أطلقت السلطات المغربية سراح أغلب أسر المشتبه في تنفيذهم للتفجيرات الإجرامية الأخيرة التي عرفتها الدارالبيضاء الجمعة الماضية. وكانت السلطات قد داهمت بيوت المشتبهين واعتقلت أفراد أسرهم للتحقيق معهم، صباح السبت الموالي ليوم تنفيذ الاعتداءات وعلمت "التجديد" أن بعض أفراد الأسر المعتقلين قد أخضعوا لتحليلات طبية وأخذت منهم عينات من الدم. وقامت السلطات أول أمس الاثنين باعتقال إمام المسجد الذي يرتاده المشتبهون الأربعة عشر مباشرة بعد صلاة الظهر، والإمام المعني يعمل مربيا بالخيرية الإسلامية بعمالة البرنوصي. وفي السياق ذاته، أفادت بعض المصادر أن أولئك الشباب غالبا ما يؤدون الصلاة منعزلين وراء إمام منهم. ورفضت أسر المشتبه فيهم المفرج عنهم الإدلاء بأي تصريح، وأفاد بعضهم أنهم تلقوا تعليمات بعدم ذكر أي شيء والالتزام بالصمت. وأفادنا أحد جيران بعض المهاجمين أنهم حديثوا التدين وأنهم منغلقون على أنفسهم وأن بعضهم له سوابق، مضيفا أنهم في الفترة الأخيرة لوحظ عليهم التكتم الشديد والانعزال عن الناس، وأكدت مصادر متطابقة أنهم كانوا تحت ضغط نفسي شديد إما من بعض الجهات الأمنية أو جهات أخرى مجهولة، مضيفا أن مستواهم الدراسي ضعيف ولابد أن يكون هناك من وجه تفكيرهم الذي دفعهم إلى تنفيذ العمليات الهجومية الأخيرة، وعلم أن بعضهم كانت لهم محاولات سابقة للهجرة السرية باءت بالفشل. وأفاد شهود عيان أن المعتقل عبد الرزاق الذي كان قد ألقي عليه القبض يوم الأحد عاد إلى بيته رفقة رجال الأمن ليلة الاثنين/ الثلاثاء وهو حافي القدمين، حيث قامت السلطة بحجز بعض الكتب والأشرطة الموجودة في بيته ليعاد إلى المعتقل لغاية كتابة هذه السطور. ويشار إلى أن المنطقة التي يقطنها المشتبه فيهم تعرف حالة من الذعر ليلا، ويعرف "كريان طوما" توافد الصحافة العربية والأجنبية منذ الإعلان عن منطقة الذين قاموا بالتفجيرات الإجرامية، وعبر السكان عن احتجاجهم على بعض القنوات الأجنبية، التي تستفز السكان بأسئلتها، وبتركيزها على أخذ صور مسيئة لسمعة حيهم المعروف بالسلم وحسن السلوك بشهادة السلطة، في ما يؤكد السكان، ورفع هؤلاء شعارا ضد القنوات المستفزة يقول "طوما لسيت إرهابية". ولوحظ أن بعض القنوات انطلقت في أخذ صورها من المزبلة والتركيز على أخذ تصريحات من الشباب الذين لا يتجاوز سنهم العشرين، ويذكر أن الشاب سفيان باش كان قد اعتقل بعد أن أدرج اسمه في التحقيق معه صلى إماما بأحد المهاجمين، ويؤكد كثير ممن يعرفونه أن لا علاقة له بأولئك الشبان، وهو طالب مجاز من كلية الحقوق المحمدية، ويعمل حاليا بشركة لمسحوق التصبين بالبيضاء، بل أكد أحدهم أن سفيان كثيرا ما كان يختلف معهم ويناقشهم بشدة وينتقد أفكارهم. سعيد بلحسن ع.ز.