اشتدت حمى التعبئة عشية نزول المعارضة والرئيس الموريتاني إلى الشارع على التوالي في مسيرة “نحن نريد رحيل عزيز” بنواكشوط، و”مهرجان التحدي” بانواذيبو. وفي تطور لافت، أعلنت مصادر في منسقية المعارضة أن الرئيس الموريتاني السابق العقيد أعلي ولد فال سيشارك في مسيرة المعارضة في 12 مارس الحالي. ويعتبر هذا التطور مهماً، فمن جهة التزم العقيد ولد فال الصمت ولم يشارك في أي نشاط سياسي منذ الانتخابات الرئاسية الماضية قبل ثلاث سنوات، ومن جهة أخرى يعد هذا ثالث قائد عسكري سابق ينضم للحراك المعارض في أقل من شهر، بعد قائد الأركان السابق العقيد عبد الرحمن ولد بوبكر، والعقيد محمد ولد الأكحل. وأكدت رئاسة منسقية المعارضة تماسكها وعملها “بروح الفريق الواحد” ردا على الشائعات التي تحدثت عن خلافات بين حزبين رئيسيين في المنسقية. ووضع قادة المنسقية آخر اللمسات على برنامج “مسيرة الغضب” وتم الاتفاق نهائياً على شعار “نحن نريد رحيل عزيز”، وجملة من الشعارات المناوئة الأخرى. في المقابل، كثف الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الجمهورية)، وحزبي الشباب المواليين (“الحراك الشبابي” و”الوحدة والتنمية”) نشاطاتهم التعبوية في العاصمة الاقتصادية انواذيبو تحضيرا لزيارة الرئيس ولد عبد العزيز للولاية في أول نزول له إلى الشارع للرد على تصعيد المعارضة. وهاجم الأمين العام لحزب “الوحدة والتنمية” الشيخ بوي ولد شيخنا ما سماه “الخطابات السوقية والتلاعب بعواطف المواطنين” الذي بات يسود ساحة النخبة السياسية في البلاد. وفي تصريح مثير، قال المصطفى ولد أعبيد الرحمن، رئيس حزب “التجديد الديمقراطي”، والعضو في رئاسة ائتلاف الموالاة، إن موريتانيا تعاني اليوم من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية بلغت درجة لم يعد بالإمكان التغاضي عن البحث الجاد لحلولها. وأضاف “أن المناخ السياسي الحالي في موريتانيا لا يساعد على توطيد الديمقراطية”.