يراقب الرأسمال الخليجي والأبناك الإسلامية المتمركزة في الرياض والمنامة والدوحة ودبي قضية البنك الإسلامي في المغرب باهتمام كبير، وعلمت «التجديد» أن عددا من البنوك الإسلامية التي تتمركز في المركز المالي للمنامة، الذي يعد أكبر مركز مالي في منطقة الشرق الأوسط وتستوطنه 415 مصرفا ومؤسسة مالية، مهتمة بالعرض المغربي والإستثمار بالطرق الإسلامية المستندة لروح الشريعة الإسلامية وأخلاق المعاملات المالية المستمدة من الفقه الإسلامي. في هذا الصدد أكد عارف صالح خميس، وكيل وزارة المالية في البحرين في حوار مع» التجديد»بالمنامة، أن الفاعلين الخليجيين «يترقبون الاعتراف الرسمي بتأسيس بنوك إسلامية بالمغرب»، مشددا على «إمكانية إطلاق تعاون مغربي خليجي استراتيجي على أساس التمويلات الإسلامية»، واستغرب خميس التأخر الحاصل في تنزيل صيغ التمويل الإسلامي في المغرب، بالنظر إلى نجاعة التمويل الإسلامي في معالجة عدد من معضلات التنمية، وكذا لملائمتها لهوية وقيم المسلم وكذا لنجاعة سياساتها التمويلية والاستثمارية» وفي السياق ذاته أكد مسؤولو أربعة بنوك سعودية تشتغل وفق منظومة المصرفية الإسلامية، أثناء استقبالهم وفد عن المركز المغربي لإنعاش الصادرات، عن اهتمامهم بما يجري في المغرب من نقاش حول التمويلات الإسلامية، في هذا الصدد اعتبر مسؤولو كل من بنك « الراجحي»، المملوك رأسماله لعائلة الراجحي، والذي يعد أكبر البنوك السعودية، ومدير بنك «الأهلي السعودي» وبنكي «بلادي» و«انترنشيونال بنك سعودي» عن اهتمامهم بالسوق المالي المغربي. وأجمع مسؤولي البنوك السعودية المشتغلة منذ عقود بالصيغ الإسلامية، عن استعدادها الاستثمار في المغرب من منظور التمويلات الإسلامية. وتوجد في قلب المنامة مقرات 16 بنكا إسلاميا، 3 شركات استثمارية إسلامية، 3 شركات للتأمين التعاوني والتكافلي، ووفق بيانات 2011، تبلغ موجودات المصارف الإسلامية البحرينية 25 مليار دولار، يستثمر 47,9 منها في السوق المحلي 52,1 خارج البحرين. وأكد خميس «أتمنى من المغاربة الإنطلاق مما انتهت إليه التجارب المالية الإسلامية الأخرى، منها التجربة البحرينية والماليزية» مبرزا أن «هناك تنافس كبير لاقتناص الاستثمارات الخارجية لدول الخليج العربي، مشيرا إلى تركيا والهند»، وأضاف خميس «البنك المركزي الهندي بصدد إصدار قرار للترخيص للبنك الإسلامي في البلاد التي يتجاوز عدد سكانها المليار، وهو ما سيجعل التنافس محتدما»وشدد خميس» على أن تأسيس المصرفية الإسلامية أمر استراتيجي لأي بلد يبتغي جلب الاستثمارات الخليجية، أزيد من 340 مليار دولار، التي تبحث عن أسواق وفرص»وتمنى خميس أن لا يطول التأخر الحاصل في المغرب» منبها إلى أن الحكومة الجديدة التي يترأسها عبد الإله بنكيران « تمتلك كل الإمكانات لتسريع المسار» مشيرا إلى الارتياح الذي « عم الخليج العربي سياسيا واقتصاديا.