بعد الاكتساح الذي حققته الجبهة الإسلامية للإنقاذ سنة 1992، وانقلاب العسكر على إرادة الشعب بعد هيمنة الإسلاميين على الدولة، وأمام الحملة الشرسة من الاعتقالات والاضطهاد الذي طال منتسبي وقيادات الإسلاميين، يظهر بعد حوالي 20 سنة أن المشهد بدأ ينحو نحو إعطاء الفرصة للإسلاميين ولما لا الفوز في انتخابات ماي المقبل على غرار ما حققته الأحزاب الإسلامية في الدول المجاورة. وتشهد الجزائر تنوعا وتعددا في التيارات الإسلامية، بين الإصلاحيين والسلفيين فضلا عن الجهاديين، حتى أن عددا من الإسلاميين يعكف حاليا على خلق تكتل انتخابي يسمح بالدخول في قائمة موحدة استعدادا للانتخابات البرلمانية، وتهدف مبادرة تحالف الإسلاميين لوضع حد للتشرذم الذي يعيشه الإسلاميون في الجزائر منذ عقود، ومن أجل الدخول بقوة في الانتخابات والحصول على نتائج جيدة كما حصل عليها إسلاميو المغرب وتونس ومصر. ويسارع الإسلاميون الزمن للتوافق بين أربعة أحزاب إسلامية أساسية في قائمة موحدة، يتعلق الأمر بحركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر)، وحركة النهضة وحركة الإصلاح، وجبهة التغيير الوطني (الجناح المنشق عن إخوان الجزائر). كما توجد أحزاب إسلامية أخرى تأسست مؤخرا كحزب جبهة العدالة والتنمية. ** يشكل إسلاميو موريتانيا مجموعة واسعة، ويختلفون في تفسير المبادئ الإسلامية بشكل مختلف ويحبذون وسائل مختلفة لأسلمة الدولة والمجتمع، إذ أكدت دراسة صدرت مؤخرا عن معهد كارنيجي للسلم العالمية، أن الإسلاميين في موريتانيا ينقسمون إلى التقليديين الذين يريدون الوصول إلى السلطة من خلال المناصب التي يتم شغلها بالانتخاب، واستخدام الدولة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعزيز الإسلام في الحياة العامة وصياغة سياسة خارجة أكثر “إسلامية”، ثم السلفيون الذين يحملون وجهة نظر فقهية تقول إن المجتمع المعاصر يجب أن يتوافق مع نموذج المجتمع المسلم الأول في المدينة، ونبهت الدراسة، إلى أن السلفيين أنفسهم مختفون بين من يدعم الحركات الإسلامية التي تختار المشاركة السياسية وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للإصلاح، وآخرون يزدرون مشاركة الإسلاميين في الحياة السياسية الرسمية بوصفها عملا دنيويا «فاسدا». وهؤلاء يفضلون إصلاح المجتمع من خلال الخطب والتعليم والعمل الخيري، وليس من خلال الحملات الانتخابية والاحتجاجات السياسية.