اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي        حداد وطني بفرنسا تضامنا مع ضحايا إعصار "شيدو"    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    توقيف شخص بالبيضاء بشبهة ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار        إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير    ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء وفاعلون يقيمون ال100 يوم من عمل الحكومة
نشر في التجديد يوم 13 - 04 - 2012

أجمع الخبراء والفاعلون الذين استقت «التجديد» آرائهم حول أداء الحكومة في أول مائة يوم من عمرها، على صعوبة إجراء هذا التقييم، أرجع بعضهم الأسباب إلى قصر المدة فيما شدد آخرون على ضرورة أخد طبيعة المرحلة وإكراهاتها بعين الإعتبار. ورغم ذلك فقد أكد هؤلاء أن حكومة صناديق الإقتراع استطاعت تبديد الكثير من المخاوف ونجحت في تسجيل اختراقات معتبرة في جل المجالات. وذهب البعض من هؤلاء إلى تسجيل إنجازات غير مسبوقة لحكومة عبد الاله ابن كيران. ولم يكتف هؤلاء الخبراء والفاعلون من تسجيل أهم المنجزات بل سجلوا انتقادات ورسائل تروم تقويم التجربة وتقويتها.
عبد المالك زعزاع: نائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان
الحصيلة إيجابية وننتظر المزيد لحماية حقوق الإنسان بالمغرب
بطبيعة الحال هناك عدة أمور إيجابية فيما يهم الجانب الحقوقي تجلى أساسا في إحالة بعض ملفات الفساد، وكذا بعض الأشخاص على القضاء في إطار حماية المال العام، كما يحسب للحكومة خلال 100 يوم هذه مصادقة المغرب على الإتفاقية المتعلقة بحماية المواطنين ضد الاختفاء القسري، والتي طالما شكلت مطلبا للأسرة الحقوقية المغربية، كما يسجل لصالح الحكومة الإفراج عن بعض المعتقلين المحاكمين على خلفية ما سمي بقانون مكافحة الإرهاب، وبالمقابل نسجل استمرار استعمال الشطط في السلطة في مواجهة التظاهر السلمي ويحضر هنا كمثال ما حدث في تازة وبوعياش وما يتعرض له المعطلون، وأشير بهذا الصدد إلى أن ثلاثة أشهر من عمل الحكومة غير كافية من أجل تقييم شامل لعمل الحكومة.
كما نسجل عدم حصول أي تقدم في ما يرتبط بوضعية السجون المغربية وخاصة فيما يتعلق بالمعتقلين في قضايا ما يسمى بملف الإرهاب، وهي مناسبة لنقول إننا ننتظر المزيد من الآليات لحماية حقوق الإنسان بالمغرب، كما نتطلع إلى إكمال مسار الإفراج عن المعتقلين المشار إليهم سابقا خاصة من لم يتورطو منهم في جرائم الدم أو المال ومن لم تتوفر شروط المحاكمة العادلة واحترام القانون في اعتقالهم ومحاكمتهم.
......
عبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات
التوجه الحكومي يمتلك إرادة في تفعيل ما صرح به البرنامج الحكومي
حاولت الحكومة بمجرد تنصيبها العمل على ضخ دينامية جديدة في السياسة الخارجية للبلاد، تجلت بالخصوص في تصريحات وزير الخارجية والتعاون، بأن هناك توجها جديدا سيطبع عمل الحكومة يهتم بالأساس بقضايا بناء الإتحاد المغاربي والتوجه شرقا نحو قضايا الأمة العربية والإسلامية، والإهتمام أكثر بالبعد الإفريقي في العلاقات الدولية للمغرب، كل ذلك في ضمان استمرار تعهدات السياسة الخارجية للبلاد والوفاء بالتزاماتها مع الغرب خصوصا الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وإن اختبار هذا التوجه خلال 100 يوم الأولى يتجلى على المستوى السياسي في الجولة 9 للمفاوضات غير الرسمية بين المغرب و»البوليزاريو»، واستمرار الأزمة في سورية، بالإضافة إلى زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي، وزيارة كاتبة الدولة في الخارجية هلاري كلنتون للمغرب، وتطور الأوضاع في مالي.
هذه الأحداث تبرز بجلاء أن التوجه الحكومي يمتلك إرادة في تفعيل ما صرح به البرنامج الحكومي، وتظهر أن المقاربة السائدة تعبر على نوع من الإستمرارية في التعاطي مع البعد الدولي للبلاد.
