تمكنت فرقة الصقور التابعة للشرطة القضائية بالدار البيضاء أنفا من إلقاء القبض عليهما بعد نحو شهر من البحث والتقصي من القبض على "راس الزرواطة" و"الزبرة" بتهمة سرقة 500 سيارة بالدار البيضاء من كل شيء ذي قيمة ثمينة. وستتم إحالة المتهمين الرئيسيين اللذين ضبط أحدهما متلبسا، وسبع حراس ليليين أمام العدالة بتهمة تشكيل عصابة إجرامية متخصصة في سرقة محتويات السيارات والسرقة الموصوفة وحيازة وترويج المخدرات. وأوضح رئيس الفرع الثاني بالشرطة القضائية بأنفا، الذي أشرف على هذه العملية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جمع المعلومات والبصمات التي رفعت سواء من على هياكل السيارات أو من داخلها لم تكن ذات نفع كبير لعناصر الشرطة المكلفة بالتحقيق لفك خيوط هاته الجرائم والوصول إلى تحديد الفاعلين، لكون العنصر الأول (س ه) الملقب ب(راس الزرواطة) لم تكن له أبدا بطاقة تعريف وطنية، وبالتالي فهو غير مسجل بقاعدة البيانات ما جعل الشرطة وكأنها تتعامل مع شبح. وكانت بداية التحقيق مع الإبلاغ عن سرقة محتويات إحدى السيارات الفارهة في 25 دجنبر الماضي، واختفاء مبلغ مالي مهم من داخلها يقدر ب11 ألف أورو، ومبلغ 20 ألف درهم، وثلاث ساعات ثمينة من نوع (شوبارد) و(غيس) و(رولكس) والتي تصل قيمتها إلى 230 ألف درهم. وكانت النقطة التي شكلت أول حلقات مسلسل الكشف عن لغز السرقات المتكررة، -حسب الوكالة-هي مغادرة الحارس الليلي للمنطقة التي كانت مسرحا للحادثة، وعلى غير العادة، قبل موعده الاعتيادي، أنكر الحارس، وهو من ذوي السوابق في سرقة السيارات، أمام النيابة العامة أي صلة له بالحادث ليجد نفسه حرا طليقا بعيدا عن أي متابعة. وعلى الرغم من هذا الإنكار، ظل المحققون متشبثون بهذا الخيط عله يقودهم نحو الكشف عن السارق الحقيقي، فإصرار وعزيمة عناصر الشرطة القضائية، بعد مسار شاق من التحريات وتجميع المعطيات، قاد إلى إلقاء القبض على "راس الزرواطة" ليقف أمام المحققين كاشفا عن شريكه الموجود بمدينة أكادير. وأبانت التحقيقات أن المتهم الرئيسي نجح في بناء شبكة من المرشدين تضم حراسا ليليين كانوا يتولون مهمة رصد السيارات المرشحة لتكون مسرحا لعبث أنامل "راس الزرواطة" مع إعطاء الأولوية للسيارات الفارهة سواء لسائقين اعتادوا على الاحتفاظ بسياراتهم في هذه المواقف مقابل قسط شهري أو لسائقين كان مرورهم عابرا بالمكان لكنه أصبح عبورا مكلفا بعد أن وقعت سياراتهم في براثن المتهم الرئيسي (س ه). وقد مكنته هذه الشبكة من المرشدين من العمل في أمان ما دامت أنها كانت توفر له الحماية عبر القيام بعملية المراقبة بمكان الجريمة لتحذيره في حال وجود أي شيء يبعث على الشك. "راس الزرواطة"، ذي السوابق القضائية العديدة، في يد الشرطة، حيث إن له سجلا مثقلا ب18حكما قضائيا كان آخرها قد انتهت مدة محكوميته في دجنبر 2010. وابتداء من ذلك التاريخ عاد لاستئناف نشاطاته الإجرامية بمعدل أربع إلى خمس عمليات في الليالي التي يعتبرها "مثمرة" خاصة في أحياء بوركون ومرس السلطان.وحسب المصدر نفسه، فقد جرى تسجيل أزيد من 300 شكاية لدى الشرطة القضائية والتي تهم هاتين المنطقتين بالتحديد.