وصف محمد حامد علي رئيس «جماعة المسلمين» بمدينة سبتةالمحتلة، إن الوضع الديني في المدينة ب «الإيجابي» مقارنة بما كان عليه قبل سنتين، موضحا أن تحسن الأوضاع المادية للقيمين الدينيين جعلهم يتمتعون باستقلالية وبالتالي قطع الطريق في وجه المجموعات التي كانت تستغل الضعف المادي لهذه الفئة لإرغامها على اتخاذ مواقف تخالف ثوابت المغرب. ● كيف تصف الوضع الديني للمغاربة المقيمين بمدينة سبتةالمحتلة من حيث عدد المساجد، الجمعيات، الأئمة ●● يمكن وصفه بالإيجابي مقارنة بما كان عليه قبل سنتين، وهذه الإيجابية تأتي بعد مفاوضات مباشرة مع المسؤولين في وزارة الأوقاف المغربية ومسؤولين آخرين في الدولة، حول الوضعية المزرية التي كانت تعيشها فئة القيميين الدينيين بشكل عام والأئمة والخطباء بشكل خاص، إبتداء من التغطية الصحية ومرورا بتحسين الأجور ورفعها إلى مستوى يليق بالوظيفة التي يقومون بها، وإنتهاء بدراسة إمكانية ضمان تقاعدهم في الشهور المقبلة إن شاء الله، الشيء الذي جعل القائمين على الشأن الديني في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية يتمتعون باستقلالية مادية مكنتهم من إسترجاع مكانتهم المحترمة داخل المجتمع، وبالتالي قطع الطريق في وجه المجموعات التي كانت تستغل الضعف المادي لهذه الفئة لإرغامها على إتخاذ مواقف سلبية أمام كثير من الأمور تتعارض مع المنهج الصحيح الذي نعتمده في بلدنا العزيز المغرب. عدد القيمين الدينيين بمدينة سبتةالمحتلة يفوق 100 فرد موزعين على 34 مسجد بمدينة سبتةالمحتلة. وفي إطار رعاية المغرب للمساجد تستعد وزارة الأوقاف لتوفير مستلزمات واحتياجات المساجد فيما يخص تسديد فاتورات الماء والكهرباء لبعضها والأفرشة والصيانة، إلا أن البعض الآخر لا زال في طور تسوية وضعيته لتشمله هذه المساعدات، أما عدد الجمعيات الدينية فيفوق 40 جمعية. ● كيف هو إقبال المغاربة وخاصة الشباب على خطب الجمعة ودروس الدين؟ ●● مقارنة مع أوائل الثمانينات يمكن القول أن عدد المصلين الشباب عرف تزايدا جد ملحوظ، حيث نرى المساجد تمتلئ عن آخرها خاصة خلال صلاة الجمعة وشهر رمضان، كما تعرف المحاضرات الدينية ودروس الوعظ والإرشاد إقبالا لا بأس به بين الشباب والنساء وغيرهم، خاصة تلك التي يتم تنسيقها بين الجمعيات ومندوبية الأوقاف والمجلس العلمي بعمالة المضيق الفنيدق. ● ماذا عن التأطير الجمعوي للمغاربة على المستوى الديني، هل هناك وحدة على مستوى مضمون التأطير أم هناك اختلافات عقدية ومذهبية؟ ●● على مستوى المضمون التأطير الجمعوي للمغاربة السبتيين والمليليين عامة يعرف شبه إجماع حول المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، المذهب المعتمد من قبل المغاربة، باستثناء بعض الفئات القليلة التي تحاول إدخال أفكار بعيدة عن الوسطية والإعتدال الذي يدعوا إليه ديننا الحنيف. ● يقول البعض إن الشباب اليوم في سبتةالمحتلة وكذا مدينة مليلية ضعيف على مستوى التدين وكذا على مستوى معرفة اللغة العربية هل هذا صحيح وكيف تفسر ذلك؟ ● ● على مستوى التدين لقد تكلمت عنه آنفا، أما فيما يرجع لضعف مستوى معرفة اللغة العربية في المدينتين المحتلتين، فهذا أمر طبيعي إذا نظرنا إلى التعليم الذي تفرضه الدولة المستعمرة فهو تعليم إسباني لغويا وليس هناك أي مبادرة رسمية تهدف إلى وضع برامج لتعليم اللغة العربية داخل المناهج التربوية الإسبانية، الشيء الذي أرغم عدة جمعيات دينية وثقافية مغربية تقوم بهذه المهمة داخل مراكزها، الدور الذي انعكس إيجابيا على على تعليم اللغة العربية لعدد لا يستهان به من الشباب وكذلك من أطفال المسلمين بالمدينتين وخاصة بمدينة سبتةالمحتلة، إلا أن هذه المبادرات غير كافية مما يحتم على السلطات المغربية البحث عن الطرق الناجعة لتسوية الآفة بإرسال بعثات ثقافية وأساتذة وإعداد برامج واتفاقيات شراكة مع الجمعيات المهتمة بميدان التعليم والثقافة. * كيف تتعامل السلطات الإسبانية مع الأنشطة الدينية والثقافية للمسلمين في مدينة سبتة؟ ** السلطات الإستعمارية الإسبانية تتعامل مع الأنشطة الدينية والثقافية للمسلمين بنوع من الحيطة والحذر من جهة، ومن جهة أخرى فهي تحاول بكل جهدها بسط نفوذها على الشأن الديني، وإبعاده عن وصاية وزارة الأوقاف من جهة أخرى.