وبالنظر إلى عدم استطاعة الحكومة إحراز تقدم بخصوص ملف الصحراء على الرغم من وجود الإرادة، وملف التقارب المغربي الجزائري، من أجل الوصول إلى تفعيل الإتحاد المغاربي، وبالنظر إلى تعاطيها بواقعية مع الملف السوري من خلال الموقف من نظام بشار الأسد، بالنظر لعضوية المملكة في مجلس الأمن وتورطها في واجهة المبادرة العربية لحل الأزمة بسوريا، وبالنظر إلى تسجيل التعاطي الإنساني بتعليمات ملكية مع أزمة الطوارق في مالي عن طريق «دبلوماسية المساعدات»، يظهر أن الدبلوماسية المغربية على صعيد العمل الحكومي لا تمتلك هامشا جديدا للتحرك خارج الإطار التقليدي لثوابت السياسة الخارجية المغربية، وهو ما يتجلى في الإستمرارية على مستوى تنفيذ السياسة الخارجية للبلاد. وعموما لم نلاحظ لحد الآن سياسة خارجية تعتمد دبلوماسية هجومية، كالتميز في الموقف بخصوص بعض القضايا المستجدة.
يبقى المعول في انتظار نتائج ملموسة، وهي في الواقع تحتاج وقتا أطول، كما تحتاج تجاوب أطراف أخرى خارجية لتفعيلها، على الحركية والدينامية التواصلية والزيارات العديدة التي قام بها وزير الخارجية والتعاون إلى العديد من الأقطار العربية والدولية، والتي لا يمكن تقييمها إلا بما سيعلن عنه في القادم من الأيام حول حصيلة الحكومة في جلب الإستثمارات الدولية وفي تحقيق الدعم والتأييد للقضايا الحيوية للبلاد.
.......
محمد المسكاوي، عضو السكرتارية الوطنية للشبكة المغربية لحماية المال العام
لست من أنصار فكرة 100 يوم لتقييم عمل الحكومة خاصة في بلدان كالمغرب
في البداية اسمحوا لي فأنا شخصيا لست من أنصار فكرة 100 يوم لتقييم عمل الحكومة خاصة في بلدان كالمغرب وفي هاته المرحلة الإستثنائية التي يعيشها وتعيشها معه الحكومة، فالبرنامج الحكومي استغرق حوالي شهر وقانون المالية سيستغرق قرابة الشهرين وبالتالي هل سأحاسب حكومة مازالت تتعقب أدوات عملها هذا من جهة، بالإضافة إلى إرث عقود من الفساد المنظم والممنهج.
من جهة ثانية البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الحكومة لنيل الثقة من البرلمان شدد على ضرورة الحكامة ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة حيث أن هذه الأفكار كانت محور البرنامج برمته، وفيما يخص محاربة الفاسد الإقتصادي فأهم الخطوات تبقى الإعلان عن لوائح المستفيدين مع التذكير بتساؤلنا ماذا بعد الكشف وكذلك الوعود المقدمة من أجل كشف باقي لوائح المستفيدين من رخص الصيد، دون أن نلمس نفس الرغبة عند الوزراء الآخرين من خارج العدالة والتنمية لكنها تبقى خطوة مهمة في اتجاه تفعيل البرنامج الحكومي.
وأقول إن نجاح الحكومة في محاربة الفساد يبقى مرتبط بضرورة توفر الإرادة السياسة لذالك وإحالة كافة الملفات إلى العدالة، ثم جعل سنة 2012 سنة إصلاح الترسانة القانونية الخاصة بحماية الثرواث الوطنية والمال العام.
......
عبد الوهاب الرامي، أستاذ وباحث بالمعهد العالي للإعلام والإتصال
أهم إنجاز يمكن الحديث عنه هو جر الإعلام العمومي إلى حقل اختصاصات وزارة الإتصال
لا بد من التذكير أن وزير الإتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الحالية قد سارع إلى تسلم مقاليد وزارته في نفس اليوم الذي عينت فيه الحكومة. ويؤشر هذا على أن الوزير الجديد كان يستشعر أهمية الوقت في تدبير الملفات الكبرى المرتبطة بقطاعه. وسيبرهن في ما بعد على أنه لم يتلكأ في عقد لقاءات للتأمل والتشاور والتنفيذ على مستويات عدة أهم ما يستشف منها، مقارنة بوتيرة عمل الحكومات السابقة، أنها ذات طبيعة ماراطونية استشرافية.
ولعل أهم إنجاز يمكن الحديث عنه هو جر الإعلام العمومي إلى حقل اختصاصات وزارة الإتصال، وبناءا على ذلك، إعادة النظر في دفاتر تحملات الإعلام العمومي لكي تطابق مقتضيات الدستور. وأنا هنا لا أقيم مضامين دفاتر التحملات الجديدة، بقدر ما أشير إلى هذه الدينامية غير المسبوقة. ولعل هذا الأمر في حد ذاته يزحزح بشكل أو بآخر التصور الموروث عن الإعلام العمومي كإعلام للسلطة، أو كإعلام خارج دائرة نفوذ السلطات المنتخبة، وبالتالي خارج تطلعات المواطنين.
