شهد الحفل الختامي للدورة 14 من المهرجان الوطني للحوار والإبداع الطلابي المنظم عشية أول أمس بالقنيطرة، تألقا كبيرا من خلال التألق الذي أبداه وعبر عنه كل الفرق والشخصيات المشاركة في إحياء هذا الحفل من قبيل مجموعة لرصاد والكوميدي مسرور المراكشي ومجموعة أشبال الغيوان وأيضا مساهمة المغني الملتزم عزيز المراكشي وكذا ما جادت به حناجر ثلة من الشعراء، وأيضا بفرة تكريمية كان عربون وفاء لعدد من القيادات المؤسسة لمسار من العمل الطلابي. "لرصاد" تتحف الجماهير الطلابي بالقنيطرة ضمن أبرز فقرات الحفل الفني الختامي للدورة 14 للمنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي، ما قدمته مجموعة لرصاد المراكشية من أغان ملتزمة ومقاومة لقيت إقبالا منقطع النظير، وهو الواقع الذي عبرت عنه المجموعة من إعجابها بدرجة وحجم التفاعل الطلابي معهم لدرجة كان المجموعة تكتفي بالعزف في عديد من الأوقات، وهو أيضا الواقع الذي عبر عنه الطلبة بتفاعلهم الكبير مع المجموعة خاصة عدد من أغانيها الخالدة من قبيل أغنية "إفريقيا ...جميلة أنتي، فاتنة أنتي، سمراء فاتنة ساحرة"، وهو ذات التفاعل وأكثر الذي لقيته كل من أغنية "قدسي" التي تتناول من خلالها المجموعة قضية القدس وتشبث المسلمين به وتطلعهم إلى الصلاة فيه واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس وكذا تجاوز كل الصعاب والتحديات من أجل ذلك، وهو أيضا الأمر الذي انسحب عن أغنية "الشعودة" التي تتناول الظاهرة بنوع من الانتقاد والدعوة إلى تجاوز مثل هكذا ظواهر سلبية. تكريم وعرفان لقيادات التأسيس لقد كان للتكريم والوفاء والشكر والعرفان من القيادة الحالية للمنظمة إلى القيادات التي سبقت خاصة باللجنتين التنفيذيتين الأولى والثانية، وهكذا تسلم كل من امحمد الهيلالي وخالد الرحموني ورشيد الفلولي ومصطفى الفرجاني وعلي السهول وعبد الحي الوادي وبوشرى الراضي وعبد الصمد الإدريسي، تسلموا أدرعا وتذكارات من طرف اللجنة التنفيذية الحالية مع كلمة ألقاها محمد ابراهمي، الرئيس الحالي للمنظمة عبر فيها عن كل الشكر والامتنان لكل المؤسسين من الإخوة والأخوات سواء من حضر أو من لم يحضر كما جدد العهد على الاستمرار في البناء وإكمال لبنات نهضة الأمة من خلال بوابة الطلبة، وهو ذات المنحى الذي سلكته الكلمات الثلاث من طرف المكرمين والتي ألقاها كل من امحمد الهيلالي وخالد الرحموني وبشرى الراضي، واللذين عبروا بدورهم عن الشكر للقيادة الحالية كما حثوا الطلبة على الاستمرار والتسلح بالتجديد والإبداع . مسرور وعزيز المراكشيان فناني الجماهير "تحية وتقدير للفنان الجماهير" شعار بات كل المناضلين يحفظونه عن ظهر قلب، وأصبح يسبق الفنان مسرور المراكشي قبل صعوده للمنصة وقبل نزوله عنها، مسرور الذي حظي بدوره بتكريم كأحد الأعمدة الطلابية التي رافقت وما تزال مسار الحركة الطلابية منذ مطلع التسعينيات، لم يخلف الموعد كعادته وأخذ يتنقل رفقة الجماهير الطلابي بين قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين وأيضا قضايا الربيع العربي والتقاليد المغربية الأصلية ومقاطعة البضائع الأمريكية، في جو من الفكاهة والكوميديا لم يتمالك كثيرون أنفسهم من الاستسلام للضحك والاستمتاع بها. هو ذات المنحى الفني التعبيري الذي سلكه الفنان عزيز المراكشي، لكن هذه المرة بألة العود مستدعيا أغاني سبعينية ضاربة في أعماق انتماء المغربي والارتباط بقضايا الشعب وهموم طلابه، هكذا صدح مدرج الأمسية بأغاني مارسيل خليفة وأشعار محمود درويش وإبداعات سعيد المغربي . وكان للشعراء كلام سلاح الكلمة الموزونة والمنظومة كان له حضور بارز، فقد احتضنت جلسة شعرية ثلاث من الطلبة لكل منهم ميزة ولون في الشعر لا يتوفر عليه الآخر، ففي الوقت الذي أصدر فيه الزجال عبد الوهاب الحمداوي ديوانه الزجلي "نزيف الروح" السنة الماضية، تألق في ذات الجلسة الشعرية بإلقاء قصيدة حول الغرب وأمريكا ، كما تناول موضوع صحوة الأمة واسترجاعها لدورها الحضاري. الشاعر عبد الصمد الصالح والذي أصدر أيضا مؤخرا ديوانه تحت عنوان "أُطرق باب المجد" وهو عبارة عن مجموعة قصائد تهم قضايا الأمة وعناوين أخرى مختلفة، ألقى قصيدة شعرية حرة على شاكلة الشاعر تميم البرغوتي تناول فيها الصراع الهوياتي بين دعاة الوطنية والأصالة ودعاة الجانب السلبي من الحداثة الغربية. إلى ذلك قدم الشاعر عبد الحميد العمري الذي اختير أخيرا ضمن العشر شعراء الشباب من طرف الشارقة قال عن بدايته الشعيرة بأنه ولد شاعرا وأن الحافز الأول كان نديا وسببه قصيدة نشرت ذات يوم على جريدة التجديد. ناس الغيوان أغاني ناس الغيوان كانت حاضرة بقوة حيث استدعت مجموعة "أشبال الغيوان" من جامعة المولى إسماعيل بمكناس أغاني الغيوان السبعينية والتي لقيت بدورها تفاعل كبيرا من طرف الجماهير الطلابية التي ملئت كل جنبات إحدى مدرجات كلية العلوم القانونية والاقتصادية مساء أول أمس بالقنيطرة، هكذا ردد الحاضرون وبشكل جماعي اغني من قبيل "الله يامولانا، وبابا لهمامي، وفقرات أخرى من أغاني جيل جيلالة من قبيل أغنية "بهمومك غنينا وشحال من صيحة صحنا". هذا وقد شهد الحفل الذي دام لأكثر من خمس ساعات مشاركة طلابية اختلفت بين الشعر والكلمات الترحيبية كما عرف أيضا تكريم شباب من جنود الخفاء الساهرين على حسن سير المنتدى كما عرف منح المشرف عن المنتدى الحسين المسحت هدية تذكارية تعبيرا عن تقدير المشاركين لما قامت به لجنة الإشراف عن المنتدى.