وجدت حوالي 200 أسرة يوم الأربعاء 4 أبريل 2012 نفسها فجأة بدون مأوى بعدد من الدواوير بمنطقة أسكجور المحاميد بالمدار الحضري بمراكش إثر اجتياح مياه الأمطار لمنازلها وإتلاف أثاثها. وقال السكان في تصريحات متطابقة للتجديد إن حوالي 36 منزلا تهدمت، فيما تعيش عشرات الأسر الأخرى تحت تهديد انهيار منازلها الطينية التي تشبعت بالمياه، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق بدواوير الكمان والكومي والمعصرة وبليندة. وأضاف السكان؛ ومنهم من كان يبكي، وآخرون لم يستطيعوا الذهاب إلى أعمالهم، وأمهات لم يستطعن طبخ طعامهن وبقي رضاعهن بالجوع، فيما توقف جل الأطفال عن الدراسة للسبب ذاته. وأوضح السكان أن مشكلهم ليس مع المطر، ولكن مع «الفيضان» الذي وصلهم من وادي البهجة القريب نتيجة انهيار أحد الحواجز التي لم يمر على إنشائها سوى مدة قليلة، ومن الشعاب القادمة من جماعة تمصلوحت إقليمالحوز. وأضافوا أن تفاقم الأمر ساهم فيه اختناق قنوات الصرف الصحي صغيرة القطر، وتهدم منشآته المبنية حديثا بالدواوير المنكوبة. وأشار السكان إن دواويرهم مبرمجة ضمن «إعادة الهيكلة» لكنهم يستغربون تماطل المسؤولين في تجهيز المنطقة والترخيص لهم ببناء منازلهم بطريقة عصرية، مشيرين أنهم أيضا محرومون من الكهرباء ولا يصلهم صبيبها الا متقطعا. واستنفر الحادث مصالح ولاية مراكش التي عمدت إلى نصب خيام كحل مؤقت لإيواء بعض الأسر المشردة، فيما علمت التجديد أن اجتماعا طارئا عقد أمس الخميس لإيجاد حل نهائي للسكان الذين عانوا في الماضي من مثل المواقف كلما هطلت الأمطار. وعاينت التجديد أيضا أمس الخميس 5 أبريل 2012 وقوف عدد من سيارات الإسعاف والوقاية المدينة والقوات المساعدة قرب الطريق الرئيسية المحاذية للدواوير تحسبا لأي طارئ، فيما كان عمال الانعاش الوطني «يرقعون» الطريق الجانبية المؤدية اليها. وقال شهود عيان إن المئات من الساكنة قدموا من دواوير مختلفة تجمعت، بعد وصول خبر زيارة لوالي المدينة إلى المنطقة، من أجل تقديم الشكاوى بصدد عدد من حاجياتهم الضرورية لكن أملهم خاب بعد طول انتظار. وفي السياق ذاته علمت التجديد أن أحمد المتصدق أحد برلماني المدينة يستعد لمراسلة وزير النقل والتجهيز في الموضوع، معتبرا في تصريح للجريدة أن مراكش تستحق أن تستفيد من برنامج مكافحة الفيضانات على غرار بعض المدن الاقتصادية كالمحمدية والدار البيضاء، مشيرا أن مشكل الفيضان يؤثر على سمعة المدينة السياحية والاقتصادية ويمس فئة هشة من الساكنة. وأضاف أيضا أن إعادة هيكلة هذه الدواوير مسألة ملحة. من جهة ثانية عرت الأمطار هشاشة بعض الأشغال التي تمت بمدينة مراكش أخيرا، حيث تجمعت المياه في عدد من محاور الطرقات وتسببت في عرقلة المرور كما هو الحال في أحياء المسيرة والمحاميد والداوديات