بدا أن التوافق القائم منذ عشر سنوات بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا قد اصيب بضربة قوية بعد تكثيف ساركوزي هجماته على الاتحاد واتهامه بالتقارب من دعاة اسلاميين اصوليين. واتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا ... هو إحدى المنظمات الإسلامية الأساسية في البلاد التي تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا (أكثر من أربعة ملايين شخص). فبعد منع عدد من مدعوي الاتحاد من دخول الأراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمره ال29 السنوي في لوبورجيه في ضواحي باريس الذي يفتتح أعماله الجمعة، على غرار الشيخ القطري المصري الأصل يوسف قرضاوي، وجه ساركوزي تحذيرا إلى الاتحاد من مغبة صدور كلام يحرض على العنف خلال هذا المؤتمر. وقال ساركوزي في رسالة مفتوحة إلى الاتحاد «لن أسمح أن تصدر دعوات إلى العنف والبغضاء ومعاداة السامية خلال مؤتمر عام يعقد على الأراضي الفرنسية، وهي أمور تعتبر تعديات لا تحتمل على الكرامة البشرية والمبادىء الجمهورية». ويأتي هذا التحذير فيما تشهد فرنسا حملة انتخابية وتعرضت مؤخرا لصدمة بعد تنفيذ الجهادي محمد مراح هجمات قتل فيها ثلاثة عسكريين واربعة يهود من بينهم ثلاثة اطفال في جنوب غرب فرنسا. كما أعربت باريس عن «أسفها» لحضور المفكر الإسلامي طارق رمضان علما أنها عاجزة عن منعه حيث انه مواطن سويسري. وقال رئيس الاتحاد، الذي طلبت زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن بحله، أحمد جاب الله في مقابلة مع «فرانس برس» «إن لدى المدعوين خطابا معتدلا وهم معروفون خارج فرنسا». وأضاف «تعذر علينا تأكيد الاقوال» التي يتهمون بها. وتأتي انتقادات ساركوزي فيما يرفض الاتحاد المشاركة في مشروع إصلاح للمجلس الفرنسي للدين الإسلامي وهو من أعضائه منذ التأسيس، بإيعاز من ساركوزي. وكان ساركوزي آنذاك وزيرا للداخلية وألقى بثقله كاملا من أجل انضمام الاتحاد الذي يجمع اكثر من 200 جمعية وله نفوذ بارز في أوساط الشباب المسلم. وبعد أن أكد في مواجهة المنتقدين أن الاسلام في فرنسا «يحتاج إلى جميع التوجهات» شارك في الاجتماع ال20 للاتحاد حيث تلقى المديح على «شجاعته» في تنظيم الدين الاسلامي والانتقاد لدى حديثه عن الحجاب. وعلق خصم ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 22 أبريل و6 ماي الاشتراكي فرنسوا هولاند في صحيفة «لوموند» الجمعة الماضية قائلا «لا أفهم كيف تمكن وزير للداخلية من المشاركة في اجتماع لاتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا في «لو بورجيه» وإلقاء كلمة أمام قاعة فصل فيها الرجال عن النساء». وينفي جاب الله أي علاقة مع التيارات الأكثر تشددا على غرار السلفيين ويؤكد الانتماء إلى المدرسة الإصلاحية، معربا عن تقاربه مع حزب العدالة والتنمية التركي وحزبي النهضة وحزب العدالة والتنمية اللذين أحرزا الانتخابات في تونس والمغرب. وأوضح «أننا في موقع حيث يعتبرنا المتشددون متساهلين والذين يريدون إسلاما مخففا أصوليين». «