أسفرت سرقة محتويات سيارة القنصل الشرفي لجمهورية غينيا بيساو، ممثلة في 11 ألف أورو، و20 ألف درهم مغربية، وثلاث ساعات يدوية من ماركات عالمية، تبلغ قيمتها مجتمعة حوالي 80 مليون سنتيم، بشارع إدريس الأول في الدارالبيضاء، من تفكيك عصابة إجرامية، مؤلفة من 11 متهما، أغلبهم حراس ليليون، نفذت في ظرف سنة ونصف السنة أزيد من 500 عملية سرقة من داخل السيارات في مجموع أحياء مدينة الدارالبيضاء. وقدم رئيس القسم القضائي الثاني التابع لمصلحة الشرطة القضائية أنفا، أمس الجمعة، بمقر ولاية الأمن، خلال لقاء حضره ممثلو وسائل الإعلام، معطيات مهمة حول أبحاث وتحريات عناصر القسم القضائي الثاني، بتنسيق مع مصلحة الشرطة القضائية، لتفكيك العصابة. وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، والاستنطاق التفصيلي لأفراد العصابة، أحالت مصلحة الشرطة القضائية التابعة لأمن أنفا، أمس الجمعة، المتهمين 11 على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، من أجل تكوين عصابة إجرامية متخصصة في اقتراف السرقات، والسرقات من داخل السيارات، وإخفاء المسروق وشرائه، واستهلاك والاتجار في المخدرات. وأدت سرقة محتويات سيارة الدبلوماسي المذكور، أواخر يناير الماضي، إلى استنفار أمني في ولاية الأمن، مكن من الاهتداء إلى المتهم الرئيسي حسن "س"، الملقب ب"راس الزرواطة"، من مواليد 1961، من ذوي السوابق القضائية، مدان في 17 قضية إجرامية، ولا يتوفر على بطاقة التعريف الوطنية، وأفضى التحقيق معه إلى اعتقال 7 حراس ليليين، ومتهمين بشراء المسروق، ومنفذين اثنين لسرقات من داخل السيارات وسرقات موصوفة. وعلمت "المغربية"، من مصادر أمنية، أن اعتقال أفراد العصابة جرى في الفترة من 25 يناير الماضي، إلى 21 فبراير الجاري، بعدما أشرف رئيس مصلحة الشرطة القضائية لأمن أنفا، مرفوقا برئيس القسم القضائي الثاني، وعناصر الشرطة القضائية على اعتقال المتهم الرئيسي بحي بوركون بالدارالبيضاء، ليلة الثلاثاء الماضي. وحسب المصادر ذاتها، فإن طريقة اعتقال "راس الزرواطة"، تحيل على الفوضى في قطاع الحراس الليليين، بعدما نصبت عناصر الأمن، بحضور رئيس مصلحة الشرطة القضائية، كمينا للمتهم المذكور، وتظاهر ضباط للشرطة أنهم في حالة سكر، ووجهوا سؤالا إلى المتهم عن إمكانية تنفيذهم سرقة بحي بوركون، الذي كان يحرسه، فأجابهم بما مضمونه "أن السوق خاوي هاذ الأيام"، وعندما اقترح الضباط سرقة سيارة قريبة منه، أجابهم مجددا أن مالك السيارة يقطن في الطابق الثاني لعمارة مجاورة، إضافة إلى أدائه مبلغا مهما لحراسة سيارته، ليحيلهم على سيارة أخرى، بعدما خول لعناصر الأمن المتنكرين إمكانية الشروع في سرقتها، ليجري بعدها إيقافه في حالة تلبس، فتبين ضلوعه في أزيد من 500 سرقة نفذها رفقة معاونيه، بعد خروجه الأخير من السجن في دجنبر 2010. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن التحقيق مع المتهم الرئيسي أفضى إلى تحديده قطاع أنفا ومرس السلطان، كأهم الأحياء التي ينفذ فيها متعاونوه، بتنسيق مع حراس ليليين آخرين، سرقة محتويات السيارات. وتوصلت مقرات الأمن بالبيضاء، في الفترة الأخيرة بأزيد من 300 شكاية من ضحايا أفراد العصابة، الذين يكونون إما غرباء عن المدينة، أو يركنون سياراتهم دون أداء مبلغ للحراس الليليين.