ومن جهة أخرى، وهذا قلما ينتبه إليه المراقبون، وهو أن الدور الإشعاعي التواصلي لوزير الاتصال خارج المغرب، والذي يكمل دور الديبلوماسية الرسمية قد تبلور مع الوزير الجديد، سواء من خلال زيارته لواشنطن وهو يشرح بلسان البلد المضيف «الطريق الثالث»الذي انتهجه المغرب مع انبجاس الربيع الديمقراطي، أو قبلها حين حل بالجزائر وحاول رسم إطار لتآخي صحفيي البلدين على جانبي الحدود المغلقة. وهذا الدور كان باهتا من قبل.
وفضلا عن ذلك، فإن المشاريع الموقوفة التنفيذ قد تم النظر فيها بشكل تشاركي من أجل تسريع إخراجها، ومنها أساسا قانون الصحافة، والمجلس الوطني للصحافة. وفي مجال التكوين، قد بدأ التحضير لإنشاء أكاديمية إقليمية متعددة التخصصات تعنى بمهن الصحافة والاتصال والإشهار والسينما. كما تم إطلاق لجنة تأسيسية للمرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام، وإنشاء لجنة خبراء لإعداد كتاب أبيض حول الصحافة الإلكترونية بالمغرب، إلخ.
هذه كلها مؤشرات إيجابية على نية الحكومة في تحريك الملفات المرتبطة بالإعلام بالمغرب والتسريع بإيجاد الحلول الناجعة لها كسباق لوقت لا يرحم، من أجل ألا يعود الشارع إلى غليانه، وألا يتقهقر الإحساس بالمواطنة مع تأزم علاقات الثقة بين الحاكمين وشركائهم من المواطنين.
......
محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بمراكش
الحكومة حاولت إعطاء مؤشرات إيجابية اتجاه محاربة الفساد
بطبيعة الحال 100 يوم من تزيل الحكومة الحالية للدستور ينطبق عليه ما ينطبق على دستور 2011 وذلك بطغيان الجانب المتعلق بالمضمون وهو ما خلق نوع من النقاش حول من له الحق في تأويل الدستور هل البرلمان أم الحكومة أم الملك، وهو ذات النقاش الذي واكب التصريح الحكومي، غير أن رئيس الحكومة إذا استطاع إثبات شخصيته وفرض توازنا معينا للقوى وهذا ما سيقوي من مؤسسة رئيس الحكومة، وإلا فإن هذه المؤسسة ستذوب شخصيتها أمام مؤسسات مختلفة خاصة منها المؤسسة الملكية. على مستوى التدبير، مع الإقرار بصعوبة التقييم في هذه المدة الوجيزة، فإن الحكومة حاولت إعطاء مؤشرات إيجابية اتجاه محاربة الفساد، وكذلك اتجاه الحكامة الجيدة وحكم القانون والنزاهة والشفافية، وقد سجل على هذا المستوى أيضا نوع من الجرأة في تعاطي عدد من الوزراء مع ملفات معينة من قبيل وزير الصحة ووزير النقل ووزير الاتصال ووزير العلاقة مع البرلمان ووزارة التنمية الإجتماعية ووزير العدل والحريات ونتمنى أن تحدوا باقي الوزارات حدو هذه الأخيرة، النقاط السلبية في تقديري ترتبط بالوزراء التكنوقراط حيث يبدوا أنهم لم يستوعبوا بعد منطق رئيس الحكومة ولم يجعلوا منه مستشارهم الأول ويبحثون على استشارات أخرى مختلفة، كما أسجل أن هناك نوعا من خلق معارك هامشية لشغل الرأي العام من قبيل موضوع فتاوى الزمزمي وقضية أمينة الفلالي.
.......
بوعزة لخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك
على الحكومة الإستجابة لتحديات أخرى مختلفة منها محاربة الرشوة
نحن كمجتمع مدني وكمؤسسة غير حكومية، نعتبر أن ميدان كل حكومة بدرجة أساس لنفع المستهلك هو الميزانية والتي صودق عليها للتو، لكن أقول إن الجو العام يطبعه التفاؤل من هذه الحكومة وأدائها، كما أن فتح العديد من الملفات يؤكد أن هناك رغبة في التغيير ومحاربة الفساد، ونسجل بارتياح في هذا الصدد ما تم من حذف للضريبة على السمعي البصري في فاتورات الكهرباء بالنسبة لفئات عريضة من المواطنين، مما يعزز من قدراتهم الشرائية،ويؤكد رغبة الحكومة في الإهتمام بحقوق المستهلك. ولكن يبقى على الحكومة الإستجابة لتحديات أخرى مختلفة منها محاربة الرشوة التي استشرت في المحاكم وقطاعات مختلفة كالصحة وغيرها وكذلك في القطاع الخاص، ومن بين هذه التحديات أيضا استكمال مسار اقتصاد الريع والذي نعتبر أن من ضمنه اليوم عدد كبير من الجمعيات المستفيدة من المنفعة العامة والتي لا يمكن إلا أن تندرج في إطار اقتصاد الريع وأعطيت في إطار الامتيازات وليس في إطار الحقوق، وتم حرم جمعيات مختلفة مناضلة منها ومن بينها الجامعة المغربية لحقوق المستهلك التي وضعت طلبا في الموضوع منذ سنة 2009 ولم تتم الإستجابة له حتى الآن، فكيف يمكنني حماية حقوق المستهلك دون التوفر على صفة المنفعة العمومية التي تخول لي رفع الدعوات القضائية لحمايته.
