حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من تزايد ظاهرة العداء للإسلام (الإسلاموفوبيا) في بعض الدول الأوروبية واستخدامها مادة للمزايدة كما يحدث في فرنسا، كما حذرت منظمة العفو الدولية من الأمر نفسه. وأكد أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن ظاهرة العداء للإسلام آخذة في التصاعد في بعض الدول الأوروبية، محذرا من صعود اليمين المتطرف في الانتخابات، بالدول التي اتهمتها منظمة العفو الدولية بأنها لا تبذل جهودا كافية لمكافحة التمييز ضد المسلمين، بل إنها تشجعه في بعض الأحيان. وأوضح أن ظاهرة الإسلاموفوبيا دخلت بالفعل مرحلتها الثالثة، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى تمثلت في استغلال حرية التعبير للإساءة إلى الإسلام كما حدث في الرسوم الكاريكاتورية، أما الثانية فتمثلت في مأسسة العداء للمسلمين، كما جرى في الاستفتاء الشعبي الذي شهدته سويسرا وأسفر عن قرار منع بناء المآذن. وشدد على مسؤولية الجانبين في العلاقات المتوترة بينهما، حيث قدمت ممارسات المتطرفين في العالم الإسلامي «صورة خاطئة عن الإسلام»، في المقابل تجسد التطرف الغربي في إنكار قيم الإسلام السمحة مع التركيز على المظاهر التي يقدمها المتشددون من الجانب المسلم. وتزامن بيان المنظمة، مع صدور تقرير لمنظمة العفو الدولية أكدت فيه ازدياد حالة العداء التي تواجهها الأقليات المسلمة في أوروبا، وأشارت أن حالة العداء تزداد من خلال منع ارتداء النقاب، واستثناء المسلمين في التوظيف، بالإضافة إلى حظر بناء المساجد، فضلا عن التشريعات الداخلية التي تستهدف التضييق على المسلمين. وحذرت المنظمة، من تصاعد اليمين المتطرف الأوروبي عبر الانتخابات، الأمر الذي تجلى في النتيجة التاريخية التي سجلها اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تنتظر بدء دورتها الثانية في السادس من ماي الجاري. وكانت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف قد حصلت على نتيجة تاريخية ب17,9 % في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية دفعت بساركوزي إلى توجيه خطابه أكثر نحو اليمين قبل الدورة الثانية من الاقتراع، ويتوقع المراقبون أن يحشد مسلمو فرنسا، أكبر جالية مسلمة في أوروبا، أصواتهم للإطاحة بساركوزي في الإعادة، عقابا له على لهجته المعادية للمهاجرين العرب وللدين الإسلامي. وقال «فرنسوا لورسيري» أحد علماء الاجتماع «لم يعد بمقدور مسلمي فرنسا أن يتحملوا أكثر من ذلك، فقد سئموا من تلك النقاشات الدائرة بشأن الهوية القومية أو اللحم الحلال أو النقاب أو الأصولية في كل مكان، كما أن مصطلحات «الإسلام والهجرة والأصولية» تستخدم بشكل متبادل دون اهتمام بمشاعر الفرنسيين وذلك من أناس مستهدفين ومتهجمين ومستغلين في الانتخابات»، وفقا لصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية. جدير بالذكر أن المسلمين يشكلون نحو 10 % من إجمالي تعداد السكان في فرنسا.