اختتمت الأربعاء الماضي أشغال الدورة التدريبية الأولى على المستوى المغربي حول الأسرة، التي نظمتها جمعية الحضن الوطنية بشراكة مع معهد الدوحة للدراسات والأبحاث الأسرية في إطار برنامج "بناء القدرات" تحت شعار: نحو بناء أسرة سليمة. وناقشت الدورة التي امتدت أشغالها على مدى 3 أيام بمدينة الدارالبيضاء، بمشاركة أزيد من 80 مشاركا من الفاعلين في مجال التمكين الأسري والوالدية وجمعيات المجتمع المدني المهتمة بالأسرة من المغرب وموريتانيا و تونس و الجزائر وليبيا، (ناقشت) محورين أساسيين، محور الزواج وهو مرتبط بطرق نجاح العلاقات الزوجية خصوصا بالنسبة للمتزوجين حديثا، و محور الوالدية الإيجابية، وتركز حول الوالدية والأبناء في مرحلة الطفولة وفي مرحلة المراهقة. وتقوم جهود القدرات التي بشرت بها الدورة على منهج شامل من تكوين الأسرة في ضوء نظرية دورة الحياة الأسرية، بما يؤكد على أن الأسرة السليمة تعتمد على قدرتها على أداء وظيفتها على نحو سليم و مترابط طبقا للمراحل المختلفة لتطورها. وركز التدريب على الجوانب المختلفة الحيوية والنفسية و الاجتماعية والوسائل التي تعمل على الأداء السليم للأسرة. وتهدف الدورة التدريبية إلى بناء القدرات حول تزويد المنظمات غير الحكومية التي يعمل منتسبوها مع الأسر بالمعرفة والمهارات الضرورية لبناء أسر ومجتمعات سليمة. بهدف العمل من خلال الجمعيات المشاركة على التقليل من المظاهر السلبية التي تمس الأسر. وفي سياق النتائج المتوقعة من الدورة، أكدت الأشغال على منهج قسم التطبيق والتواصل الاجتماعي المتمحور حول الأسرة يحقق نتائجه عندما يعمل كل أصحاب المصلحة من الآباء و أفراد الأسرة و غيرهم جميعا معا في شراكة مع الجمعيات غير الحكومية و مقدمي الخدمات في تدعيم معرفتهم و مهاراتهم في بناء أسرهم. وفي تصريحها ل "التجديد" على هامش أشغال الدورة التدريبية، اعتبرت مفيدة سيد المختار عن "الجمعية الموريتانية لرعاية الطفولة"، أن الدورة متميزة في مجال التنظيم وعلى مستوى المضمون، فيما ثمنت لينا الدرهم من معهد الدوحة للدراسات الأسرية الالتزام و المشاركة الفعالة من المشاركين، والتعاون البناء في إنجاح هذه الورشة الخامسة حول بناء أسرة سليمة و حسن اختيار المنظمات المشاركة. من جهتها ذكرت مخرف صالحة عن "الجمعية الجزائرية لمحو الأمية. اقرأ"، أن الدورة ستكمن من الاستفادة في تقوية قدراتهن كفاعلات جمعويات بهدف الاستجابة لانتظارات و تطلعات الأسرة و المرأة و المجتمع. ومن جهة أخرى، أكدت بنتريكي فاطمة عن "جمعية المنطلق الثقافية لرعاية المرأة و الأسرة بالجزائر"، على أن المنطلق من إعادة تكوين عدد من المكونين، هو تمكينهم بدورهم من تكوين الأسر سواء في مجال الزواج و إنجاح العلاقة الزوجية أو في مجال تربية الأبناء و الوالدية الإيجابية. هذا، ويأتي تنظيم هذه الدورة التدريبية ضمن عدد من الأنشطة حول الأسرة، سبق أن نظمتها جمعية الحضن الوطنية في إطار الدفع باتجاه تطوير عدد من المفاهيم الإيجابية المرتبطة بالبناء الأسري. ويرتقب في هذا الإطار تنظيم الجمعية لملتقى الأسرة الوطني في نسخته الثالثة، وسيأخذ الملتقى هذه السنة بحسب المنظمين صبغة دولية و ينظم بالشراكة مع عدد من الجمعيات الدولية المهتمة بالأسرة. للإشارة، فقد أقيم معرض طيلة أيام الدورة التدريبية، تخللته رواقات من بينها رواق قدمه المشاركون من مدينة مصراتة الليبية، يبرز حجم الدمار الذي لحق بالمدينة خلال الثورة، والجهود التي قامت بها منظمات المجتمع المدني هناك من أجل إعادة تأهيل ضحايا القصف تأهيلا صحيا و نفسيا خصوصا منهم الأطفال.