أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا من اسطنبول وثيقة «عهد وميثاق» التي حددت فيها الأطر العريضة لمفهومها لسوريا ما بعد الاسد، داعية إلى بناء «دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تداولية». وتلا المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة، الأحد الماضي، الوثيقة التي حملت عنوان: «عهد وميثاق من جماعة الاخوان المسلمين في سوريا»، تتضمن «رؤية وطنية وقواسم مشتركة تتبناها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وتتقدم بها أساسًا لعقد اجتماعي جديد يؤسس لعلاقة وطنية معاصرة وآمنة بين مكونات المجتمع السوري». ودعت الوثيقة، التي نشر نصها الموقع الرسمي للجماعة، إلى أن تكون «سوريا المستقبل دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تداولية، ذات نظام حكم جمهوري نيابي يختار فيها الشعب من يمثله ومن يحكمه عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة شفافة». كما طالبت الوثيقة بقيام «دولة مواطنة ومساواة يتساوى فيها المواطنون جميعا على اختلاف اعراقهم وأديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم تقوم على مبدأ المواطنة ويحق لأي مواطن فيها الوصول إلى أعلى المناصب». كما دعت الوثيقة إلى قيام «دولة تلتزم بحقوق الإنسان كما أقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية من الكرامة والمساواة وحرية التفكير والتعبير، لا يضام فيها مواطن في عقيدته ولا في عبادته». وأضافت الوثيقة أنها تدعو إلى «دولة تقوم على الحوار والمشاركة لا الاستئثار والإقصاء والمغالبة يلتزم جميع ابنائها باحترام حقوق سائر مكوناتها العرقية والدينية والمذهبية وخصوصية هذه المكونات بكل ابعادها الحضارية والثقافية والاجتماعية وبحق التعبير عن هذه الخصوصية». وكان لبنان الدولة الوحيدة غير سوريا التي أشارت إليها الوثيقة بالاسم وذلك في الفقرة المتعلقة بقيام «دولة تنبذ (الإرهاب)». وقال الاخوان المسلمون: نريد «دولة تنبذ الإرهاب وتحاربه وتحترم الاتفاقيات الدولية وتكون عامل أمن واستقرار في محيطها الاقليمي والدولي وتقيم أفضل العلاقات الندية مع أشقائها وفي مقدمتهم الجارة لبنان التي عانى شعبها كما عانى الشعب السوري من ويلات نظام الفساد والاستبداد». كما دعا الإخوان إلى بناء «دولة العدالة وسيادة القانون التي لا مكان فيها للأحقاد ولا مجال فيها لثأر أو انتقام حتى من أولئك الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب من أي فئة كانوا لان من حقهم الحصول على محاكمات عادلة». وتشارك جماعة الاخوان المسلمين بقوة في المجلس الوطني السوري الذي يعتبر الهيئة الأوسع تمثيلا من بين مكونات المعارضة السورية. ويحظر أي نشاط لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا. ويأتي إعلان الإخوان المسلمين في سوريا عن هذه الوثيقة غداة إعلان ضباط كبار منشقين عن الجيش السوري إنشاء مجلس عسكري تنضوي في إطاره المعارضة السورية المسلحة، كما دعا المجلس الوطني السوري إلى اجتماع مطلع الاسبوع المقبل في اسطنبول لتوحيد كلمة المعارضة السياسية.