أتى حريق شب صباح أمس الخميس 10 مايو 2012 على أكثر من 200 محل تجاري بسوق عشوائي بمراكش، مخلفا خسائر مادية جسيمة سيما في محلات لبيع الخضر والملابس، فيما لم يخلف لحسن الحظ اي أضرار بشرية. واستطاعت رجال الوقاية المدنية أن تتدخل في وقت قياسي لإطفاء الحريق الذي اندلع حوالي الساعة 3 والنصف صباحا بسوق حي دوار ايزيكي، وحالت دون انتقال النار إلى باقي الدكاكين. واستنفر الحادث السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة حيث حضر محمد امهيدية والي الجهة والمنصوري عمدة مراكش وبن عبد الله رئيس مقاطعة المنارة وبرلمانيون ومستشارون جماعيون، إضافة إلى عدد من قوات الأمن والقوات المساعدة. وعلمت "التجديد"أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا في الحادث، في الوقت الذي يروج بين السكان أن الحريق نتج عن شمعة تركت مشتعلة خلال الليل، في حين سمع دوي انفجارات قنينات غاز صغيرة وصل إليها الحريق قبل قدوم رجال الوقاية المدنية، مما خلف حالة من الذعر وسط السكان. وأرجع الحادث الحديث عن السوق الرئيسي الذي برمج بناؤه قبل أكثر من 10 سنوات، ولم يكتمل بسبب خلافات بين الجمعيات المسيرة وصلت إلى القضاء، في حين انتشر السوق العشوائي بجانبه في كل الاتجاهات ليحتل أماكن جديدة في الطرقات والشوارع والأزقة. وعاينت "التجديد" أمس الخميس عمليات هدم لأجزاء من السوق الجديد بنيت حديثا، مما يظهر حالة التخبط في استكمال بناء هذا السوق حسب مستشارين جماعيين. وأصبح محيط السوق الذي تشرف عليه مؤسسة العمران في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبارة عن مكان لطرح المتلاشيات والأزبال ومربطا للبهائم. وقالت مصادر من المجلس الجماعي في تصريح ل "التجديد" إن عملية الهدم تأتي في إطار تطبيق تصميم جديد ليستفيد أكبر عدد من التجار وحل الخلاف بين الجمعيات المسيرة، في حين طالب المستشارون الجماعيون أنفسهم بضرورة إيجاد حل عاجل وصارم لتوفير مكان مناسب للتجار لممارسة مهتنهم، ولإنقاذ الحي من التشوه العمراني الذي يعرفه، ورفع الضيم عن الساكنة التي أعيتها الشكاوى واستسلمت لواقع الحال وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.