أوضحت منسقة اللجنة التحضيرية للمرصد نادية لمهيدي ل «التجديد» التصور الأولي لعمل المرصد والتوجه العام الذي أسس من أجله وهو بعث الروح في «ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام» الذي أعلن عنه منذ سنة 2005 وتعرض لفرملة لأسباب معينة. ونادية لمهيدي أستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال خبيرة دولية في موضوع: «صورة المرأة في الإعلام» وهي من ضمن الخبراء الذين اشتغلوا على الموضوع لدى منظمة المرأة العربية، ولها دراسة حول: «المرأة المغربية في الخطاب الإعلامي: الصحافة المكتوبة» سنة 2000 بمشاركة مع عدد من الباحثين، ولها دراسة صدرت سنة 2007 حول: «صورة المرأة في الإعلام: الواقع والآفاق». ❍ بصفتك منسقة للمرصد الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، نود منك أن تحدثينا عن الأشياء الملموسة التي سيقوم بها المرصد بعد الركود الذي عرفته مضامين «ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام» الذي تم التوقيع عليه منذ سنة 2005؟ المرصد الذي أعلن عنه «اليوم» 8 مارس 2012 هو بمثابة إعادة الروح لميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام الذي تعرض لفرملة لأسباب ما، بعدما تم التفاف كل العاملين في مجال الإعلام عليه واتفقوا على أشياء جيدة في مضامينه. من المفروض أن المهنيين في حقل الإعلام أن يتمكنوا من التوجهات العامة للميثاق لتتم ترجمته إلى أدوات فعالة، باستحضار المرأة في أجندتهم، سواء في الحالات التي يتم إدرجها في الأعمال الصحفية أو في حالة استدعاء الخبراء لدراسة موضوع ما يجب أيضا استحضار المرأة وعدم الاكتفاء على استدعائها موسميا أو في المواضيع المتعلقة فقط بالمرأة، لأن هذه الأخيرة لها قدرات على مدارسة مختلف المواضيع. المرصد الذي أعلن عنه سيعمل على مراقبة رصد السياسات الحكومية في ما يتعلق بصورة المرأة في الإعلام وفق المقاربة الديمقراطية التشاركية وكذا العمل على تعزيز صورة المرأة في الإعلام العمومي كفاعل في المجتمع. الجديد الآن هو هذا المرصد، أولا لأنه سيقوم بتتبع العمل الإعلامي وتحقيق تغذية راجعة للأعمال الإعلامية ولرصد المواد الإعلامية ومدى ملامستها لموضوع المرأة بشكل جيد، حتى يدرك العامل في حقل الإعلام أن هناك ردة فعل ليحسن من تعاطيه لمواضيع المرأة. وكما جاء في كلمة وزير الاتصال بمناسبة الإعلان عن تأسيس المرصد يوم 8 مارس الجاري، يجب أن يكون الحضور القبلي في دفاتر التحملات، أو ما يمكن أن نصطلح عليه بجودة المضمون. وهنا المرصد سيعمل لتكون هناك قوة اقتراحية لتجنب ما يسمى بالرقابة، بل يجب التعاون بين مختلف الأطراف بمن فيهم المرصد لتحسين جودة المواد المقدمة إعلاميا بخصوص المرأة بحيث يتم فيها استحضار المرأة كموضوع و»تيمة» غير منمطة. ❍ وما حظ المرأة القروية التي اتخذت شعارا للاحتفال العالمي بيوم المرأة هذه السنة من أعمال المرصد؟ مهما كان تناول المرأة في المواد الإعلامية في حق المرأة بصفة عامة فإنه بالنسبة للمرأة القروية قاس جدا على اعتبار التمثلات التي يعطيها الإعلام وبدرجة أكبر السمعي البصري، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثير الذي يقوم به إذا علمنا أن حضور هذا الإعلام يكون في أوقات الذروة وفي علاقة وطيدة لأفراد الأسرة، ويبث بعض الأفكار منمطة بالموازاة مع نمو المتخيل الجماعي. والدستور الجديد قام بإعادة تموقع المرأة وإعطائها مكانتها الحقيقية. والمعركة الآن هي من أجل حسن تنزيل مضامين الدستور الجديد الذي أعطى المرأة مكانة متميزة في الفصل 19 بالخصوص. ❍ كيف يمكن للمرصد بهذا النفس الذي تحدثت عنه مواكبة السير المتسارع للإعلام الإلكتروني الذي أصبح مؤثرا بشكل كبير، إذ أن هذا الفاعل شئنا أم أبينا له تأثير في تحريك مظاهر الفساد وفضح ما كان يمكن التستر عليه؟ أكيد أن الفاعل الإلكتروني في المنظومة الإعلامية أصبح مكونا أساسيا في المشهد الإعلامي، ولا أدل على ذلك من كون الوزراة الوصية تسير في اتجاه تنظيمه ودمجه في المغرب الرقمي، وإعطائه الوضع القانوني الذي يليق به. وهذا ربما سيكون له امتدادات للعمل إذ سيتم الانتقال من العشوائية والاعتباطية إلى العمل المنظم. وبطبيعة الحال اشتغال المرصد أيضا سيواكب هذه المتغيرات، ونحن نعلم أن الإعلام الإلكتروني حاضر بقوة سواء في ما هو صحافي وفي أعمال الفن والدراما. والآن المرصد هو بصدد التشكل وتشكيل رؤيته ليباشر أعماله ونحكم عليها في ما بعد. ❍ يلاحظ من خلال الأسماء التي أعلن عنها والمؤسسات التي تنتمي لها كل المنتميات للمرصد غياب تمثيل الصحافة المكتوبة. هل من تفسير لهذا الأمر؟ المرصد الآن في بداية التشكل كما قلت ولم نصل بعد إلى درجة انتقاد التمثيلية في هذا المكون الجديد، الذي أريد التأكيد عليه هو أن الأداء الإعلامي بكل مكوناته هو من صميم اهتمام وعمل المرصد حتى نصل إلى الهدف المنشود وهو تحسين صورة المرأة في الإعلام، والنساء اللواتي أتين تحرقا للفعل في هذا المرصد سيبذلن جهودهن في جميع الاتجاهات، حتى يكون تناول المرأة في الإعلام مواكبا للتغيرات التي عرفتها وضعيتها في المجتمع، كفاعل رئيسي أينما كانت سواء في البادية أو في المدينة سواء موظفة خارج البيت أو داخله، المهم أن تكون صورتها في الإعلام عاكسة لحقيقتها في الواقع. ❍ مباشرة بعد الإعلان المرصد، وبعد أن أخبر وزير الاتصال أنه يفتح لكم باب وزارته لمباشرة أشغال المرصد، قمتم بالاجتماع الأول، ما هو أهم ما جاء في جدول أعمال هذا اللقاء؟ هذا اللقاء لقاء تحضيري والأفراد الذين حضروه هم بمثابة اللجنة التحضيرية للمرصد، قمنا بتعارف معمق شيئا ما لمعرفة تخصص كل فرد من أجل تحديد المهام، وتم تشكيل لجنة لتشتغل على إعداد المرسوم المؤسس للمرصد، ووضع تصور لعمل المرصد خصوصا وأن المغرب يعد الدولة العربية المتقدمة على مستوى الأدوات المؤسساتية المؤطرة لموضوع صورة المرأة في الإعلام، إذ تتوفر على ميثاق تحسين صورة المرأة في الإعلام الذي تمت المصادقة عليه سنة 2005 بمساهمة عدد من الشركاء، إضافة إلى الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري وغيرها من المؤسسات ذات الصلة.