية سلمية أمام أعين مسؤولي الأمن احتجاجا على التحرشات الجنسية ضد الطالبات، والاعتداءات الجسدية اليومية من قبل غرباء مخمورين مسلحين بهراوات وأسلحة بيضاء وكلاب بيتبول. وفي بيان صدر عن اللجنة التنفيذية للمنظمة قبل الحادث، دعت المنظمة إلى احترام حرمة الجامعة ونبذ ثقافة العنف والإقصاء من جهة، وحمايتها من ثقافة الميوعة وتفعيل دورها في إنتاج المعرفة والنخب. وأكد محمد لبراهمي رئيس المنظمة في اتصال ل"التجديد" على ضرورة أن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم في الدفاع عن الحرم الجامعي والقيم الصادرة عنه، والمتمثلة أساسا في قيم طلب العلم، وقال المتحدث، إن الجامعة وفضاءاتها ومرافقها هي مكان للتحصيل العملي ومكان للتخريج وليس مكان للأنشطة التي تتعارض مع رسالة الجامعة، وفضاء يأتي إليه الباحثون عن المتعة، مشيرا أن الجامعة ومرافقها أصبحت تعاني باستمرار من حالات الانفلات التي لم تلقى تجاوبا وتدخلا مسؤولا، واستنكر لبراهمي، إقدام السلطات على إصدار مذكرة اعتقال في حق الطلبة المناضلين الذين لم يطالبوا سوى بحقهم في الأمن وفي توفير الأجواء الملائمة لطلب العلم والتحصيل المعرفي.