......
إدريس بن علي، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي
الحكومة أمام تحدي استرجاع ثقة الناس في العمل السياسي
من الصعب جدا تقييم العمل الإقتصادي في ثلاثة أشهر فهذا واحد من المجالات التي تحتاج إلى شهور عدة وأحيانا لسنوات خاصة في ظرفية صعبة مثل التي نعيشها اليوم، لكن عموما يسجل للحكومة الكشف عن لائحة المستفيدين من لكريمات وهذا مسار ينبغي أن يكتمل، لأن ما ينتظره المجتمع هو محاربة الفساد وهذا مطلب رفعته كل المظاهرات التي خرجت وتخرج للشارع، ولذلك المطلوب إشارات قوية ونوعية في موضوع محاربة الفساد، كما أن الحكومة أمام تحدي استرجاع ثقة الناس في العمل السياسي ولتعود للسياسة قيمتها، والحكومة أيضا مطالبة بقفزات نوعية في محاربة الفساد حتى يتأكد الشعب أنها ليست حكومة «الترقاع ولبريكولاج» مما يحتم عليها القطع مع الفساد والاستبداد وماضيه الأسود وتقديم بدائل عملية وعليها أن تكمل المسار وألا تقف في وسط الطريق لأن المشكل سيتفاقم وستكون كمثل من فتح الشهية للشعب دون أن يحضر له الأكل وآنذاك سيكون غضبه كبيرا ومضاعفا.
......
محمد براو، رئيس مركز الأبحاث والدراسات حول الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد
الحكومة أعطت المثال من خلال ما يسمى بالتدبير عن طريق إعطاء القدوة والمثال
الحكومة خلال 100 يوم من اشتغالها خلقت حالة إيجابية من التفاعل بمتابعة الشعب والنخبة لبرنامجها، وهذا أمر إيجابي وجديد بالنسبة للحياة السياسية بالمغرب، وأعتبر أن الحكومة قد نجحت في مجال الحكامة الجيدة بشكل كبير ولم أكن أتوقعه، كما أنها أعطت المثال من خلال ما يسمى بالتدبير عن طريق إعطاء القدوة والمثال، وكما هو معلوم فإن أي مشروع إصلاحي تكون العبرة بحجم تمثل القيادة للمبادئ التي تدعوا إليها، وهذا ينعكس على القاعدة والهيئات الوسيطة وهيئات التدبير والإدارات ويعطيها حافز يكون مبعثه سلوك القيادة وهو ما ينطبق اليوم على الحكومة الجديدة. وفي موضوع الحكامة والرقابة نسجل الإشارات الإيجابية التي تهم تخليق وتنزيه الحياة والإقتراب من المواطنين وإزاحة الكثير من الحواجز، وهذا الأمر بالطبع سيفتح شهية الإنتظارات ويوسع من حجمها، كما يسجل ومن النقاط المهمة ما يحصل من إشراك للمجتمع المدني في متبعة تنزيل الدستور والبرنامج الحكومي. كما نسجل خلال 100 يوم هذه خفوت المعارضة إلى درجة الإختفاء ولكن يبدوا أن السبب يعود لقصر المدة وإجماع الشعب المغربي على ضرورة إعطاء الوقت الكافي للحكومة الحالية.
كما أسجل وأنوه في مجال ربط المسؤولية بالمحاسبة، بما قام به وزير العدل والحريات مصطفى الرميد بخصوص تخصيص لجنة تعكف على موضوع تقرير المجلس الأعلى للحسابات وهذا تحول كبير وإنجاز هام تجاوز المادة 111 من مدونة المحاكم المالية واستند إلى البند 148 من الدستور والذي يتيح تقديم المساعدة القضائية في هذا المجال، كما أن تصريح مصطفى الخلفي وزير الإتصال في هذا الإتجاه يؤكد أننا أمام حكومة تحرص على التراكم والإستمرارية لكنها مسرة على بصم لمستها الجديدة والإيجابية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.