أكد مشاركون في ندوة علمية حول المذهب المالكي في سياقاته المعاصرة يوم الثلاثاء 14 فبراير 2012 بفاس، أن أصالة المذهب المالكي وثراءه الفقهي ومرونته الفكرية وقابليته للتجديد والانفتاح جعلته من أكثر المذاهب الإسلامية تداولا، على صعيد الدراسات والبحوث الأكاديمية المتخصصة التي تناولته من نواحي التأسيس والتحديث و القيمة. وأبرز أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب خلال افتتاح أشغال هذه الندوة، أن المذهب المالكي يعد من الظواهر التشريعية والروحية والمنهجية الأثر رسوخا وإشعاعا في العالم في عصرنا الحالي، وأضاف أن المذهب المالكي يعتبر الأكثر انتشارا في العالم وفي ضوئه يديرون شؤون مجتمعاتهم وسلوكهم العقدي ويعد أيضا حاضنا رئيسا في حركة الإسلام في العالم وملجأ آمنا للمسلمين الجدد. وقال المتحدث أمام المشاركين في الندوة، إن انتشار الإسلام في كل بلاد العالم أصبح واقعا جديدا وجديرا بالدراسة، حيث أسهم هذا الانتشار في ظهور فئة هامة من الباحثين الذين اعتنقوا الإسلام و أخذوا المذهب المالكي في الفقه و المعاملات. ويسعى هذا اللقاء الدولي الذي يستمر على مدى ثلاثة أيام بمبادرة من الرابطة المحمدية للعلماء، فتح آفاق جديدة من البحث والاجتهاد في الثقافة الإنسانية بما يتضمنه المذهب المالكي من قواعد مناسبة لحل إشكالات واقع الحياة المعاصرة. ودراسة العلاقة التي تجمع بين المذهب المالكي و الصوفية والعقائد السنية، وخلق حوار بين المفكرين والباحثين من مختلف البلدان حول واقع المذهب المالكي في سياقاته المعاصرة. وذلك من خلال مواضيع تهم «المذهب المالكي والعقد الروحي»، و»المذهب المالكي والثقافة الإسلامية» و»المذهب المالكي والمدارس الفقهية» ثم «المذهب المالكي في الكتابات الغربية». يذكر، أن الجلسة الافتتاحية تميزت بتنظيم ثلاثة معارض تهم « مخطوطات الموروث المالكي بلغات أجنبية « و «إصدارات الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب» و»إصدارات المجلس العلمي المحلي بفاس.