دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سوريا صباح أمس بموجب المهلة التي حددتها خطة موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوضع حد لأعمال الإبادة التي يشنها النظام السوري في حق السوريين المناهضين لحكمه الديكتاتوري. في الأثناء، دعا رئيس المجلس الوطني السوري السوريين للتظاهر بعد وقف إطلاق النار. وكان النظام السوري الذي يواجه حملة الاحتجاجات ضده بقمع دموي، أعلن أنه سيوقف عملياته العسكرية صباح أمس، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن قواته سترد على أي هجوم «إرهابي»، في إشارة إلى الثوار المسلحين الذين تعهدوا أيضا احترام المهلة طالما دمشق تقوم بذلك. وقال ناشطون إن الهدوء ساد في سوريا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه بعد ساعة على انتهاء المهلة هناك هدوء كامل في كل المناطق، ولم نتلق معلومات عن وقوع أي حادث على جميع الجبهات في أنحاء سوريا، مشيرا إلى سماع انفجارات في منطقة الزبداني بريف دمشق فجر أمس دون إعطاء تفاصيل إضافية. وتابع المرصد أنه لم تتم ملاحظة أي انسحاب لدبابات. وكان يفترض أن تنهي السلطات السورية، الثلاثاء الماضي، سحب آلياتها العسكرية من المدن بموجب المرحلة الأولى من خطة أنان، إلا أن ذلك لم يحصل. ولم يرد تعليق رسمي من جانب السلطات السورية حتى الآن. وقال مقيم في الزبداني لوكالة «رويترز» إن البلدة تعرضت لقصف مدفعي خلال الليل، لكنه لم يسمع شيئا بعد الموعد المقرر لسريان وقف إطلاق النار، وقال نشطاء آخرون في مدن حماة وحمص ودمشق إن الوضع هادئ. ولم يقل أحد من النشطاء إنه شاهد أي علامات على انسحاب الدبابات من المدن والبلدات وهو أحد البنود التي وافقت عليها سوريا بمقتضى وقف إطلاق النار. وفي السياق أكد عضو تنسيقيات الثورة بحمص محمد أبو الفداء الهدوء في البلدات السورية وتوقف إطلاق النار، لكنه أشار في حديث لقناة «الجزيرة» إلى أن حمص غدت مخزنا كبيرا لعشرات الدبابات والآليات المدرعة التي تحاصر أحياء المدينة، لافتا إلى أن محافظة حمص شهدت أعنف قصف منذ اندلاع الثورة في الساعتين اللتين سبقتا وقف إطلاق النار. في المقابل، شككت دول غربية عدة في نوايا نظام بشار الأسد كما طالبته الولاياتالمتحدة الأربعاء ب»أفعال وليس بأقوال». وشدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل «على أن الوضع يطرح ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن مجتمعاً عملاً أكثر حزما».