يبدو أن اللقيطة الصهيونية لم تلبث أن يستمر وجودها دون أن تتعرض للدغات جارحة أو شهادات توبيخية أو وصفات مرعبة أو انتقادات موجعة، فبين لحظة وأخرى نسمع أو نرى سلوكا معاديا اتجاه شعب لا ذنب له سوى أنه استباح لنفسه احتلال أرض واتخاذها وطنا لقومه باسم ادعاءات تاريخية مزيفة لا تزال كل الدلائل التاريخية والإيكولوجية والجيوسياسية تفند حقيقتها، فلا يكاد يمر يوم دون أن يسجل العالم شهادة توبيخ وتجريح مفادها أخذ الحيطة والحذر من هذا العقرب المدسوس في أرض فلسطين، فهاهي شهادة أخرى ليس من السياسيين الماكيافيليين أو الإقتصاديين البراغماتيين وإنما هو أحد الفنانين الأدبيين الحائز على جائزة نوبل للآداب، إنه الأديب الألماني المخضرم «غونتر غراس» الذي شن هجوما على «إسرائيل» ووصفها بأنها «تهديد للسلام العالمي»، وانتقد رغبتها في شن هجوم عسكري على إيران.ووجه غراس في قصيدة نشرتها صحيفة «تسودويتشي تسايتونغ» الألمانية يوم الأربعاء 5 أبريل 2012 ، انتقادات لألمانيا بسبب صفقات بيع السلاح ل»إسرائيل»، معتبرا أن «النازية في ألمانيا وأهوال الهولوكوست (المحرقة) ليست ذريعة، لأن تصمت ألمانيا على امتلاك «إسرائيل» السلاح النووي». ومما قاله غونتر غراس في قصيدته « لماذا أقول الآن أن امتلاك إسرائيل قوة نووية يشكل تهديدا للسلام العالمي لأن هذا ما يجب أن يقال الآن قبل أن يفوت الآوان لقوله غدا» وتشجُب القصيدة التي تحمل عنوان «ما ينبغي قوله» الضربات الوقائية التي قد تشنها «اسرائيل» على المنشآت النووية الإيرانية معتبرة أنها قد تؤدي إلى «القضاء على الشعب الإيراني للإشتباه بأن قادته يصنعون قنبلة ذرية».وكتب غراس أن هناك «دولة أخرى» تمتلك منذ سنوات ترسانة نووية آخذة في الازدياد مع أنها تبقى سرية ومن دون أي إشراف، إذ أن أي عملية تدقيق حول ترسانتها النووية أمر محظور، في إشارة إلى «إسرائيل».